نشأته وتعليمه
ولد ويسلي كار في 26 يوليو 1941. تلقى تعليمه في مدرسة مانشستر النحوية وكلية سانت بيتر، أكسفورد، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الآداب (BA). ثم درس في كلية كودسدون، وهي كلية لاهوتية أنجليكانية تقع بالقرب من أكسفورد، استعدادًا لدخوله سلك الكهنوت.
مسيرته الكنسية
بدأ ويسلي كار مسيرته الكنسية كقس مساعد في أبرشية سانت لورانس، برنتوود، في الفترة من 1967 إلى 1971. ثم انتقل إلى كامبريدج، حيث شغل منصب قس في كلية المسيح من عام 1971 إلى 1977، بالإضافة إلى عمله كواعظ جامعي. خلال هذه الفترة، بدأ اهتمامه باللاهوت الرعوي وعلم النفس يتبلور.
في عام 1977، عُين كار مديرًا لمركز سانت ألبانز للرعاية والتعليم، وهو مركز متخصص في تقديم المشورة والتدريب في مجال الرعاية النفسية والروحية. استمر في هذا المنصب حتى عام 1987، مما أتاح له فرصة لتطبيق معرفته وخبرته في مساعدة الأفراد والمجتمعات.
بعد ذلك، شغل كار منصب أمين الخزانة ورئيس الكهنة في كاتدرائية القديس بولس من عام 1987 إلى 1997. خلال هذه الفترة، لعب دورًا هامًا في إدارة الكاتدرائية والإشراف على أنشطتها الدينية والاجتماعية. كما اكتسب سمعة طيبة كواعظ مؤثر وقائد روحي.
عميد وستمنستر
في عام 1997، تم تعيين ويسلي كار عميدًا لوستمنستر، وهو منصب رفيع المستوى في الكنيسة الأنجليكانية. بصفته عميدًا، كان مسؤولاً عن إدارة كنيسة وستمنستر، وهي كنيسة تاريخية ذات أهمية كبيرة في الحياة الدينية والوطنية للمملكة المتحدة. شهدت فترة ولايته العديد من الأحداث الهامة، بما في ذلك الاحتفالات بالذكرى السنوية لوفاة الأميرة ديانا واليوبيل الذهبي للملكة إليزابيث الثانية.
تميز كار بقدرته على الجمع بين التقاليد العريقة لكنيسة وستمنستر والتحديات المعاصرة التي تواجه المجتمع. سعى إلى جعل الكنيسة مكانًا مفتوحًا وشاملاً للجميع، بغض النظر عن خلفياتهم أو معتقداتهم. كما كان مدافعًا قويًا عن الحوار بين الأديان وتعزيز التفاهم المتبادل.
خلال فترة عمله كعميد لوستمنستر، كان كار أيضًا فارسًا لقائد الأمر الفكتوري (KCVO)، وهو وسام شرف يمنحه الملك أو الملكة للأفراد الذين قدموا خدمة شخصية متميزة للعائلة المالكة.
إسهاماته الأكاديمية
بالإضافة إلى مسيرته الكنسية، كان ويسلي كار باحثًا وكاتبًا غزير الإنتاج. نشر العديد من الكتب والمقالات حول مجموعة متنوعة من المواضيع، بما في ذلك اللاهوت الرعوي وعلم النفس والدين والثقافة. كان مهتمًا بشكل خاص باستكشاف العلاقة بين الإيمان والعقل، وكيف يمكن للدين أن يساهم في تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية.
من بين مؤلفاته البارزة:
- “The Practice of Pastoral Care” (ممارسة الرعاية الرعوية)
- “Anglican Spirituality” (الروحانية الأنجليكانية)
- “Personal Prayer” (الصلاة الشخصية)
اهتماماته
كان كار مهتمًا بعلم النفس واللاهوت الرعوي، وكيف يتقاطعان. لقد رأى أن فهم الديناميكيات النفسية البشرية أمر بالغ الأهمية لتقديم الرعاية الروحية الفعالة. لقد كان مدافعًا قويًا عن تدريب رجال الدين على مهارات الاستشارة وفهم الصحة العقلية.
كان كار أيضًا شغوفًا بالفنون والموسيقى. لقد اعتقد أن الفنون يمكن أن تكون وسيلة قوية للتعبير عن الإيمان والتواصل مع الله. خلال فترة عمله كعميد لوستمنستر، دعم بنشاط البرامج الفنية والموسيقية في الكنيسة.
كان كار يتمتع بشخصية دافئة وجذابة. كان معروفًا بروح الدعابة لديه وقدرته على التواصل مع الناس من جميع مناحي الحياة. كان يتمتع باحترام واسع النطاق من قبل زملائه ورعيته.
وفاته
توفي ويسلي كار في 15 يوليو 2017، عن عمر يناهز 75 عامًا. أقيمت جنازته في كنيسة وستمنستر، بحضور حشد كبير من المعزين، بمن فيهم أفراد من العائلة المالكة وكبار الشخصيات الدينية والسياسية.
إرثه
يُذكر ويسلي كار كقائد ديني مؤثر وعالم بارز وراعي عطوف. لقد ترك إرثًا دائمًا من الخدمة والقيادة والإلهام. سيستمر عمله في إلهام الأجيال القادمة من رجال الدين والقادة الروحيين.
خاتمة
كان ويسلي كار شخصية بارزة في الكنيسة الأنجليكانية، حيث جمع بين الأدوار الكنسية والأكاديمية. من خلال عمله كعميد لوستمنستر، وقبل ذلك في كاتدرائية القديس بولس، وكمدير لمركز سانت ألبانز، أثرى حياة الكثيرين. ستظل مساهماته في اللاهوت الرعوي وعلم النفس، بالإضافة إلى قيادته الروحية، علامة بارزة في تاريخ الكنيسة الأنجليكانية.