نشأتها وتعليمها
تلقت مايبيرغ تعليمها في جامعة ييل، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في علم الأحياء عام 1977. ثم التحقت بكلية الطب بجامعة كولومبيا، وحصلت على شهادة الدكتوراه في الطب عام 1983. وبعد ذلك، أكملت إقامتها في علم الأعصاب في جامعة تورنتو، وزمالة بحثية في التصوير العصبي في مستشفى ماساتشوستس العام.
مسيرتها المهنية
بدأت مايبيرغ مسيرتها المهنية في جامعة تورنتو، حيث شغلت منصب أستاذة في قسم علم الأعصاب والطب النفسي. خلال فترة عملها في تورنتو، أجرت العديد من الأبحاث الرائدة في مجال التصوير العصبي والاضطرابات النفسية. في عام 2005، انتقلت إلى جامعة إيموري، حيث شغلت منصب أستاذة في علم الأعصاب والطب النفسي، ومديرة مركز التصوير العصبي العلاجي. في عام 2014، انتقلت إلى كلية الطب بجامعة جبل سيناء، حيث تشغل حاليًا منصب مديرة مركز علاج الاكتئاب والاضطرابات العصبية.
أبحاثها في الاكتئاب
تعتبر أبحاث مايبيرغ في علاج الاكتئاب المقاوم للعلاج من أبرز إنجازاتها. فقد طورت تقنية التحفيز العميق للدماغ (DBS) كعلاج للاكتئاب الشديد الذي لا يستجيب للعلاجات الأخرى. تتضمن هذه التقنية زرع أقطاب كهربائية في مناطق معينة من الدماغ، مثل منطقة “منطقة 25″، والتي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم المزاج والعواطف. من خلال تحفيز هذه المناطق كهربائيًا، يمكن لـ DBS أن يخفف بشكل كبير من أعراض الاكتئاب لدى بعض المرضى.
قامت مايبيرغ وزملاؤها بإجراء العديد من التجارب السريرية على DBS للاكتئاب، وقد أظهرت النتائج أن هذه التقنية فعالة في مساعدة بعض المرضى على التغلب على الاكتئاب. في إحدى الدراسات الرائدة، وجد الباحثون أن DBS أدى إلى تحسن كبير في أعراض الاكتئاب لدى حوالي 60٪ من المرضى الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج. وقد أدت هذه النتائج إلى اعتماد DBS كعلاج معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للاكتئاب المقاوم للعلاج في بعض الحالات.
بالإضافة إلى عملها على DBS، أجرت مايبيرغ أبحاثًا مكثفة لفهم الآليات العصبية الكامنة وراء الاكتئاب. وقد استخدمت تقنيات التصوير العصبي، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، لتحديد التغيرات في نشاط الدماغ لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب. وقد ساعدت هذه الأبحاث في تحديد الشبكات العصبية التي تشارك في الاكتئاب، مما أدى إلى تطوير علاجات جديدة ومستهدفة.
مساهماتها في مجال علم الأعصاب
لم تقتصر مساهمات مايبيرغ على مجال علاج الاكتئاب فحسب، بل امتدت إلى مجالات أخرى في علم الأعصاب. فقد أجرت أبحاثًا حول دور الشبكات العصبية في معالجة المشاعر والسلوك البشري. وقد ساعدت هذه الأبحاث في فهم كيفية تفاعل مناطق مختلفة من الدماغ مع بعضها البعض لتشكيل التجارب العاطفية والتحكم في السلوك.
بالإضافة إلى ذلك، شاركت مايبيرغ في تطوير تقنيات جديدة للتصوير العصبي. فقد ساهمت في تطوير تقنيات تحليل البيانات التي تسمح للباحثين بتحديد التغيرات الدقيقة في نشاط الدماغ. وقد ساعدت هذه التقنيات في تحسين فهمنا للاضطرابات النفسية والعصبية.
الجوائز والتكريمات
حصلت هيلين مايبيرغ على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمساهماتها البارزة في مجال علم الأعصاب. وتشمل هذه الجوائز:
- جائزة الزمالة من مؤسسة جون د. وم كاثرين ت. ماك آرثر.
- جائزة جائزة مؤسسة أبحاث الدماغ والسلوك.
- جائزة مؤسسة أبحاث الطب النفسي.
- زمالة الأكاديمية الوطنية للطب.
يعكس هذا التكريم اعترافًا بالإسهامات الكبيرة التي قدمتها مايبيرغ في فهم وعلاج الاضطرابات النفسية، وجهودها في تطوير تقنيات جديدة للتصوير العصبي، بالإضافة إلى تأثيرها على الجيل القادم من علماء الأعصاب.
أهمية أبحاثها
لأبحاث هيلين مايبيرغ أهمية كبيرة في مجال الطب النفسي وعلم الأعصاب. فقد ساعدت في تغيير الطريقة التي نفهم بها الاكتئاب، وتطوير علاجات جديدة ومحسنة. أدت أبحاثها حول التحفيز العميق للدماغ إلى توفير الأمل لآلاف المرضى الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج. كما أن مساهماتها في فهم الشبكات العصبية المرتبطة بالمشاعر والسلوك البشري قد فتحت الباب أمام علاجات جديدة لمجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية.
علاوة على ذلك، ألهمت أبحاث مايبيرغ العديد من العلماء والباحثين الآخرين في مجال علم الأعصاب والطب النفسي. وقد أدت أبحاثها إلى زيادة الوعي بأهمية الصحة العقلية، وتشجيع البحث والتطوير في مجال علاج الاضطرابات النفسية.
التأثير على الطب النفسي
أحدثت أبحاث هيلين مايبيرغ تأثيرًا كبيرًا على مجال الطب النفسي. فقد ساهمت في تغيير الطريقة التي يتعامل بها الأطباء مع مرضى الاكتئاب، وتوفير علاجات جديدة ومحسنة. كما أنها ألهمت تطوير علاجات جديدة لاضطرابات نفسية أخرى، مثل اضطراب الوسواس القهري، واضطراب ثنائي القطب.
بفضل أبحاثها، أصبح التحفيز العميق للدماغ خيارًا علاجيًا معتمدًا لبعض المرضى الذين يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج. وقد ساعد هذا العلاج آلاف الأشخاص على استعادة صحتهم العقلية وتحسين نوعية حياتهم.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت أبحاث مايبيرغ في زيادة الوعي بأهمية البحث العلمي في مجال الصحة العقلية. فقد شجعت على زيادة الاستثمار في الأبحاث، مما أدى إلى تطوير علاجات جديدة ومحسنة للاضطرابات النفسية. كما أنها ألهمت الشباب لدراسة علم الأعصاب والطب النفسي، وتكريس حياتهم لمساعدة الآخرين.
مستقبل أبحاثها
تواصل هيلين مايبيرغ أبحاثها في مجال علم الأعصاب والطب النفسي. وهي تعمل حاليًا على تطوير علاجات جديدة للاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى، بالإضافة إلى فهم الآليات العصبية الكامنة وراء هذه الاضطرابات. وهي تأمل في أن تساعد أبحاثها في تحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية، وتوفير الأمل لهم في المستقبل.
من المتوقع أن تستمر أبحاث مايبيرغ في إحداث تأثير كبير على مجال الطب النفسي وعلم الأعصاب. فمن خلال تطوير علاجات جديدة وفهم أفضل للاضطرابات النفسية، فإنها تساعد في تحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات، وتساهم في بناء عالم أكثر صحة وسعادة.
خاتمة
تعد هيلين س. مايبيرغ شخصية بارزة في مجال علم الأعصاب والطب النفسي، حيث قدمت مساهمات كبيرة في فهم وعلاج الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى. لقد كان لعملها الرائد في التحفيز العميق للدماغ تأثير كبير على حياة الآلاف من المرضى. إن تفانيها في البحث العلمي والتزامها بتحسين صحة العقل جعل منها رمزًا في مجالها، وستستمر إسهاماتها في التأثير على الطب النفسي لسنوات قادمة.
المراجع
- صفحة هيلين س. مايبيرغ في جامعة جبل سيناء
- هيلين مايبيرغ في ويكيبيديا (باللغة الإنجليزية)
- صفحة هيلين س. مايبيرغ في جامعة إيموري (باللغة الإنجليزية)
- مقالة عن التحفيز العميق للدماغ والاكتئاب (باللغة الإنجليزية)
“`