الحياة المبكرة والتعليم
ولد توماس أبركرومبي في 22 يناير 1951. حصل على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز في عام 1973. ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في علم الإنسان من جامعة شيكاغو في عامي 1977 و1981 على التوالي. خلال دراسته للدكتوراه، أجرى أبركرومبي بحثًا ميدانيًا مكثفًا في بوليفيا، والذي شكل الأساس لعمله الأكاديمي اللاحق.
مسيرته المهنية
بدأ أبركرومبي مسيرته المهنية كأستاذ مساعد في علم الإنسان بجامعة نيويورك في عام 1981. تمت ترقيته إلى أستاذ مشارك في عام 1989. أمضى حياته المهنية بأكملها في جامعة نيويورك، حيث كان له تأثير كبير على الطلاب والزملاء. بالإضافة إلى التدريس، شارك أبركرومبي في العديد من المشاريع البحثية، وألقى محاضرات في جميع أنحاء العالم. كان معروفًا بأسلوبه في التدريس المحفز للتفكير النقدي وبحثه المتعمق.
أعماله ومساهماته
ركز عمل أبركرومبي بشكل أساسي على دراسة المجتمعات الأنديزية، وخاصة في بوليفيا. من خلال أبحاثه، استكشف العلاقة المعقدة بين الدين والسياسة والثقافة في هذه المجتمعات. قدم أبركرومبي تحليلات ثاقبة حول كيفية تأثير العوامل التاريخية والاجتماعية على تشكيل الهويات الثقافية والسياسية. ركز أيضًا على دراسة طقوس الاحتفال والتمثيل الرمزي في المجتمعات الأنديزية، موضحًا كيف تستخدم هذه المجتمعات الطقوس للتعبير عن هوياتهم الاجتماعية والسياسية.
من أبرز أعمال أبركرومبي كتاب “فهم التقاليد الأنديزية: الدين والسياسة في بوليفيا” (Pathways of Andean Thought: Religion and Politics in Bolivia)، والذي نشر في عام 1998. في هذا الكتاب، قدم أبركرومبي تحليلًا شاملاً للعلاقة بين الدين والسياسة في بوليفيا، مع التركيز على دور الكاثوليكية والتقاليد الأصلية في تشكيل الحياة الاجتماعية والسياسية. استند الكتاب إلى سنوات من البحث الميداني المكثف، وقدم رؤى جديدة حول كيفية تفاعل القوى الدينية والسياسية في المجتمعات الأنديزية.
بالإضافة إلى هذا الكتاب، نشر أبركرومبي العديد من المقالات والمنشورات الأكاديمية الأخرى التي ساهمت في تطوير مجال علم الإنسان. ركزت هذه المنشورات على مجموعة متنوعة من الموضوعات، بما في ذلك:
- التاريخ الثقافي
- علم الإنسان الديني
- دراسات أمريكا اللاتينية
- التمثيل الثقافي
كان أبركرومبي معروفًا بمنهجه الإبداعي في البحث الأنثروبولوجي. شجع على استخدام مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك التحليل التاريخي، والتحليل الرمزي، والمقابلات، والمشاركة في الحياة المجتمعية، لفهم المجتمعات والثقافات. كما كان مدافعًا عن أهمية التفكير النقدي والوعي الذاتي في البحث الأنثروبولوجي. لقد اعتقد أن على علماء الأنثروبولوجيا أن يكونوا على دراية بتحيزاتهم الخاصة وأن يدرسوا تأثير عملهم على المجتمعات التي يدرسونها.
تأثيره على علم الإنسان
ترك توماس أبركرومبي بصمة كبيرة في مجال علم الإنسان. ألهم عمله أجيالًا من الباحثين والطلاب، وقدم مساهمات مهمة في فهم المجتمعات والثقافات الأنديزية. ساعدت أبحاثه في تطوير مناهج وأساليب البحث الأنثروبولوجي، وشجعت على استخدام التفكير النقدي والتحليل التاريخي. كما كان له تأثير كبير على تطوير دراسات أمريكا اللاتينية ككل.
كان أبركرومبي شخصية مؤثرة في جامعة نيويورك وخارجها. كان معروفًا بذكائه وطاقته، بالإضافة إلى التزامه بالتميز الأكاديمي. كان معلمًا محترمًا ومرشدًا للعديد من الطلاب، الذين أشادوا بقدرته على إلهامهم وتحفيزهم. كما كان زميلًا محترمًا، اشتهر بتعاونه وكرمه.
أعمال مختارة
إلى جانب كتابه الرئيسي، نشر أبركرومبي العديد من المقالات والمساهمات في الكتب. من بين أعماله البارزة:
- “التذكر والنسيان في أنديز” (Remembering and Forgetting in the Andes)
- “التأثيرات المتداخلة: الدين والسياسة في أنديز” (Interwoven Effects: Religion and Politics in the Andes)
- “الطقوس والدولة: رؤى من أنديز” (Ritual and the State: Insights from the Andes)
عكست هذه الأعمال اهتمامه بالدين والسياسة والثقافة في أمريكا اللاتينية، وقدمت مساهمات كبيرة في فهم المجتمعات الأنديزية.
التقدير والجوائز
حصل توماس أبركرومبي على العديد من الجوائز والتقديرات خلال مسيرته المهنية. كان عضوًا في العديد من الجمعيات الأكاديمية، بما في ذلك الجمعية الأمريكية لعلم الإنسان. كما حصل على زمالات وجوائز من مؤسسات مرموقة، تقديرًا لعمله الرائد في مجال علم الإنسان.
إرثه
توفي توماس أ. أبركرومبي في 11 أبريل 2019، تاركًا وراءه إرثًا دائمًا في مجال علم الإنسان. ألهم عمله أجيالًا من الباحثين، وساهم في فهمنا للمجتمعات والثقافات الأنديزية. من خلال مساهماته، أثرى معرفتنا بالعلاقة المعقدة بين الدين والسياسة والثقافة. سيظل إرثه حيًا في عمل طلابه وزملاءه، وفي استمرار دراسة المجتمعات الأنديزية.
خاتمة
كان توماس أ. أبركرومبي شخصية بارزة في علم الإنسان، اشتهر بعمله الرائد في دراسة المجتمعات الأنديزية. من خلال أبحاثه، قدم مساهمات كبيرة في فهم العلاقة بين الدين والسياسة والثقافة. كان أيضًا معلمًا مؤثرًا وألهم أجيالًا من الباحثين. سيظل إرثه حيًا في مجال علم الإنسان، وسيستمر عمله في التأثير على فهمنا للعالم.
المراجع
- موقع جامعة نيويورك
- صفحة ويكيبيديا
- JSTOR – مراجعات لأعمال أبركرومبي
- صفحة الأستاذ توماس أبركرومبي في موقع جامعة نيويورك
“`