مقدمة
الأطلس هو في الأصل عبارة عن مجموعة من الخرائط. ولكن قد يشير مصطلح أطلس أيضاً إلى معانٍ أخرى مختلفة. هذه المقالة تسعى إلى توضيح تلك المعاني.
أصل الكلمة
كلمة “أطلس” مشتقة من الأساطير الإغريقية القديمة، حيث كان أطلس إلهًا جبّارًا مُكلّفًا بحمل الكرة الأرضية على كتفيه. وبسبب ارتباطه بالخرائط والجغرافيا، أصبح الاسم يطلق على مجموعات الخرائط.
الأطلس في الجغرافيا
الأطلس الجغرافي هو عبارة عن كتاب أو مجلد يضم مجموعة من الخرائط المتنوعة. يمكن أن يشتمل الأطلس على خرائط للعالم بأسره، أو خرائط لمنطقة معينة، أو خرائط لموضوعات محددة مثل المناخ، والسكان، والاقتصاد، وغيرها. وتعتبر الأطالس من الأدوات الهامة للطلاب والباحثين والمسافرين والمهتمين بالجغرافيا بشكل عام.
تتنوع أنواع الأطالس الجغرافية، فمنها:
- الأطالس العامة: تشمل خرائط متنوعة لمختلف مناطق العالم، وتغطي موضوعات جغرافية متعددة.
- الأطالس المتخصصة: تركز على موضوع جغرافي معين، مثل أطلس المناخ، أو أطلس السكان، أو أطلس التضاريس.
- الأطالس الإقليمية: تغطي منطقة جغرافية محددة، مثل أطلس الوطن العربي، أو أطلس أوروبا.
- الأطالس التاريخية: تعرض الخرائط التاريخية التي توضح التطورات الجغرافية والسياسية عبر الزمن.
تتميز الأطالس الجغرافية الحديثة باستخدامها للتقنيات الحديثة في إنتاج الخرائط، مثل نظم المعلومات الجغرافية (GIS) والاستشعار عن بعد. كما أنها تتوفر بصيغ مختلفة، بما في ذلك الأطالس المطبوعة والأطالس الرقمية التفاعلية.
أطلس في الأساطير الإغريقية
في الأساطير الإغريقية، كان أطلس (باليونانية القديمة: Ἄτλας) إلهًا جبّارًا من التيتان، عُوقب بحمل الكرة الأرضية على كتفيه إلى الأبد. كان أطلس ابن إيابيتوس وكلايمين، وأخو بروميثيوس وإبيميثيوس ومينوتيوس. لعب أطلس دورًا في العديد من الأساطير الإغريقية، بما في ذلك أسطورة هرقل الذي طلب منه جلب تفاحات ذهبية من حديقة هيسبيريدس.
تختلف الروايات حول سبب عقوبة أطلس، ولكن الرواية الأكثر شيوعًا هي أنه قاد التيتان في حربهم ضد الآلهة الأولمبية. بعد هزيمة التيتان، عاقب زيوس أطلس بحمل الكرة الأرضية إلى الأبد.
أصبح أطلس رمزًا للقوة والتحمل، وغالبًا ما يتم تصويره على أنه رجل قوي يحمل الكرة الأرضية على كتفيه. وقد استخدمت صورته في العديد من الأعمال الفنية والأدبية عبر التاريخ.
أطلس في علم الفلك
في علم الفلك، أطلس هو اسم أحد الأقمار التابعة لكوكب زحل. تم اكتشافه في عام 1980 بواسطة عالم الفلك ريتشارد تيريل. يدور أطلس حول زحل في حلقة رقيقة تسمى حلقة أطلس. يتميز هذا القمر بشكله الغريب الذي يشبه الصحن الطائر.
أطلس في التشريح
في علم التشريح، أطلس هو الاسم الذي يطلق على الفقرة العنقية الأولى في العمود الفقري. وهي الفقرة التي تتصل بالجمجمة وتسمح بحركة الرأس. سميت هذه الفقرة باسم أطلس تيمناً بالإله الإغريقي الذي يحمل الكرة الأرضية، وذلك لأنها تحمل رأس الإنسان.
تتميز الفقرة أطلس بشكلها المميز الذي يختلف عن بقية الفقرات العنقية. فهي لا تحتوي على جسم فقري، بل تتكون من قوسين عظميين متصلين ببعضهما البعض. وتوجد على سطحها العلوي سطحان مفصليان يتصلان بالنتوء القذالي للجمجمة.
أطلس في الشركات والمؤسسات
يُستخدم اسم “أطلس” كاسم لعلامات تجارية أو شركات أو مؤسسات مختلفة حول العالم، وذلك بسبب دلالته على الشمولية والمعرفة والقدرة على الاستكشاف. ومن بين هذه المؤسسات:
- شركة أطلس كوبكو (Atlas Copco): شركة سويدية متعددة الجنسيات تعمل في مجال تصنيع المعدات الصناعية وأدوات البناء والتعدين.
- منظمة أطلس (Atlas Network): شبكة عالمية من منظمات التفكير الحر التي تهدف إلى تعزيز الحرية الاقتصادية والسياسية.
- مشروع أطلس الجينوم السرطاني (The Cancer Genome Atlas): مشروع بحثي يهدف إلى فهم الأساس الجيني للسرطان.
أطلس في الثقافة الشعبية
ظهر اسم أطلس في العديد من الأعمال الأدبية والفنية والثقافية، مما يعكس رمزيته القوية ودلالته على القوة والتحمل والمعرفة. ومن بين هذه الأعمال:
- رواية أطلس شيراكد (Atlas Shrugged): رواية فلسفية للكاتبة الأمريكية آين راند.
- فيلم أطلس شيراكد (Atlas Shrugged): فيلم مقتبس من رواية آين راند.
- تمثال أطلس في مركز روكفلر (Atlas Statue at Rockefeller Center): تمثال برونزي يصور أطلس وهو يحمل الكرة الأرضية.
خاتمة
يشير مصطلح “أطلس” إلى معانٍ متعددة، بدءًا من مجموعة الخرائط وصولًا إلى الإله الجبار في الأساطير الإغريقية، وقمر زحل، والفقرة العنقية الأولى، والشركات والمؤسسات، والأعمال الثقافية. يعكس هذا التنوع في المعاني أهمية هذا المصطلح ودلالته الرمزية القوية.