نشأته وتعليمه
ولد ديفيد سترانجواي في منطقة كولومبيا البريطانية بكندا، ونشأ في بيئة حفزت فضوله العلمي وحبه للاستكشاف. حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء والجيولوجيا من جامعة تورنتو عام 1956، ثم تابع دراساته العليا في الجامعة نفسها، حيث حصل على درجة الماجستير في الجيوفيزياء عام 1958، والدكتوراه في الفيزياء عام 1960. خلال فترة دراسته، أظهر سترانجواي تفوقًا أكاديميًا ومهارات بحثية استثنائية، مما مهد الطريق لمسيرة مهنية لامعة في الأوساط الأكاديمية والبحثية.
مسيرته المهنية
بدأ ديفيد سترانجواي مسيرته المهنية كأستاذ في جامعة تورنتو، حيث قام بتدريس الجيوفيزياء وأجرى أبحاثًا رائدة في مجال المغناطيسية الأرضية والكهرومغناطيسية. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة كباحث متميز ومعلم ملهم، مما جعله شخصية محورية في قسم علوم الأرض بالجامعة. في عام 1970، انتقل سترانجواي إلى وكالة ناسا في هيوستن، تكساس، حيث عمل كرئيس لقسم الجيوفيزياء القمرية. خلال فترة عمله في ناسا، لعب دورًا حاسمًا في تحليل البيانات الجيوفيزيائية التي تم جمعها خلال مهمات أبولو القمرية، مما ساهم في فهم أعمق لتكوين القمر وتطوره.
بعد عودته إلى كندا، شغل سترانجواي منصب رئيس قسم الجيولوجيا في جامعة تورنتو، ثم نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية. في عام 1985، تم تعيينه رئيسًا لجامعة كولومبيا البريطانية (UBC)، وهي واحدة من أعرق الجامعات في كندا. خلال فترة رئاسته التي استمرت 12 عامًا، قاد سترانجواي الجامعة خلال فترة من النمو والتوسع الكبيرين، حيث قام بتعزيز البحث العلمي، وتوسيع البرامج الأكاديمية، وتحسين البنية التحتية للجامعة. كان له دور فعال في جذب أفضل الطلاب والباحثين إلى الجامعة، مما ساهم في تعزيز مكانة UBC كجامعة رائدة على مستوى العالم.
بعد تقاعده من جامعة كولومبيا البريطانية، واصل سترانجواي نشاطه في مجال الأعمال والاستشارات، حيث شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة Quest Capital Corp. كما شغل مناصب في مجالس إدارة العديد من الشركات الأخرى، وقدم استشارات للحكومات والمنظمات في مجال العلوم والتكنولوجيا. كان سترانجواي أيضًا عضوًا نشطًا في العديد من الجمعيات العلمية والمهنية، بما في ذلك الجمعية الملكية الكندية والاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي.
إسهاماته العلمية
قدم ديفيد سترانجواي إسهامات كبيرة في مجال الجيوفيزياء، خاصة في مجال المغناطيسية الأرضية والكهرومغناطيسية. قام بتطوير تقنيات جديدة لقياس الخصائص المغناطيسية للصخور والمعادن، واستخدم هذه التقنيات لدراسة العمليات الجيولوجية المختلفة، مثل حركة الصفائح التكتونية وتكوين الرواسب المعدنية. كان سترانجواي أيضًا رائدًا في استخدام الطرق الكهرومغناطيسية لاستكشاف الموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز والمعادن.
تشمل بعض إسهاماته العلمية البارزة ما يلي:
- تطوير تقنيات جديدة لقياس الخصائص المغناطيسية للصخور والمعادن.
- استخدام الطرق الكهرومغناطيسية لاستكشاف الموارد الطبيعية.
- تحليل البيانات الجيوفيزيائية التي تم جمعها خلال مهمات أبولو القمرية.
- دراسة العمليات الجيولوجية المختلفة، مثل حركة الصفائح التكتونية وتكوين الرواسب المعدنية.
نشر سترانجواي أكثر من 200 ورقة علمية في المجلات العلمية المحكمة، وقدم العديد من العروض التقديمية في المؤتمرات العلمية الدولية. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته العلمية، بما في ذلك وسام لوجان من جمعية الجيولوجيا الكندية، وميدالية J. Tuzo Wilson من الاتحاد الجيوفيزيائي الكندي.
إنجازاته في الإدارة الأكاديمية
بالإضافة إلى إسهاماته العلمية، كان ديفيد سترانجواي أيضًا قائدًا إداريًا متميزًا. خلال فترة رئاسته لجامعة كولومبيا البريطانية، قاد الجامعة خلال فترة من النمو والتوسع الكبيرين. قام بتعزيز البحث العلمي، وتوسيع البرامج الأكاديمية، وتحسين البنية التحتية للجامعة. كان له دور فعال في جذب أفضل الطلاب والباحثين إلى الجامعة، مما ساهم في تعزيز مكانة UBC كجامعة رائدة على مستوى العالم.
تشمل بعض إنجازاته في الإدارة الأكاديمية ما يلي:
- زيادة التمويل الحكومي والخاص للبحث العلمي.
- توسيع البرامج الأكاديمية لتلبية احتياجات الطلاب والمجتمع.
- تحسين البنية التحتية للجامعة، بما في ذلك بناء مرافق جديدة وتحديث المرافق القائمة.
- جذب أفضل الطلاب والباحثين إلى الجامعة.
- تعزيز مكانة UBC كجامعة رائدة على مستوى العالم.
كان سترانجواي أيضًا مدافعًا قويًا عن التعليم العالي والبحث العلمي. كان يعتقد أن التعليم العالي يلعب دورًا حاسمًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأن البحث العلمي ضروري لحل المشكلات العالمية الملحة. عمل بجد لتعزيز التعليم العالي والبحث العلمي في كندا وعلى مستوى العالم.
الجوائز والتكريمات
حصل ديفيد سترانجواي على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته العلمية والإدارية، بما في ذلك:
- وسام لوجان من جمعية الجيولوجيا الكندية.
- ميدالية J. Tuzo Wilson من الاتحاد الجيوفيزيائي الكندي.
- زمالة الجمعية الملكية الكندية.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة تورنتو.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة كولومبيا البريطانية.
- وسام كندا.
تعكس هذه الجوائز والتكريمات التقدير الواسع النطاق الذي حظي به سترانجواي لإسهاماته القيمة في مجال العلوم والإدارة الأكاديمية.
حياته الشخصية
كان ديفيد سترانجواي متزوجًا من أليس سترانجواي ولديهما أربعة أطفال. كان يتمتع بحياة شخصية غنية ومليئة بالاهتمامات المتنوعة. كان محبًا للطبيعة ويستمتع بقضاء الوقت في الهواء الطلق، خاصة في ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة والتزلج. كان أيضًا قارئًا نهمًا ومحبًا للموسيقى الكلاسيكية. وصفه أصدقاؤه وزملاؤه بأنه شخص متواضع ومتفهم وذو حس فكاهي.
وفاته
توفي ديفيد سترانجواي في 13 ديسمبر 2016، عن عمر يناهز 82 عامًا. ترك وراءه إرثًا دائمًا من الإنجازات العلمية والإدارية، فضلاً عن ذكريات طيبة في قلوب كل من عرفوه. سيظل يُذكر كعالم متميز وقائد حكيم ومدافع قوي عن التعليم العالي والبحث العلمي.
خاتمة
كان ديفيد سترانجواي شخصية بارزة في مجال الجيوفيزياء والإدارة الأكاديمية. قدم إسهامات كبيرة في فهمنا للأرض والقمر، وقاد مؤسسات مرموقة بنجاح. كان له دور فعال في تعزيز التعليم والبحث العلمي، وسيظل يُذكر كعالم متميز وقائد حكيم ومدافع قوي عن المعرفة.