نشأته وبداياته
ولد تيرينس ديل غريفين في هيرفورد، هيرفوردشاير، إنجلترا. ظهر اهتمامه بالموسيقى في سن مبكرة، وبدأ في تعلم العزف على الطبول وهو في المدرسة. تأثر غريفين بالعديد من عازفي الطبول البارزين في ذلك الوقت، مما ساهم في تطوير أسلوبه الفريد.
قبل تأسيس الفرقة التي اشتهر بها، لعب غريفين في عدة فرق محلية، مما أكسبه خبرة قيمة في العزف أمام الجمهور وفي التعامل مع ديناميكيات الفرق الموسيقية. هذه التجارب المبكرة ساعدته في صقل مهاراته وتحديد مساره الموسيقي.
تأسيس فرقة Mott the Hoople
في عام 1969، انضم غريفين إلى مجموعة من الموسيقيين لتشكيل فرقة Mott the Hoople. كان هذا التشكيل بمثابة نقطة تحول في مسيرته المهنية. ضمت الفرقة بالإضافة إلى غريفين، إيان هنتر (غناء رئيسي، بيانو)، ميك رالفس (غيتار رئيسي، غناء)، بيتر واتس (باس)، وفيردون ألين (كيبورد، غناء).
اكتسبت الفرقة اسمها من رواية بنفس الاسم للكاتب ويلارد مان. في البداية، واجهت الفرقة صعوبات في تحقيق النجاح التجاري، لكنها سرعان ما اكتسبت سمعة طيبة بفضل عروضها الحية المفعمة بالطاقة وأسلوبها الموسيقي المميز الذي يجمع بين الروك والبوب.
النجاح والشهرة
بعد عدة ألبومات لم تحقق النجاح المطلوب، كانت الفرقة على وشك الانهيار. لكن ديفيد بوي تدخل لإنقاذها، حيث عرض عليهم أغنيته “All the Young Dudes”. حققت الأغنية نجاحًا كبيرًا، ووصلت إلى المراكز الأولى في قوائم الأغاني في المملكة المتحدة والعديد من البلدان الأخرى. أصبحت هذه الأغنية بمثابة النشيد غير الرسمي لحركة الغلام روك (Glam Rock) في السبعينيات.
بعد نجاح “All the Young Dudes”، واصلت الفرقة إصدار ألبومات ناجحة أخرى، مثل “Mott” و “The Hoople”. تميزت هذه الألبومات بأسلوب موسيقي متنوع يجمع بين الروك والبوب والبالاد، مما جذب جمهورًا واسعًا. ساهم أداء غريفين القوي والمميز على الطبول في إضفاء طابع خاص على موسيقى الفرقة.
- أشهر أغاني Mott the Hoople:
- All the Young Dudes
- Roll Away the Stone
- Golden Age of Rock ‘n’ Roll
- Honaloochie Boogie
التأثير الموسيقي
كان لفرقة Mott the Hoople تأثير كبير على العديد من الفرق الموسيقية اللاحقة. يعتبرها الكثيرون من الفرق الرائدة في حركة الغلام روك، وقد ألهمت العديد من الفنانين في مجالات الروك والبوب والبانك. أثر أسلوب غريفين في العزف على الطبول على العديد من عازفي الطبول الشباب، وما زال يعتبره الكثيرون أحد أفضل عازفي الطبول في تاريخ الروك.
تميز أسلوب غريفين بالدقة والقوة، بالإضافة إلى قدرته على إضافة لمسة فنية إلى عزفه. كان يتميز بأسلوبه المميز في استخدام الإيقاعات المعقدة والمليئة بالطاقة، مما جعل عزفه لا يُنسى.
السنوات اللاحقة
بعد تفكك فرقة Mott the Hoople في عام 1980، واصل غريفين العمل في مجال الموسيقى. عمل كمنتج موسيقي، وتعاون مع العديد من الفنانين. كما شارك في عدة مشاريع موسيقية مختلفة، بما في ذلك إعادة لم شمل Mott the Hoople في التسعينيات والألفية الجديدة.
عانى غريفين من مشاكل صحية في السنوات الأخيرة من حياته. ومع ذلك، استمر في العزف والتسجيل حتى وقت قريب من وفاته. كان يعتبره الكثيرون رمزًا للمثابرة والعزيمة، وإلهامًا للعديد من الموسيقيين.
العمل كمؤرخ للبي بي سي
بالإضافة إلى مسيرته الموسيقية، عمل غريفين أيضًا كمؤرخ أرشيفي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). كان شغوفًا بتاريخ الموسيقى، وقضى سنوات عديدة في البحث عن تسجيلات وأشرطة فيديو مفقودة أو منسية. ساهم عمله في الحفاظ على تراث الموسيقى البريطانية.
لعب دورًا حيويًا في اكتشاف واستعادة العديد من التسجيلات النادرة والقيمة. كان يتمتع بشبكة واسعة من الاتصالات في صناعة الموسيقى، مما ساعده في العثور على المواد المفقودة. كان يُعرف بشغفه وتفانيه في عمله، مما جعله شخصية محترمة في مجتمع الأرشيف.
الجوائز والتكريم
على الرغم من أن غريفين لم يحصل على العديد من الجوائز الفردية خلال حياته، إلا أن مساهمته في موسيقى الروك تم الاعتراف بها على نطاق واسع. تم تكريمه كجزء من Mott the Hoople، وتم إدخال الفرقة في قاعة مشاهير الروك آند رول في عام 2019.
بالإضافة إلى ذلك، حصل على العديد من الجوائز التقديرية من قبل منظمات وهيئات مختلفة في مجال الموسيقى. كان يُنظر إليه كأحد الرموز البارزة في موسيقى الروك البريطانية، وقد ترك إرثًا دائمًا في هذا المجال.
وفاته
توفي ديل غريفين في 17 يناير 2016، عن عمر يناهز 67 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض الزهايمر. ترك وراءه إرثًا موسيقيًا غنيًا، وذكريات جميلة لدى محبيه ومعجبيه حول العالم.
أقيمت له جنازة حضرها العديد من الموسيقيين والشخصيات البارزة في صناعة الموسيقى. تم تكريمه في العديد من المناسبات والفعاليات الموسيقية بعد وفاته، وذلك تقديرًا لمساهمته الكبيرة في موسيقى الروك.
خاتمة
كان ديل غريفين عازف طبول موهوبًا ومؤسسًا لفرقة Mott the Hoople الشهيرة. لعب دورًا حاسمًا في نجاح الفرقة، وساهم في تطوير أسلوب موسيقى الروك في السبعينيات. عمل أيضًا كمؤرخ أرشيفي في بي بي سي، وساهم في الحفاظ على تراث الموسيقى البريطانية. ترك إرثًا موسيقيًا غنيًا، وسيظل يُذكر كأحد أفضل عازفي الطبول في تاريخ الروك.