الحياة المبكرة والمسيرة العسكرية
ولد آرثر سانت كلير في ثورسو، كاثنيس، اسكتلندا، في 23 مارس 1736. تلقى تعليمه في جامعة إدنبرة ودرس الطب لفترة قصيرة قبل أن ينضم إلى الجيش البريطاني في عام 1757. خدم سانت كلير كملازم في كتيبة المشاة الستين (رويال أميركانز) خلال الحرب الفرنسية والهندية. شارك في الاستيلاء على لويسبورغ في عام 1758 وكويبك في عام 1759 تحت قيادة الجنرال جيمس وولف. استقال من الجيش في عام 1762.
في عام 1764، استقر سانت كلير في بنسلفانيا واكتسب مساحة كبيرة من الأراضي وأصبح شخصية بارزة في المجتمع. شغل مناصب مختلفة، بما في ذلك قاضي الصلح، وأمين سجلات المحكمة، وكاتب المحكمة، ومسجل الأفعال. تزوج من فيبي باين، وأنجبا ثمانية أطفال.
الحرب الثورية الأمريكية
مع اندلاع الثورة الأمريكية، انضم سانت كلير إلى القضية الوطنية. تم تعيينه كولونيل في الجيش القاري في عام 1776 وترقى بسرعة إلى رتبة عميد. شارك في العديد من المعارك الهامة، بما في ذلك معركة ترينتون وبرينستون. في عام 1777، تمت ترقيته إلى رتبة لواء وأُعطيت له قيادة حصن تيكونديروجا.
أدى قراره المثير للجدل بالتخلي عن حصن تيكونديروجا للقوات البريطانية في عام 1777 إلى تحقيق من قبل الكونجرس. على الرغم من تبرئته لاحقًا من أي مخالفات، إلا أن سمعته تضررت بسبب هذه الحادثة. ومع ذلك، استمر في الخدمة في الجيش القاري وشارك في معركة يوركتاون الحاسمة في عام 1781.
ما بعد الحرب والاستقالة
بعد الحرب الثورية، بقي سانت كلير ناشطًا في السياسة. شغل منصبًا في المجلس الأعلى لبنسلفانيا وكان مندوبًا في الكونجرس القاري. في عام 1787، تم انتخابه رئيسًا للكونجرس القاري، وهو المنصب الذي شغله حتى حل الكونجرس بموجب دستور الولايات المتحدة الجديد.
في عام 1789، عينه الرئيس جورج واشنطن حاكمًا للإقليم الشمالي الغربي. سعى سانت كلير إلى تعزيز التوسع الأمريكي في المنطقة، لكن جهوده أدت إلى صراعات مع السكان الأصليين. في عام 1791، قاد قوة عسكرية ضد الكونفدرالية الغربية، وهي تحالف من القبائل الأصلية، لكنه تعرض لهزيمة ساحقة في معركة واباش، المعروفة أيضًا باسم هزيمة سانت كلير. كانت هذه واحدة من أسوأ الهزائم التي تكبدها الجيش الأمريكي على يد الأمريكيين الأصليين. أدت هذه الهزيمة إلى استقالته من منصبه كحاكم في عام 1802.
سنواته اللاحقة ووفاته
بعد استقالته، تقاعد سانت كلير إلى ممتلكاته بالقرب من غرينسبيرج، بنسلفانيا. عانى من صعوبات مالية في سنواته اللاحقة وتوفي في فقر مدقع في 31 أغسطس 1818، عن عمر يناهز 82 عامًا. دفن في غرينسبورج، بنسلفانيا. ترك وراءه إرثًا معقدًا، حيث يُذكر لإسهاماته في الثورة الأمريكية وحياته السياسية المبكرة، فضلاً عن هزيمته العسكرية المثيرة للجدل في الإقليم الشمالي الغربي.
إرث آرثر سانت كلير
- الخدمة العسكرية: شارك آرثر سانت كلير في الحرب الفرنسية والهندية والحرب الثورية الأمريكية، مما يدل على التزامه بالخدمة العسكرية.
- المسيرة السياسية: شغل مناصب سياسية مختلفة، بما في ذلك رئيس الكونجرس القاري وحاكم الإقليم الشمالي الغربي.
- الجدل: أدى قراره بالتخلي عن حصن تيكونديروجا وهزيمته العسكرية في معركة واباش إلى جدل ونقد.
- الإرث: يُذكر سانت كلير لإسهاماته في تشكيل الولايات المتحدة المبكرة، على الرغم من النكسات والتحديات التي واجهها.
هزيمة سانت كلير
تعتبر هزيمة سانت كلير واحدة من أسوأ الهزائم التي تكبدها الجيش الأمريكي على يد الأمريكيين الأصليين. في 4 نوفمبر 1791، تعرض جيش بقيادة آرثر سانت كلير لكمين من قبل قوة كبيرة من الأمريكيين الأصليين بقيادة ليتل تيرتل. قُتل أكثر من 600 جندي أمريكي، بمن فيهم العديد من الضباط، وأصيب المئات. أثارت الهزيمة صدمة وغضبًا في جميع أنحاء البلاد وأدت إلى تحقيق من قبل الكونجرس.
ساهمت عدة عوامل في الهزيمة، بما في ذلك:
- الاستعداد غير الكافي: لم يكن جيش سانت كلير مستعدًا بشكل كافٍ للحرب في البرية. كان الجنود غير مدربين وغير منضبطين، وكان لديهم القليل من الخبرة في القتال ضد الأمريكيين الأصليين.
- ضعف القيادة: كان سانت كلير قائدًا غير فعال. كان يعاني من النقرس وكان يعتمد على الكحول. كما أنه ارتكب العديد من الأخطاء التكتيكية، مثل السماح لجيشه بالتخييم في موقع مكشوف.
- التفوق العددي: فاق عدد الأمريكيين الأصليين جيش سانت كلير. يُعتقد أن قوة الأمريكيين الأصليين تتكون من حوالي 1000 محارب، بينما كان لسانت كلير حوالي 1400 جندي.
كانت هزيمة سانت كلير بمثابة انتصار كبير للأمريكيين الأصليين وعززت مقاومتهم للتوسع الأمريكي. كما أدت إلى تغييرات كبيرة في السياسة العسكرية الأمريكية. أمر الرئيس واشنطن بتشكيل جيش جديد، وهو الفيلق الأمريكي، بقيادة الجنرال أنتوني واين. هزم واين الكونفدرالية الغربية في معركة فولن تيمبرز في عام 1794، مما مهد الطريق للتوسع الأمريكي في الإقليم الشمالي الغربي.
تأثيره على الإقليم الشمالي الغربي
على الرغم من هزيمته العسكرية المثيرة للجدل، كان لآرثر سانت كلير تأثير كبير على الإقليم الشمالي الغربي. بصفته حاكمًا، سعى إلى تعزيز التوسع الأمريكي في المنطقة وتأسيس حكومة. كما لعب دورًا رئيسيًا في التفاوض على معاهدات مع القبائل الأصلية، على الرغم من أن هذه المعاهدات غالبًا ما كانت غير عادلة ومثيرة للجدل.
أسس سانت كلير عاصمة الإقليم في ماريتا، أوهايو، وأصدر قوانين لتنظيم حكومة الإقليم. كما شجع على الاستيطان والزراعة والتجارة. على الرغم من جهوده، واجه سانت كلير العديد من التحديات كحاكم، بما في ذلك الصراعات مع السكان الأصليين، والخلافات السياسية، وصعوبات الإدارة منطقة كبيرة ومتنوعة.
خاتمة
كان آرثر سانت كلير شخصية معقدة ومثيرة للجدل في التاريخ الأمريكي. لعب دورًا هامًا في الثورة الأمريكية والحياة السياسية المبكرة للولايات المتحدة، لكنه يُذكر أيضًا بهزيمته العسكرية المثيرة للجدل في الإقليم الشمالي الغربي. على الرغم من إخفاقاته، قدم سانت كلير مساهمات كبيرة في تشكيل الولايات المتحدة المبكرة، وإرثه يستحق الدراسة والنقد.