<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد ماركوس بورن هويش في 25 نوفمبر 1843 في لندن، إنجلترا. كان والده هو ماركوس هويش، وتلقى تعليمه في مدرسة إنجلترا الجديدة، ثم درس الحقوق في جامعة كامبريدج. بعد تخرجه، عمل كمحامٍ، لكن شغفه الحقيقي كان بالفن.
بدأ هويش في جمع الأعمال الفنية في سن مبكرة، وتحديدًا في ستينيات القرن التاسع عشر. كانت مجموعته المبكرة متنوعة، لكنه طور فيما بعد اهتمامًا خاصًا بالفن الياباني، الذي كان في ذلك الوقت يكتسب شعبية في أوروبا.
مسيرته المهنية في مجال الفن
في عام 1878، شارك هويش في تأسيس جمعية الفنون الجميلة، وهي معرض فني مهم في لندن. شغل منصب السكرتير الإداري للجمعية، ولعب دورًا حاسمًا في تنظيم معارضها وإدارة شؤونها. من خلال الجمعية، قدم هويش عددًا كبيرًا من الفنانين إلى الجمهور، بما في ذلك العديد من الفنانين اليابانيين.
كان هويش مدافعًا قويًا عن الفن الياباني، ولعب دورًا مهمًا في نشر الوعي به في بريطانيا وأوروبا. كتب مقالات ومراجعات فنية في مجلات وصحف مختلفة، وعرض مجموعته الخاصة من الأعمال الفنية اليابانية في معارض مختلفة. ساعدت كتاباته ومعارضه على تعريف الجمهور الغربي بالجماليات الفريدة للفن الياباني، بما في ذلك فن النقش الخشبي (uchiyo-e) والمنحوتات والمنسوجات.
بالإضافة إلى عمله مع جمعية الفنون الجميلة، عمل هويش أيضًا كتاجر أعمال فنية. قام بشراء وبيع الأعمال الفنية، وقام بتمثيل العديد من الفنانين. كان يتمتع بسمعة طيبة في مجال الفن، وكان يُحترم لخبرته ومعرفته.
إسهاماته في الفن الياباني
كانت إسهامات هويش في الفن الياباني كبيرة. لقد ساعد في تقديم الفن الياباني إلى جمهور غربي أوسع، ولعب دورًا في تقدير قيمته وأهميته. كتب العديد من المقالات والكتيبات حول الفن الياباني، بما في ذلك أعمال عن النقوش الخشبية اليابانية، والسيراميك الياباني، والفن الياباني بشكل عام. كما قام بترجمة بعض النصوص اليابانية الهامة إلى اللغة الإنجليزية.
لعب هويش دورًا محوريًا في دعم الفنانين اليابانيين. ساعد في إقامة روابط بين الفنانين اليابانيين والجمهور الغربي، ونظم معارض لأعمالهم. ساهم أيضًا في بناء مجموعات الفن الياباني في المتاحف والمعارض الفنية في جميع أنحاء أوروبا.
من بين إسهاماته البارزة في الفن الياباني:
- الترويج للنقوش الخشبية اليابانية: كان هويش من أشد المؤيدين لفن النقش الخشبي الياباني (uchiyo-e)، وساعد في الترويج له من خلال كتاباته ومعارضه.
- دعم الفنانين اليابانيين: قدم هويش الدعم للعديد من الفنانين اليابانيين، بما في ذلك هيروشيغ، وهاكوساي، وشراكون.
- بناء مجموعات الفن الياباني: ساهم هويش في بناء مجموعات الفن الياباني في المتاحف والمعارض الفنية في جميع أنحاء أوروبا.
حياته الشخصية
تزوج ماركوس بورن هويش من إيما لويزا ماري ماكغريغور في عام 1870، وأنجبا ثلاثة أطفال. كان هويش رجلًا مثقفًا وواسع المعرفة، وكان لديه العديد من الاهتمامات، بما في ذلك الأدب والتاريخ والسياسة. كان عضوًا في العديد من الجمعيات الثقافية، وكان يحضر بانتظام الفعاليات الفنية والثقافية.
على الرغم من نجاحه في عالم الفن، إلا أن هويش واجه بعض التحديات في حياته الشخصية. عانى من مشاكل صحية في سنواته الأخيرة، وتوفي في 4 مايو 1921 في لندن عن عمر يناهز 77 عامًا.
إرثه
ترك ماركوس بورن هويش إرثًا دائمًا في عالم الفن. لقد ساعد في تشكيل الطريقة التي رأى بها الغرب الفن الياباني، ولعب دورًا في تقدير قيمته وأهميته. لا يزال عمله ككاتب وناشر ومعرض فني محترمًا حتى اليوم. يعتبر هويش شخصية رئيسية في تاريخ الفن، ولا يزال يُشار إليه كمرجع في الدراسات المتعلقة بالفن الياباني والفن بشكل عام.
مجموعته من الأعمال الفنية، بما في ذلك الأعمال اليابانية، لا تزال تحظى بتقدير كبير. تعرض بعض المتاحف والمعارض أعمالًا فنية من مجموعته الخاصة، مما يسمح للجمهور بالاستمتاع بإرثه.
أعماله الأدبية
بالإضافة إلى دوره كتاجر أعمال فنية، كان هويش كاتبًا غزير الإنتاج. نشر العديد من المقالات والكتيبات والكتب حول مجموعة متنوعة من المواضيع، بما في ذلك الفن الياباني والفن الغربي والتاريخ والثقافة. من بين أعماله البارزة:
- Japan and Its Art (اليابان وفنها)
- The Art of Japan (فن اليابان)
- Catalogue of the Fine Art Society (كتالوج جمعية الفنون الجميلة)
تُظهر كتاباته معرفته الواسعة بالفن وتفانيه في نشر الوعي به. تعتبر أعماله مصدرًا قيمًا للباحثين والطلاب المهتمين بدراسة الفن، وخاصة الفن الياباني.
الفن الياباني في عصر هويش
كانت فترة عمل هويش في الفن الياباني بمثابة فترة تحول. في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بدأت اليابان في الانفتاح على العالم الغربي، مما أدى إلى زيادة التبادل الثقافي. جلب هذا الانفتاح أعمالًا فنية يابانية إلى أوروبا وأمريكا، مما أثار اهتمامًا كبيرًا بها.
لعب هويش دورًا حاسمًا في هذه الفترة. كان من بين أوائل من أدركوا قيمة الفن الياباني وأهميته، وعمل على نشره في الغرب. لقد ساعد في تعريف الجمهور الغربي بالجماليات الفريدة للفن الياباني، وألهم العديد من الفنانين الغربيين للتأثر به.
كان هويش أيضًا على دراية بالتحديات التي واجهها الفنانون اليابانيون في ذلك الوقت. لقد دافع عنهم وعن أعمالهم، وساعدهم في الحصول على التقدير الذي يستحقونه. بفضل جهوده، أصبح الفن الياباني جزءًا لا يتجزأ من المشهد الفني العالمي.
التأثير على الفن الغربي
لم يكن تأثير هويش على الفن الياباني فحسب، بل كان له أيضًا تأثير كبير على الفن الغربي. من خلال ترويج الفن الياباني، ساعد هويش في فتح آفاق جديدة للفنانين الغربيين.
أثرت جماليات الفن الياباني، مثل الخطوط البسيطة والألوان الجريئة والتراكيب غير التقليدية، على العديد من الحركات الفنية الغربية، بما في ذلك الانطباعية وما بعدها، والآرت نوفو. أدرك الفنانون الغربيون أن الفن يمكن أن يكون أكثر من مجرد تصوير للواقع؛ يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار. ساعد هويش في تمهيد الطريق لهذا التحول في الفن الغربي.
بشكل عام، يمكن القول إن هويش كان شخصية محورية في تاريخ الفن. فقد ساعد في تقديم الفن الياباني إلى العالم الغربي، وأثر على الفن الغربي بطرق عديدة. لا يزال إرثه حيًا، ويستمر عمله في إلهام الفنانين والباحثين حتى اليوم.
خاتمة
كان ماركوس بورن هويش شخصية بارزة في عالم الفن، اشتهر بعمله كمحامٍ، وكاتب، وتاجر أعمال فنية. لعب دورًا مهمًا في نشر الوعي بالفن الياباني في الغرب، وساهم في تقدير قيمته وأهميته. من خلال كتاباته ومعارضه، ساعد في تعريف الجمهور الغربي بالجماليات الفريدة للفن الياباني، وأثر على العديد من الحركات الفنية الغربية. لا يزال إرثه حيًا، ويستمر عمله في إلهام الفنانين والباحثين.