نشأته وحياته المبكرة
ولد عبد الرزاق في كلكتا، الهند البريطانية (الآن كلكتا، الهند) في 23 يناير 1942. تلقى تعليمه المبكر في كلكتا، حيث أظهر اهتمامًا مبكرًا بالفنون التمثيلية. بدأ مسيرته المهنية في التمثيل على خشبة المسرح، وسرعان ما لفت انتباه المخرجين والمنتجين السينمائيين.
بعد تقسيم الهند عام 1947، انتقل رزاق مع عائلته إلى دكا، شرق باكستان (الآن بنغلاديش). واصل اهتمامه بالتمثيل وانضم إلى مجموعة مسرحية محلية، حيث صقل مهاراته وقدراته التمثيلية.
بداية مسيرته الفنية
بدأ رزاق مسيرته السينمائية في منتصف الستينيات من القرن الماضي، ولعب أدوارًا صغيرة في عدد قليل من الأفلام. لكن انطلاقته الحقيقية جاءت في عام 1967 مع فيلم “بيكور” (Behula)، حيث لعب دور البطولة وحقق نجاحًا كبيرًا. هذا الفيلم لم يجعله نجمًا فحسب، بل أثبت أيضًا موهبته وقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة.
أوج مسيرته السينمائية
شهدت السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ذروة مسيرة رزاق السينمائية. خلال هذه الفترة، لعب أدوار البطولة في العديد من الأفلام الناجحة تجاريًا ونقديًا، وأصبح أحد أكثر الممثلين شعبية في بنغلاديش. أفلام مثل “أبوروشيتا” (Aporachita)، و”أشونخانيلا” (Ashikkhito)، و”بوروشكار” (Purashkar)، و”تشوروميك” (Chhutir Ghonta)، و”بابار كاثار” (Babar Kathan) عززت مكانته كنجم صف أول.
تميز رزاق بقدرته على تجسيد مجموعة واسعة من الشخصيات، من الرومانسية إلى الدرامية إلى الكوميدية. كان يتمتع بحضور قوي على الشاشة وكاريزما طبيعية جعلته محبوبًا لدى الجماهير من جميع الأعمار. كما كان معروفًا باحترافيته وتفانيه في عمله.
أدواره البارزة
من بين الأدوار البارزة التي لعبها رزاق:
- كودو في فيلم “كي جي” (Kajol Rekha): لعب دور شاب فقير يقع في حب فتاة من عائلة ثرية.
- سليم في فيلم “أبوروشيتا”: قدم دور شاب مثقف يناضل من أجل تحقيق أحلامه في مجتمع محافظ.
- رحيم في فيلم “أشونخانيلا”: جسد دور رجل أمي يكافح من أجل إعالة أسرته.
- جلال في فيلم “بوروشكار”: لعب دور ضابط شرطة نزيه يحارب الفساد.
- الأب في فيلم “بابار كاثار”: قدم دور أب مخلص يسعى لتوفير حياة أفضل لأطفاله.
الإخراج السينمائي
بالإضافة إلى التمثيل، خاض رزاق أيضًا مجال الإخراج السينمائي. أخرج عددًا قليلاً من الأفلام، والتي حققت نجاحًا متفاوتًا. ومع ذلك، فقد أظهرت هذه الأفلام موهبته الإبداعية ورغبته في استكشاف جوانب مختلفة من صناعة السينما.
الجوائز والتكريمات
حصل رزاق على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرته المهنية، بما في ذلك:
- جائزة الفيلم الوطني لأفضل ممثل عن فيلم “كي أو كينو” (Ki o Keno) عام 1982.
- جائزة الفيلم الوطني لإنجاز العمر عام 2013.
- العديد من الجوائز الأخرى من مختلف المنظمات السينمائية والثقافية.
تعكس هذه الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماته الكبيرة في السينما البنغلاديشية وتأثيره الدائم على صناعة الترفيه.
حياته الشخصية
تزوج عبد الرزاق من خيري النساء، ولديهما ثلاثة أبناء: باهر، وبيمبا، وسامرات. كان رزاق يتمتع بحياة عائلية مستقرة وسعيدة، وكان معروفًا بتواضعه وأخلاقه الحميدة.
تأثيره وإرثه
يُعتبر عبد الرزاق شخصية أسطورية في السينما البنغلاديشية. لقد ألهم أجيالًا من الممثلين والمخرجين، ولا تزال أفلامه تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم. يُذكر رزاق بصفته ممثلاً موهوبًا ومخرجًا مبدعًا وإنسانًا متواضعًا. سيبقى إرثه خالدًا في تاريخ السينما البنغلاديشية.
تجاوز تأثير رزاق حدود الشاشة الفضية. لقد كان شخصية محبوبة ومحترمة في المجتمع البنغلاديشي، وكان له دور فعال في تعزيز الفنون والثقافة. كما كان معروفًا بدعمه للجمعيات الخيرية والمبادرات الاجتماعية.
وفاته
توفي عبد الرزاق في 21 أغسطس 2017 في دكا، بنغلاديش، عن عمر يناهز 75 عامًا. وقد صدمت وفاته الأوساط الفنية والثقافية في بنغلاديش، وتلقى نعياً واسعاً من مختلف الشخصيات والمنظمات. تم دفنه في مقبرة باناني في دكا.
خاتمة
عبد الرزاق، أو “ناياك رزاق” كما كان يُعرف، كان رمزًا للسينما البنغلاديشية. لقد قدم مساهمات كبيرة في صناعة السينما، وترك إرثًا دائمًا سيستمر في إلهام الأجيال القادمة. سيظل يُذكر دائمًا كواحد من أعظم الممثلين في تاريخ بنغلاديش.