موزيو سكيفولا (Muzio Scevola)

خلفية تاريخية

غايوس ميتيوس سكايڤولا (باللاتينية: Gaius Mucius Scaevola) كان رومانيًا نبيلًا، اشتهر بشجاعته وتفانيه في خدمة روما خلال الحرب ضد إتروسكان. في عام 508 قبل الميلاد، خلال حصار إتروسكان لروما، تسلل سكايڤولا إلى معسكر الملك إتروسكان، بورسينا. كان يعتزم قتل الملك، ولكن بدلاً من ذلك، قتل أحد مساعدي الملك عن طريق الخطأ. بعد القبض عليه، أُحضر سكايڤولا أمام بورسينا. لإظهار عدم خوفه من التعذيب، وضع يده في النار المشتعلة وظل ثابتًا حتى احترقت يده بالكامل. أُعجب بورسينا بشجاعة سكايڤولا وأطلق سراحه. أدت هذه القصة إلى تسمية سكايڤولا “سكايڤولا” (التي تعني “الأيسر” أو “الأعسر” باللاتينية)، بسبب يده المحروقة.

ملخص القصة

تدور أحداث الأوبرا في روما القديمة. تتبع الأوبرا قصة سكايڤولا، وهو جندي روماني يظهر شجاعة لا مثيل لها وتفانيًا لبلاده. إليك ملخص موجز لكل فصل:

  • الفصل الأول: يقع الحب بين سكايڤولا وأريا، ابنة القائد الروماني توليوس. ومع ذلك، فإن خطيبة توليوس، ليديا، تشعر بالغيرة من أريا وتدبر مؤامرة لإيذاء سكايڤولا. يتم الكشف عن أن بورسينا، ملك إتروسكان، يطالب بمهاجمة روما. يقرر سكايڤولا التسلل إلى معسكر بورسينا.
  • الفصل الثاني: سكايڤولا يتسلل إلى معسكر بورسينا، ويحاول قتل الملك. ومع ذلك، يقتل عن طريق الخطأ سكرتير الملك. يُقبض على سكايڤولا ويُؤتى به أمام بورسينا. لإظهار شجاعته، يضع سكايڤولا يده في النار ويحرقها. تتأثر بورسينا بشجاعة سكايڤولا.
  • الفصل الثالث: توليوس يخبر سكايڤولا أنه يجب أن يتزوج ليديا لإنقاذ روما. ومع ذلك، يصر سكايڤولا على حبه لأريا. في النهاية، يقرر بورسينا، متأثرًا بشجاعة سكايڤولا، إنهاء الحرب مع روما. يتزوج سكايڤولا وأريا، ويتم استعادة السلام.

الشخصيات الرئيسية

تتضمن الأوبرا الشخصيات التالية:

  • سكايڤولا (باس): جندي روماني شجاع ومخلص.
  • أريا (سوبرانو): ابنة القائد الروماني توليوس، وتقع في حب سكايڤولا.
  • ليديا (سوبرانو): خطيبة توليوس، تشعر بالغيرة من أريا.
  • بورسينا (كونترالتو): ملك إتروسكان.
  • توليوس (تينور): القائد الروماني.
  • باليوس (باس): صديق سكايڤولا.

الموسيقى

تتميز موسيقى “موزيو سكايڤولا” بتنوعها وتعقيدها. قام ثلاثة ملحنين بتأليفها، كل منهم كتب فصلًا واحدًا من الأوبرا. يظهر هاندل في الفصل الثالث، بأريات مؤثرة، وتماسك في الموسيقى الدرامية. يشتهر هاندل بتأليفه للموسيقى التصويرية الرائعة. استخدم كل من بونونشيني وسكارلاتي أيضًا أساليب موسيقية متميزة في فصولهما.

تتميز الأوبرا بمجموعة متنوعة من الأغاني، بما في ذلك الأريات والريتشيركاري (التي تظهر فيها شخصية واحدة في حوار مع أخرى)، والمشاهد الكورالية. تمزج الموسيقى بين الأسلوب الإيطالي التقليدي والأسلوب الموسيقي المميز لكل ملحن.

تُعتبر أريا سكايڤولا، “Ombra mai fu”، والتي كتبها هاندل، واحدة من أشهر الأغاني في الأوبرا. تعبر الأريا عن إعجاب سكايڤولا بشجرة، وترمز إلى الجمال والطبيعة. تشمل الأغاني البارزة الأخرى أريا أريا “Chi mai di me dirà”، وأريا ليديا “Che mi giova la grandezza”.

الإنتاج والعرض

عُرضت أوبرا “موزيو سكايڤولا” لأول مرة في مسرح الملك، لندن، في 24 أبريل 1721. كان العرض ناجحًا، واستمرت الأوبرا في العرض لعدة ليالٍ. حصلت الأوبرا على استقبال جيد من النقاد والجمهور على حد سواء. كانت الأوبرا واحدة من أوائل الأعمال التي قام هاندل بتأليفها في إنجلترا.

شارك العديد من المغنيين البارزين في العرض الأصلي، بمن فيهم: فرانشيسكو بيرينجو (سكايڤولا)، كاترينو راجوني (أريا)، ماريا موران (ليديا)، وجوزيبي بوسكي (بورسينا). يعتبر العرض الأصلي بمثابة علامة فارقة في تاريخ الأوبرا.

على الرغم من أن الأوبرا لم تُعرض بشكل متكرر مثل أعمال هاندل الأخرى، إلا أنها لا تزال تُعرض في بعض الأحيان. تشكل الأوبرا تحديًا كبيرًا للمغنيين، بسبب متطلبات الصوت والتمثيل.

التأثير والأهمية

تُعد أوبرا “موزيو سكايڤولا” عملًا مهمًا في تاريخ الأوبرا. فهي تمثل مزيجًا فريدًا من أنماط الموسيقى المختلفة، وتعرض مهارات ثلاثة ملحنين بارزين. ساهمت الأوبرا في تطوير شكل الأوبرا الإيطالية في بريطانيا.

تُظهر الأوبرا أيضًا أهمية الشجاعة والتفاني والوطنية. يعكس سكايڤولا القيم الرومانية القديمة، ويدعو إلى التأمل في التضحية بالنفس من أجل الصالح العام. قصة سكايڤولا تعتبر نموذجًا يُحتذى به في الشجاعة والولاء.

من خلال الجمع بين الموسيقى الدرامية والرائعة مع قصة مشوقة، استطاعت الأوبرا أن تجذب الجماهير وتترك انطباعًا دائمًا. تجسد الأوبرا براعة هاندل الموسيقية، بالإضافة إلى مساهمات بونونشيني وسكارلاتي.

إرث “موزيو سكايڤولا”

على الرغم من أنها ليست من بين أكثر أعمال هاندل شهرة، إلا أن “موزيو سكايڤولا” لا تزال ذات أهمية كبيرة. إنها شهادة على قدرته على العمل مع ملحنين آخرين لإنشاء عمل فني متماسك. توفر الأوبرا للباحثين والفنانين لمحة عن عالم الأوبرا في أوائل القرن الثامن عشر.

تظل “موزيو سكايڤولا” مثالًا على كيف يمكن أن تجمع الأوبرا بين الموسيقى الدرامية والرائعة مع قصة مقنعة. إنها تذكير دائم بقيمة الشجاعة والتضحية بالنفس، وقدرة الموسيقى على إلهام الجمهور.

خاتمة

أوبرا “موزيو سكايڤولا” هي عمل فني فريد من نوعه يجمع بين مواهب ثلاثة ملحنين بارزين. تحكي الأوبرا قصة شجاعة وتفاني جندي روماني، وتعرض قيمًا مثل الشجاعة والولاء. على الرغم من أنها لم تعرض على نطاق واسع كأعمال هاندل الأخرى، إلا أنها لا تزال تعتبر عملاً مهمًا في تاريخ الأوبرا، وتوفر نظرة ثاقبة على تطور الأوبرا الإيطالية في بريطانيا.

المراجع

“`