نشأتها وبداياتها المهنية
ولدت ميلبا تولليفر في عام 1939، ونشأت في فترة شهدت فيها الولايات المتحدة تحولات اجتماعية كبيرة. تلقت تعليمها في مدارس محلية، وأظهرت منذ صغرها اهتماماً كبيراً بالكتابة والصحافة. بعد إكمال تعليمها الثانوي، التحقت بالجامعة لدراسة الصحافة والإعلام، حيث صقلت مهاراتها وبدأت في بناء شبكة علاقات مهنية.
بدأت تولليفر مسيرتها المهنية في مجال الصحافة في وقت كانت فيه الفرص محدودة أمام النساء والأقليات العرقية. ومع ذلك، لم تستسلم للتحديات، بل سعت جاهدة لإثبات جدارتها وقدرتها على المنافسة في هذا المجال. عملت في البداية في محطات إذاعية محلية، حيث اكتسبت خبرة قيمة في جمع الأخبار وتقديمها للجمهور.
مسيرتها المهنية في مدينة نيويورك
في أوائل السبعينيات، انتقلت ميلبا تولليفر إلى مدينة نيويورك، حيث بدأت العمل في محطة تلفزيونية محلية. سرعان ما لفتت انتباه المسؤولين بفضل صوتها المميز وحضورها القوي أمام الكاميرا. تميزت تولليفر بقدرتها على تغطية مجموعة متنوعة من الأخبار، من السياسة والاقتصاد إلى القضايا الاجتماعية والثقافية.
أصبحت تولليفر واحدة من أوائل المذيعات الأمريكيات من أصل أفريقي اللاتي يشغلن منصب مذيع رئيسي في مدينة نيويورك. كان هذا إنجازاً كبيراً في وقت كانت فيه التمييز العنصري منتشراً في المجتمع الأمريكي. ساهمت تولليفر في تغيير الصورة النمطية للمذيعين، وألهمت العديد من النساء والأقليات العرقية لدخول مجال الصحافة والإعلام.
خلال مسيرتها المهنية في نيويورك، قامت تولليفر بتغطية العديد من الأحداث الهامة، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية، والأزمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية. تميزت بتغطيتها المتوازنة والموضوعية، وحرصها على تقديم المعلومات الدقيقة والموثوقة للجمهور. كما عرفت بقدرتها على إجراء مقابلات مع شخصيات بارزة في مختلف المجالات، وطرح الأسئلة الصعبة التي تهم الجمهور.
حادثة تسريحة الشعر
في عام 1971، أثارت ميلبا تولليفر جدلاً واسعاً بسبب ظهورها على شاشة التلفزيون بتسريحة شعر “أفرو” طبيعية. في ذلك الوقت، كانت تسريحة الشعر الأفرو تعتبر رمزاً للحركة الحقوقية للأمريكيين من أصل أفريقي، وكانت تعتبر أيضاً تحدياً للمعايير الجمالية السائدة في المجتمع الأمريكي.
تعرضت تولليفر لانتقادات شديدة من قبل بعض المشاهدين والمسؤولين في المحطة التلفزيونية بسبب تسريحة شعرها. اعتبر البعض أن تسريحة الشعر الأفرو غير مهنية وغير لائقة بمذيعة أخبار. ومع ذلك، تلقت تولليفر أيضاً دعماً كبيراً من قبل العديد من الأشخاص الذين رأوا في تسريحة شعرها تعبيراً عن الهوية الثقافية والفخر العرقي.
أصرت تولليفر على الاحتفاظ بتسريحة شعرها الأفرو، ورفضت الاستسلام للضغوط. اعتبرت أن تسريحة شعرها جزء من هويتها، وأنها لا تؤثر على قدرتها على القيام بعملها كمذيعة أخبار. أصبحت حادثة تسريحة الشعر الأفرو رمزاً للنضال من أجل المساواة العرقية وحرية التعبير في مجال الإعلام.
إرثها وتأثيرها
تركت ميلبا تولليفر إرثاً كبيراً في مجال الصحافة والإعلام. تعتبر رائدة في مجالها، حيث فتحت الأبواب أمام العديد من الصحفيين من الأقليات العرقية. ألهمت تولليفر العديد من النساء والأقليات العرقية لدخول مجال الصحافة، وإثبات جدارتهن وقدرتهن على النجاح.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت تولليفر في تغيير الصورة النمطية للمذيعين، وأظهرت أن الصحفيين يمكن أن يكونوا متنوعين في خلفياتهم وهوياتهم. من خلال عملها كمذيعة أخبار، ساهمت تولليفر في تعزيز التفاهم والتسامح بين مختلف الثقافات والأعراق في المجتمع الأمريكي.
حصلت ميلبا تولليفر على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرتها المهنية، تقديراً لإسهاماتها في مجال الصحافة والإعلام. تعتبر شخصية محترمة ومحبوبة من قبل زملائها والجمهور على حد سواء. تستمر تولليفر في إلهام الأجيال الجديدة من الصحفيين، وتعتبر مثالاً يحتذى به في النزاهة والموضوعية والالتزام بالمهنة.
الجوائز والتكريمات
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من الرابطة الوطنية للصحفيين السود (NABJ)
- جائزة الإنجاز المتميز من جمعية الصحفيين المحترفين (SPJ)
- جائزة الإنجاز الإعلامي من الرابطة الوطنية للنهوض بالملونين (NAACP)
نصائح للصحفيين الشباب
تقدم ميلبا تولليفر النصائح التالية للصحفيين الشباب:
- كن فضولياً: اسأل دائماً عن الأسباب وراء الأحداث، ولا تكتفِ بالمعلومات السطحية.
- كن موضوعياً: حاول دائماً تقديم الأخبار بطريقة متوازنة ومحايدة، وتجنب التحيز والتعصب.
- كن دقيقاً: تأكد من صحة المعلومات التي تقدمها، وتحقق من مصادرك قبل نشر أي خبر.
- كن شجاعاً: لا تخف من طرح الأسئلة الصعبة، والدفاع عن الحق، ومواجهة الظلم.
- كن ملتزماً: اعمل بجد واجتهاد، ولا تستسلم للتحديات، وحافظ على شغفك بالصحافة.
مقتطفات من أقوالها
تشتهر ميلبا تولليفر بالعديد من الأقوال المأثورة، ومن بينها:
- “الصحافة هي صوت من لا صوت لهم.”
- “يجب على الصحفيين أن يكونوا حراساً على الحقيقة.”
- “يجب أن تكون الصحافة قوة للتغيير الإيجابي في المجتمع.”
خاتمة
ميلبا تولليفر هي صحفية أمريكية رائدة ومذيعة أخبار سابقة، اشتهرت بمسيرتها المهنية الطويلة والمتميزة في مجال الإعلام. تعتبر تولليفر شخصية ملهمة، حيث فتحت الأبواب أمام العديد من الصحفيين من الأقليات العرقية، وساهمت في تغيير الصورة النمطية للمذيعين. تركت تولليفر إرثاً كبيراً في مجال الصحافة والإعلام، وستظل مثالاً يحتذى به في النزاهة والموضوعية والالتزام بالمهنة.