مقدمة
أبراهام لينكون (بالإنجليزية: Abraham Lincoln؛ 12 فبراير 1809 – 15 أبريل 1865) كان محامياً وسياسياً ورجل دولة أمريكياً شغل منصب الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة من مارس 1861 حتى اغتياله في أبريل 1865. قاد لينكون الولايات المتحدة خلال الحرب الأهلية، ونجح في الحفاظ على الأمة، وإلغاء العبودية، وتعزيز الحكومة الفيدرالية، وتحديث الاقتصاد.
نشأته وحياته المبكرة
ولد أبراهام لينكون في كوخ خشبي بالقرب من هودجنفيل، كنتاكي، ونشأ في الحدود الغربية، ومعظمها في ولاية إنديانا. كان والده، توماس لينكون، مزارعاً وعاملاً يدويًا، وكانت والدته، نانسي هانكس لينكون، ربة منزل. لم يحظ لينكون بتعليم رسمي مكثف، ولكنه كان قارئًا نهماً ومثقفًا عصاميًا. درس القانون ومارسه في إلينوي لعدة سنوات.
حياته السياسية قبل الرئاسة
بدأ لينكون مسيرته السياسية في الحزب اليميني، وانتُخب لعضوية مجلس نواب إلينوي في عام 1834، حيث خدم لأربع فترات. بعد ذلك، انتُخب لعضوية مجلس النواب الأمريكي في عام 1846، حيث خدم فترة واحدة. خلال فترة وجوده في الكونغرس، عارض لينكون الحرب المكسيكية الأمريكية، ودعم برنامج التحديث الاقتصادي للحزب اليميني.
بعد فترة وجيزة في الكونغرس، عاد لينكون إلى إلينوي لممارسة القانون. ومع ذلك، عاد إلى السياسة في عام 1850 بسبب معارضته لقانون كانساس نبراسكا، الذي سمح بالتوسع المحتمل للعبودية في الأراضي الجديدة. انضم إلى الحزب الجمهوري الوليد، وأصبح شخصية بارزة في الحركة المناهضة للعبودية.
في عام 1858، ترشح لينكون لمجلس الشيوخ الأمريكي ضد ستيفن دوجلاس. على الرغم من خسارته الانتخابات، اكتسب لينكون شهرة وطنية بسبب مناظراته الشهيرة مع دوجلاس حول قضية العبودية. أكدت هذه المناظرات على آرائه القوية المناهضة لتوسع العبودية، وساعدت في وضعه كمرشح رئاسي محتمل.
الانتخابات الرئاسية عام 1860
فاز لينكون بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 1860. كانت حملته الانتخابية تركز على منع توسع العبودية، مع التأكيد على أنه لا يسعى إلى إلغاء العبودية في الولايات التي كانت موجودة فيها بالفعل. فاز لينكون في الانتخابات بهامش كبير، على الرغم من عدم ظهوره في بطاقة الاقتراع في العديد من الولايات الجنوبية.
الحرب الأهلية الأمريكية
أدت انتخابات لينكون إلى انفصال سبع ولايات جنوبية وتشكيل الولايات الكونفدرالية الأمريكية. بدأت الحرب الأهلية في أبريل 1861، عندما هاجمت القوات الكونفدرالية حصن سمتر في ولاية كارولينا الجنوبية. قاد لينكون الاتحاد خلال الحرب الأهلية، وواجه تحديات هائلة في الحفاظ على الوحدة الوطنية وإلغاء العبودية.
أهم إنجازات لينكون خلال الحرب الأهلية:
- إعلان تحرير العبيد: في عام 1863، أصدر لينكون إعلان تحرير العبيد، الذي أعلن حرية جميع العبيد في الولايات الكونفدرالية المتمردة. كان لهذا الإعلان تأثير عميق على مسار الحرب، وحوّل الصراع إلى حرب من أجل الحرية والعدالة.
- خطاب جيتيسبيرغ: في عام 1863، ألقى لينكون خطابه الشهير في جيتيسبيرغ، بنسلفانيا، في حفل تكريس المقبرة الوطنية في جيتيسبيرغ. يعتبر هذا الخطاب أحد أعظم الخطابات في التاريخ الأمريكي، ويلخص قيم المساواة والحرية والديمقراطية.
- إعادة انتخابه: في عام 1864، أعيد انتخاب لينكون رئيساً، مما يدل على ثقة الشعب الأمريكي في قيادته خلال الحرب.
إعادة الإعمار
بعد انتصار الاتحاد في عام 1865، بدأ لينكون عملية إعادة الإعمار، بهدف إعادة دمج الولايات الجنوبية في الاتحاد، وضمان حقوق المواطنين السود. كان لينكون يعتقد أن إعادة الإعمار يجب أن تكون رحيمة وعادلة، وأن الولايات الجنوبية يجب أن تعود إلى الاتحاد في أقرب وقت ممكن.
اغتياله
في 14 أبريل 1865، بينما كان لينكون يحضر مسرحية في مسرح فورد في واشنطن العاصمة، اغتيل على يد جون ويلكس بوث، وهو ممثل متعاطف مع الكونفدرالية. توفي لينكون في اليوم التالي، تاركاً الأمة في حالة حداد عميق. كان اغتيال لينكون بمثابة ضربة قوية لعملية إعادة الإعمار، وأدى إلى تغييرات كبيرة في مسار التاريخ الأمريكي.
إرثه
يُعتبر أبراهام لينكون على نطاق واسع أحد أعظم رؤساء الولايات المتحدة. يُذكر لقيادته خلال الحرب الأهلية، وإلغاء العبودية، وجهوده لتوحيد الأمة. يتم تكريم لينكون اليوم من خلال العديد من المعالم والنصب التذكارية، بما في ذلك نصب لنكولن التذكاري في واشنطن العاصمة. كما أن صورته موجودة على عملة بنس واحد وعلى ورقة خمسة دولارات.
صفاته الشخصية
كان لينكون معروفًا بذكائه الحاد وحسه الفكاهي وتعاطفه العميق مع الآخرين. كان رجلاً متواضعًا ومستقيمًا، ومخلصًا لمبادئه. كان لينكون أيضًا متحدثًا ماهرًا وكاتبًا موهوبًا، وقادرًا على إلهام وإقناع الآخرين بكلماته.
تأثيره على المجتمع الأمريكي
كان لأبراهام لينكون تأثير عميق على المجتمع الأمريكي. ساهمت قيادته في الحرب الأهلية وإلغاء العبودية في تغيير مسار التاريخ الأمريكي، وساعدت في خلق مجتمع أكثر مساواة وعدالة. لا تزال أفكار لينكون حول الحرية والديمقراطية تلهم الناس في جميع أنحاء العالم.
مقتطفات شهيرة
- “الحكومة من الشعب، بالشعب، وللشعب، لا يجب أن تهلك من الأرض.”
- “لا يمكنك خداع كل الناس طوال الوقت.”
- “ما أفعله هو أنني أبذل قصارى جهدي، وأبذل قصارى جهدي حتى النهاية. إذا كانت النتيجة جيدة، فلا يهم من ينتقد. إذا كانت النتيجة سيئة، فإن عشرة ملائكة يقسمون أنني كنت على حق لن يصنعوا أي فرق.”
خاتمة
كان أبراهام لينكون شخصية بارزة في التاريخ الأمريكي. قاد الأمة خلال واحدة من أصعب فتراتها، ونجح في الحفاظ على الوحدة الوطنية وإلغاء العبودية. لا يزال إرث لينكون يلهم الناس في جميع أنحاء العالم، ويُذكر كواحد من أعظم رؤساء الولايات المتحدة.