<![CDATA[
الخمسينيات: التأسيس والانتشار الأولي
شهدت الخمسينيات من القرن العشرين تأسيس السيانتولوجيا وتوسعها الأولي. يمكن تقسيم هذه الفترة إلى عدة مراحل رئيسية:
- 1950: نشر ل. رون هوبارد كتابه “ديانتيك: العلم الحديث للصحة العقلية” (Dianetics: The Modern Science of Mental Health). يعتبر هذا الكتاب بمثابة الأساس النظري للسيانتولوجيا، حيث يقدم تقنيات لتحسين الحالة العقلية للفرد.
- 1952: انفصال هوبارد عن حركة “ديانتيك”، وتأسيسه لكنيسة السيانتولوجيا (Church of Scientology). شهد هذا العام تحول ديانتيك من حركة علاجية إلى دين جديد.
- 1953: دمج كنيسة السيانتولوجيا في ولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية.
- منتصف الخمسينيات: بدأ هوبارد في تطوير نظام “التدقيق” (Auditing)، وهو تقنية تستخدم في السيانتولوجيا لتحديد ومعالجة “الإنجرامات” (Engrams)، وهي الذكريات المؤلمة التي يعتقد أنها تعيق التقدم الروحي.
- أواخر الخمسينيات: انتشار السيانتولوجيا في دول أخرى، بما في ذلك بريطانيا وأستراليا وجنوب أفريقيا.
الستينيات: الجدل والنزاعات
شهدت الستينيات جدلاً واسعًا حول السيانتولوجيا، وظهور نزاعات قانونية مع الحكومات في مختلف أنحاء العالم:
- 1960: بدأت الحكومة البريطانية في التحقيق في أنشطة السيانتولوجيا، مما أدى إلى حظرها في عام 1968.
- 1963: أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قرارًا بمصادرة أجهزة “E-meters” التي تستخدم في التدقيق، معتبرةً أنها أجهزة طبية غير معتمدة.
- 1966: استقال ل. رون هوبارد من منصب مدير كنيسة السيانتولوجيا، وأسس “منظمة البحر” (Sea Organization)، وهي مجموعة نخبوية تابعة للسيانتولوجيا.
- أواخر الستينيات: بدأت السيانتولوجيا في مواجهة اتهامات بالاحتيال والابتزاز والتحايل الضريبي.
السبعينيات: النمو والتوسع
شهدت السبعينيات نموًا وتوسعًا كبيرين للسيانتولوجيا على الرغم من المشاكل القانونية التي واجهتها في الستينيات:
- 1970: انتقل ل. رون هوبارد وفريقه إلى السفن في البحر، واستمروا في تطوير تعاليم السيانتولوجيا.
- 1973: تأسست “إدارة السلامة” (Guardian’s Office)، وهي جهاز أمني داخل كنيسة السيانتولوجيا، كان مسؤولاً عن جمع المعلومات الاستخباراتية ومكافحة منتقدي الكنيسة.
- 1977: مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لمقرات كنيسة السيانتولوجيا، واعتقال العديد من المسؤولين بتهمة التجسس والتآمر.
- أواخر السبعينيات: بدأت السيانتولوجيا في التركيز على برامج التعليم والتدريب، واستخدمت هذه البرامج كأداة لتجنيد أعضاء جدد.
الثمانينيات: وفاة هوبارد وتغييرات القيادة
شهدت الثمانينيات وفاة ل. رون هوبارد، وتغييرات كبيرة في قيادة كنيسة السيانتولوجيا:
- 1986: توفي ل. رون هوبارد عن عمر يناهز 74 عامًا.
- 1987: تولى ديفيد ميسكافيج منصب رئيس كنيسة السيانتولوجيا.
- الثمانينيات: واصلت السيانتولوجيا توسعها العالمي، وفتحت فروعًا جديدة في دول مختلفة.
- أواخر الثمانينيات: بدأت كنيسة السيانتولوجيا في تسوية بعض النزاعات القانونية، والتركيز على تحسين صورتها العامة.
التسعينيات وما بعدها: التوسع والجدل المستمر
استمرت السيانتولوجيا في التوسع خلال التسعينيات وما بعدها، لكنها واجهت أيضًا انتقادات وجدلاً مستمرين:
- التسعينيات: بدأت كنيسة السيانتولوجيا في استخدام الإنترنت كأداة للتجنيد والترويج لتعاليمها.
- 1993: منحت مصلحة الضرائب الأمريكية كنيسة السيانتولوجيا وضعًا ضريبيًا معفيًا، مما أثار جدلاً واسعًا.
- العقد الأول من القرن الحادي والعشرين: واصلت السيانتولوجيا في فتح مراكز جديدة في جميع أنحاء العالم، وتوسيع نطاق برامجها.
- الحاضر: تواصل السيانتولوجيا مواجهة انتقادات بشأن ممارساتها، بما في ذلك اتهامات بالاستغلال المالي والتحكم في الأعضاء.
الفروع الرئيسية للسيانتولوجيا
بالإضافة إلى كنيسة السيانتولوجيا الأم، توجد عدة فروع ومنظمات مرتبطة بها، بما في ذلك:
- منظمة البحر (Sea Organization): مجموعة نخبوية من السيانتولوجيين الذين يعيشون ويعملون في بيئة بحرية.
- أبناء الإنسانية (Applied Scholastics): منظمة تعليمية تروج لتقنيات التعليم التي طورها ل. رون هوبارد.
- ناركونون (Narconon): برنامج لعلاج الإدمان يعتمد على تقنيات السيانتولوجيا.
- كريمنون (Crimson): برنامج “إصلاح السلوك” يعتمد على السيانتولوجيا.
المعتقدات والممارسات الأساسية في السيانتولوجيا
تعتمد السيانتولوجيا على مجموعة من المعتقدات والممارسات الأساسية، والتي تشمل:
- الإنسان ككائن روحي (Thetan): يعتقد السيانتولوجيون أن الإنسان هو كائن روحي خالد، يسمى “ثيتان”.
- الإنجرامات (Engrams): يعتقدون أن الإنجرامات هي ذكريات مؤلمة تعيق التقدم الروحي.
- التدقيق (Auditing): عملية استجواب تهدف إلى تحديد ومعالجة الإنجرامات.
- التطهير (Purification Rundown): برنامج يهدف إلى تخليص الجسم من السموم.
- الوصول إلى حالة “التحرير” (Clear): الهدف النهائي في السيانتولوجيا، وهو حالة من الوعي الخالي من الإنجرامات.
الانتقادات والمخاوف
واجهت السيانتولوجيا انتقادات ومخاوف واسعة النطاق على مر السنين، بما في ذلك:
- الاستغلال المالي: اتهامات بطلب مبالغ كبيرة من المال من الأعضاء مقابل الدورات والخدمات.
- التحكم في الأعضاء: اتهامات بالتحكم في حياة الأعضاء، وتقييد حرياتهم.
- العلاقات مع المنتقدين: اتهامات بملاحقة وتعطيل منتقدي الكنيسة.
- الطب البديل: استخدام بعض التقنيات التي لا تدعمها الأدلة العلمية.
الجدل حول الوضع الديني
أثار الوضع الديني لكنيسة السيانتولوجيا جدلاً مستمرًا. يجادل البعض بأن السيانتولوجيا هي دين حقيقي، بينما يرى آخرون أنها طائفة تجارية تستغل أعضائها. تختلف وجهات النظر حول هذا الموضوع باختلاف السياقات القانونية والثقافية.
السيانتولوجيا في وسائل الإعلام
حظيت السيانتولوجيا باهتمام إعلامي كبير على مر السنين. ظهرت في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية والوثائقية. ساهم هذا الظهور الإعلامي في زيادة الوعي العام بالسيانتولوجيا، ولكنه أثار أيضًا جدلاً حول ممارساتها ومعتقداتها.
خاتمة
شهدت السيانتولوجيا تاريخًا طويلًا ومعقدًا، بدءًا من تأسيسها في الخمسينيات وحتى يومنا هذا. على الرغم من الجدل والانتقادات التي واجهتها، استمرت السيانتولوجيا في النمو والتوسع في جميع أنحاء العالم. يبقى مستقبلها غير مؤكد، ولكن من المؤكد أنها ستستمر في إثارة الاهتمام والجدل.