التأسيس والتاريخ المبكر
تأسست قاعدة بلِيكو الجوية في الأصل كمنشأة صغيرة تابعة لسلاح الجو لجمهورية فيتنام. ومع تصاعد الصراع في فيتنام، توسعت القاعدة بشكل كبير لاستيعاب الأعداد المتزايدة من القوات والمعدات العسكرية. بدأ الأمريكيون في استخدام القاعدة في أوائل الستينيات، وسرعان ما أصبحت مركزًا رئيسيًا للعمليات الجوية في مرتفعات وسط فيتنام.
كانت القاعدة تقع في مقاطعة جيا لاي، بالقرب من مدينة بلِيكو، وهي منطقة استراتيجية تقع على طول طريق هو تشي منه، وهو طريق إمداد رئيسي لقوات فييت كونغ وشمال فيتنام. هذا الموقع جعل القاعدة هدفًا ذا قيمة عالية للقوات المعادية، وتعرضت للهجمات المتكررة خلال الحرب.
الدور الأمريكي
مع تصاعد مشاركة الولايات المتحدة في حرب فيتنام، أصبحت قاعدة بلِيكو الجوية مركزًا رئيسيًا للعمليات الجوية الأمريكية. استضافت القاعدة العديد من الوحدات الجوية الأمريكية، بما في ذلك مروحيات الهجوم والنقل، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة وقاذفات. استخدمت القوات الأمريكية القاعدة لتنفيذ مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك الدعم الجوي القريب للقوات البرية، والاستطلاع، والبحث والإنقاذ، والقصف التكتيكي.
لعبت قاعدة بلِيكو الجوية دورًا حاسمًا في العديد من العمليات العسكرية الأمريكية الرئيسية، بما في ذلك عملية “ستارلايت” في عام 1965، وهي أول عملية قتالية كبيرة للولايات المتحدة في حرب فيتنام. كما استخدمت القاعدة كمركز انطلاق للغارات الجوية على شمال فيتنام ولاوس وكمبوديا.
العمليات والمهام
شهدت قاعدة بلِيكو الجوية عددًا كبيرًا من العمليات الجوية خلال حرب فيتنام. كانت القاعدة بمثابة مركز لوجستي حيوي، حيث استقبلت وأرسلت آلاف الأطنان من الإمدادات والمعدات العسكرية. بالإضافة إلى ذلك، كانت القاعدة بمثابة مركز تدريب للطيارين والفنيين، مما ساهم في الحفاظ على جاهزية القوات الجوية الأمريكية والفيتنامية الجنوبية.
من بين العمليات الهامة التي انطلقت من قاعدة بلِيكو الجوية، عمليات الإمداد والإسناد الجوي للقوات البرية في مرتفعات وسط فيتنام. كما شاركت القاعدة في عمليات القصف المكثفة على أهداف استراتيجية في شمال فيتنام، بما في ذلك الجسور والطرق والمرافق الصناعية. كما قامت القاعدة بدور حيوي في عمليات البحث والإنقاذ للطائرات التي أسقطت، وإنقاذ الطيارين.
البنية التحتية والتوسع
شهدت قاعدة بلِيكو الجوية توسعًا كبيرًا في بنيتها التحتية خلال فترة الحرب. تم بناء مدرجات جديدة، ومبانٍ، ومرافق تخزين، لإيواء الأعداد المتزايدة من القوات والمعدات. تم بناء شبكة معقدة من المخابئ المحصنة لحماية الطائرات والموظفين من الهجمات الأرضية والجوية. شمل التوسع بناء مستشفى ميداني ضخم، بالإضافة إلى مرافق ترفيهية للقوات الأمريكية.
كانت القاعدة مجهزة بمجموعة متنوعة من الرادارات وأنظمة الاتصالات، مما سمح للقوات الأمريكية بتتبع وتحديد الطائرات المعادية، وتنسيق العمليات الجوية. تم بناء شبكة من الطرق والمسارات لربط القاعدة بالمرافق العسكرية الأخرى في المنطقة.
التحديات الأمنية
واجهت قاعدة بلِيكو الجوية تحديات أمنية كبيرة طوال فترة الحرب. نظرًا لوقوعها في منطقة صراع نشطة، كانت القاعدة عرضة للهجمات المتكررة من قبل قوات فييت كونغ وشمال فيتنام. تعرضت القاعدة للقصف المدفعي، والهجمات الصاروخية، والغارات الأرضية. تكبدت القاعدة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات نتيجة لهذه الهجمات.
لحماية القاعدة، تم نشر عدد كبير من القوات الأمنية الأمريكية والفيتنامية الجنوبية. تم بناء تحصينات دفاعية، بما في ذلك الخنادق، والمتاريس، ومواقع المدفعية. كما تم استخدام طائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة للدفاع عن القاعدة من الهجمات الجوية.
أحداث بارزة
شهدت قاعدة بلِيكو الجوية عددًا من الأحداث البارزة خلال حرب فيتنام. في عام 1965، تعرضت القاعدة لهجوم كبير من قبل قوات فييت كونغ، مما أسفر عن مقتل العديد من الجنود الأمريكيين. في عام 1968، تعرضت القاعدة للقصف المكثف خلال هجوم تيت. لعبت القاعدة دورًا حاسمًا في التصدي لهجوم تيت، حيث قامت القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية بإعادة السيطرة على القاعدة.
شهدت القاعدة أيضًا زيارات للعديد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك الجنرالات والقادة السياسيين الأمريكيين. كان لهذه الزيارات رمزية كبيرة، وأظهرت التزام الولايات المتحدة بدعم فيتنام الجنوبية. كما شهدت القاعدة العديد من الاحتفالات والفعاليات، التي هدفت إلى تعزيز الروح المعنوية للقوات.
الرحيل الأمريكي
مع تراجع الوجود الأمريكي في فيتنام، بدأت القوات الأمريكية في الانسحاب من قاعدة بلِيكو الجوية في أوائل السبعينيات. سلمت القاعدة إلى القوات الجوية لجمهورية فيتنام في عام 1972. استمرت القاعدة في العمليات حتى سقوط سايغون في عام 1975.
خلال فترة الانسحاب، تم نقل المعدات والمواد الأمريكية إلى قواعد أخرى في فيتنام أو إلى الولايات المتحدة. تم تدمير بعض المرافق والمعدات لمنع وقوعها في أيدي القوات المعادية. كان الانسحاب عملية معقدة، تطلبت تنسيقًا دقيقًا بين القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية.
مرحلة ما بعد الحرب
بعد سقوط سايغون، سيطرت القوات الشيوعية على قاعدة بلِيكو الجوية. تم استخدام القاعدة كقاعدة عسكرية من قبل الجيش الشعبي الفيتنامي. تم الاحتفاظ ببعض المرافق، بينما تم تحويل البعض الآخر إلى استخدامات مدنية.
لا تزال القاعدة موجودة حتى اليوم، وتُستخدم حاليًا كمطار مدني إقليمي. شهدت القاعدة تحسينات كبيرة في البنية التحتية، بما في ذلك بناء مدرجات جديدة ومحطات للركاب. يمثل المطار اليوم جزءًا مهمًا من البنية التحتية للنقل في وسط فيتنام.
تأثير قاعدة بلِيكو الجوية
تركت قاعدة بلِيكو الجوية بصمة كبيرة في تاريخ حرب فيتنام. لعبت القاعدة دورًا حيويًا في العمليات العسكرية، وساهمت في دعم القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية. كما كانت القاعدة موقعًا للعديد من الأحداث التاريخية، وشهدت صراعًا مكثفًا.
تعتبر قاعدة بلِيكو الجوية بمثابة تذكير دائم بالخسائر البشرية والدمار الذي صاحب حرب فيتنام. تذكّر القاعدة بالدور الذي لعبته القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية في الصراع، وتُظهر أهمية السلام والاستقرار.
خاتمة
كانت قاعدة بلِيكو الجوية منشأة عسكرية جوية مهمة في فيتنام خلال حرب فيتنام، ولعبت دورًا حيويًا في العمليات العسكرية الأمريكية والفيتنامية الجنوبية. شهدت القاعدة توسعًا كبيرًا في البنية التحتية، وعمليات مكثفة، وتحديات أمنية كبيرة. على الرغم من التحديات، بقيت القاعدة مركزًا مهمًا حتى نهاية الحرب، ولا تزال موجودة حتى اليوم كمطار مدني.
المراجع
- History.com – Pleiku
- Wikipedia – Pleiku Air Base
- Air Force Magazine – Pleiku Air Base
- Military.com – Pleiku Air Base
“`