<![CDATA[
خلفية تاريخية
بدأت الحركة الميثودية في القرن الثامن عشر في إنجلترا، بقيادة جون ويسلي وأخيه تشارلز ويسلي. كان الهدف من الحركة هو إحياء الروحانية المسيحية داخل الكنيسة الأنجليكانية. ومع مرور الوقت، تطورت الحركة لتصبح طائفة مسيحية منفصلة، مع تركيزها على الخبرة الشخصية للدين، والإنجيلية، والعمل الخيري. في أوائل القرن التاسع عشر، بدأت تظهر خلافات داخل الحركة الميثودية حول قضايا مختلفة.
أسباب الانفصال
كانت هناك عدة أسباب أدت إلى انفصال الميثوديين البروتستانت عن مؤتمر الميثوديين. من بين هذه الأسباب:
- الخلافات حول الإدارة الكنسية: اختلف الميثوديون البروتستانت مع هيكل القيادة المركزي في الكنيسة الميثودية. أرادوا قدرًا أكبر من الاستقلالية للكنائس المحلية والقيادة الممثلة.
- الخلافات حول المسائل العقائدية: كانت هناك اختلافات حول بعض المسائل العقائدية، مثل طبيعة النعمة والتقديس. تمسك الميثوديون البروتستانت بمواقف أكثر محافظة في بعض هذه القضايا.
- القضايا المالية: كان هناك خلاف حول إدارة الأموال في الكنيسة. اعتقد الميثوديون البروتستانت أن هناك حاجة إلى مزيد من الشفافية في كيفية استخدام الأموال.
- الخلافات حول استخدام الآلات الموسيقية: عارض بعض الميثوديين البروتستانت استخدام الآلات الموسيقية في العبادة، بينما سمحت الكنيسة الميثودية بها.
التأسيس والتنظيم
بعد الانفصال عن مؤتمر الميثوديين، أسس الميثوديون البروتستانت كنيستهم الخاصة. احتفظت هذه الكنيسة الجديدة بالعديد من المعتقدات والممارسات الأساسية للميثودية، ولكنها قدمت بعض التغييرات في الإدارة والقيادة. كان لديهم نظام من القادة المنتخبين محليًا، مما منح الكنائس المحلية صوتًا أكبر في اتخاذ القرار. كما أكدوا على أهمية التعليم والإنجيلية.
المعتقدات والممارسات
بالرغم من انفصالهم، حافظ الميثوديون البروتستانت على العديد من المعتقدات والممارسات الأساسية للميثودية. شملت هذه:
- الإيمان بالثالوث: الإيمان بالله الآب والابن والروح القدس.
- الإيمان بالكتاب المقدس: اعتبار الكتاب المقدس كلمة الله الموحى بها.
- الخلاص بالإيمان: الإيمان بأن الخلاص يتحقق من خلال الإيمان بيسوع المسيح.
- التقديس: السعي إلى النمو الروحي والعيش حياة مقدسة.
- التبشير: نشر الإنجيل والعمل على جذب الآخرين إلى الإيمان المسيحي.
- الخدمة الاجتماعية: الاهتمام بالفقراء والمحتاجين والعمل من أجل العدالة الاجتماعية.
اتبع الميثوديون البروتستانت نظامًا عباديًا مشابهًا للميثودية التقليدية، مع التركيز على الوعظ والصلاة والغناء. كما مارسوا القربان المقدس، وأقروا بالمعمودية كرمز للإيمان.
التوسع والانحدار
بمرور الوقت، شهدت الكنيسة الميثودية البروتستانتية بعض النمو، ولكنها ظلت دائمًا طائفة صغيرة نسبيًا. أسسوا كنائس في مناطق مختلفة، وخاصة في شمال إنجلترا. ومع ذلك، واجهت الكنيسة صعوبات في الحفاظ على زخمها بسبب المنافسة من الطوائف الأخرى، والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، والتوترات الداخلية. في النهاية، اندمجت معظم كنائس الميثوديين البروتستانت مع طوائف ميثودية أخرى، أو انضمت إلى الكنيسة الميثودية الموحدة.
الإرث
على الرغم من صغر حجمها وقصر عمرها نسبيًا، تركت الميثودية البروتستانتية بصمة معينة في تاريخ الحركة الميثودية. مثلت صوتًا مهمًا للمعترضين داخل الطائفة، ودافعت عن الاستقلالية المحلية، والشفافية المالية، والتمسك بالمبادئ الأصلية للميثودية. يعتبر تاريخها بمثابة تذكير بأهمية الحوار الداخلي والقدرة على التكيف داخل المؤسسات الدينية.
لا تزال بعض الكنائس التي كانت تتبع الميثودية البروتستانتية موجودة حتى اليوم، على الرغم من أنها الآن جزء من طوائف ميثودية أكبر. يذكرنا تاريخ هذه الكنيسة الصغيرة بالتنوع داخل الحركة الميثودية، وأهمية التعبير عن وجهات النظر المختلفة داخل المجتمع المسيحي.
العلاقة مع الميثودية البدائية
من المهم التمييز بين الميثوديين البروتستانت والميثوديين البدائيين. بينما كان كلاهما يمثلان حركات منفصلة داخل الحركة الميثودية، فقد نشأت لأسباب مختلفة. ظهرت الميثودية البدائية في أوائل القرن التاسع عشر كحركة إحياء نشأت في مجتمع الميثودية، مع التركيز على التبشير في الهواء الطلق، والروحانية القوية، والبساطة. كان لدى الميثوديين البدائيين هيكل تنظيمي منفصل، وكانوا أكثر نشاطًا في المجتمعات العاملة.
بينما كان للميثوديين البروتستانت دوافع تتعلق بالإدارة والمال والعقيدة، كان للميثوديين البدائيين دوافع روحية في المقام الأول. على الرغم من وجود بعض التداخل في المعتقدات، إلا أن الميثوديين البروتستانت والميثوديين البدائيين كانا طائفتين مختلفتين. في بعض الأحيان، تعاونت هذه الجماعات مع بعضها البعض، لكنهما حافظتا على هويتهما المنفصلة.
التأثير على اللاهوت الميثودي
ساهمت الميثودية البروتستانتية في تطوير اللاهوت الميثودي. من خلال تأكيدهم على أهمية القيادة المحلية والمساءلة المالية، أثروا على كيفية تنظيم الكنائس الميثودية وإدارتها. كما ساهمت مواقفهم بشأن العقيدة والممارسة في تشكيل التفكير اللاهوتي داخل الحركة الميثودية.
على الرغم من أن الميثوديين البروتستانت لم يكونوا بالضرورة روادًا في اللاهوت، إلا أنهم أجبروا الطائفة الأكبر على التفكير في بعض القضايا المهمة. من خلال طرحهم لأسئلة حول السلطة، والمال، والعقيدة، ساعدوا في الحفاظ على الحوار الداخلي والتقويم النقدي. يعتبر تاريخهم بمثابة تذكير بأهمية الانفتاح على التغيير والتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للمجتمع.
أهمية دراسة الميثودية البروتستانتية
تعتبر دراسة الميثودية البروتستانتية مهمة لعدة أسباب:
- فهم تاريخ الميثودية: يوفر دراسة الميثودية البروتستانتية نظرة أعمق على تاريخ الحركة الميثودية، والخلافات الداخلية التي واجهتها، وكيف تطورت على مر السنين.
- فهم التنوع الديني: يساعدنا على فهم التنوع داخل الحركة المسيحية، وكيف يمكن أن تختلف الآراء والممارسات الدينية.
- فهم قضايا السلطة والإدارة: يسلط الضوء على القضايا المتعلقة بالسلطة والقيادة والإدارة داخل المؤسسات الدينية.
- التفكير في التغيير والتكيف: يذكرنا بأهمية التفكير النقدي في المعتقدات والممارسات الدينية، والقدرة على التكيف مع الاحتياجات المتغيرة للمجتمع.
من خلال دراسة الميثودية البروتستانتية، يمكننا الحصول على فهم أفضل للتاريخ الديني، وتعقيدات العلاقات الدينية، وأهمية الحوار الداخلي والتقويم النقدي.
خاتمة
كانت الميثودية البروتستانتية طائفة صغيرة انفصلت عن الكنيسة الميثودية في عام 1827. احتجاجًا على عدد من القضايا المتعلقة بالإدارة والمال والعقيدة. على الرغم من صغر حجمها، تركت هذه الجماعة بصمة في تاريخ الحركة الميثودية، حيث مثلت صوتًا معارضًا ودعت إلى الاستقلالية المحلية والشفافية المالية. ساهمت مواقفهم في تطوير اللاهوت الميثودي، وهي بمثابة تذكير بأهمية الحوار الداخلي والتقويم النقدي داخل المؤسسات الدينية.