مقدمة
ديلافال جراهام ليسترانج أستلي، الحاصل على رتبة الإمبراطورية البريطانية، ونائب ملازم (7 ديسمبر 1868 – 17 مايو 1951)، كان ضابطًا برتبة رائد في الجيش البريطاني. اشتهر بادعاءات بأنه ربما يكون الشخصية الحقيقية وراء شخصية “ووندرلي” في مجلة “ذا سبكتاتور”.
نشأته وتعليمه
ولد ديلافال أستلي في 7 ديسمبر 1868. تلقى تعليمه في كلية إيتون، وهي مدرسة داخلية مستقلة مرموقة للبنين تقع بالقرب من وندسور، بيركشاير، إنجلترا. التحاقه بإيتون يشير إلى خلفية عائلية متميزة وميسورة الحال، حيث أن هذه المدرسة معروفة برسومها الدراسية المرتفعة وتقاليدها الأكاديمية العريقة.
حياته العسكرية
بدأ أستلي مسيرته العسكرية في فوج بنادق الملك الملكة الفيكتورية. تمت ترقيته إلى رتبة ملازم ثان في 7 مارس 1888. في وقت لاحق، انضم إلى الحرس الاسكتلندي، وهي واحدة من أفواج المشاة النخبة في الجيش البريطاني. تمت ترقيته إلى رتبة ملازم في 13 نوفمبر 1895. خدم أستلي في حرب البوير الثانية، وهي صراع كبير دار بين الإمبراطورية البريطانية وجمهوريتي البوير المستقلتين في جنوب إفريقيا. خلال هذه الحرب، حصل على رتبة نقيب في 26 يونيو 1901.
بعد انتهاء حرب البوير، بقي أستلي في الخدمة العسكرية. تمت ترقيته إلى رتبة رائد في 19 نوفمبر 1913. خلال الحرب العالمية الأولى، خدم أستلي في العديد من الجبهات. حصل على وسام رفيق آمر الإمبراطورية البريطانية (CB) تقديرًا لخدمته المتميزة. كما شغل منصب نائب ملازم، وهو منصب فخري يمثله نائب الملك في مقاطعة معينة.
ووندرلي
في عام 1989، نشر ماثيو باريس مقالًا في مجلة “ذا سبكتاتور” يقترح فيه أن ديلافال أستلي ربما كان الشخصية الحقيقية وراء “ووندرلي”، وهي شخصية خيالية ظهرت بانتظام في المجلة في أوائل القرن العشرين. ووندرلي هو مراسل متجول ساخر وغريب الأطوار، معروف بملاحظاته الذكية وتعليقاته اللاذعة حول المجتمع البريطاني. يرتكز اقتراح باريس على عدة أوجه تشابه بين حياة أستلي وشخصية ووندرلي:
- الخلفية الاجتماعية: كان أستلي ينتمي إلى الطبقة العليا المتعلمة، وهي نفس الخلفية الاجتماعية التي يمتلكها ووندرلي.
- الخدمة العسكرية: كما هو مذكور أعلاه، خدم أستلي في الجيش البريطاني، وهو ما قد يفسر معرفة ووندرلي بالشؤون العسكرية.
- الروح الفكاهية: يُعرف عن أستلي بأنه يتمتع بروح دعابة لاذعة، وهو ما يتوافق مع أسلوب ووندرلي الساخر.
- العلاقة بـ “ذا سبكتاتور”: لا توجد أدلة قاطعة على أن أستلي كان يعمل في “ذا سبكتاتور”، ولكن من المحتمل أنه كان على دراية بالمجلة وقرائها.
على الرغم من أن باريس لم يقدم دليلًا قاطعًا على أن أستلي هو ووندرلي، إلا أن حجته مقنعة وقد لاقت استحسانًا من قبل العديد من القراء. يبقى السؤال عما إذا كان أستلي هو الشخصية الحقيقية وراء ووندرلي مفتوحًا للتكهنات والنقاش.
الجدل والآراء المتضاربة
إن فكرة أن ديلافال أستلي كان “ووندرلي” لم يتم قبولها عالميًا، ولا تزال موضوع نقاش بين الباحثين والمؤرخين الأدبيين. هناك عدة أسباب لهذا الجدل:
- نقص الأدلة المادية: لا توجد رسائل أو مخطوطات أو وثائق أخرى تربط أستلي بشكل قاطع بكتابات “ووندرلي”. يعتمد الادعاء بشكل كبير على الأدلة الظرفية وأوجه التشابه في الخلفية والشخصية.
- هوية “ووندرلي” الغامضة: طوال فترة ظهور شخصية “ووندرلي” في مجلة “ذا سبكتاتور”، ظلت هوية الكاتب الحقيقية سرية عن قصد. هذا الغموض يجعل من الصعب تحديد المؤلف الحقيقي بشكل قاطع.
- احتمالية وجود مؤلفين متعددين: من الممكن أن تكون مقالات “ووندرلي” قد كتبها عدة أشخاص مختلفين على مر السنين، أو أن الكاتب الأصلي استلهم من شخصيات متعددة.
- الآراء البديلة: اقترح بعض الباحثين أسماء أخرى كمؤلفين محتملين لـ “ووندرلي”، بناءً على أنماط الكتابة أو الروابط المحتملة بمجلة “ذا سبكتاتور”.
في حين أن الأدلة الظرفية التي قدمها ماثيو باريس قد تكون مقنعة، إلا أنها لا ترقى إلى مستوى الإثبات القاطع. بدون أدلة إضافية، يبقى الادعاء بأن ديلافال أستلي كان “ووندرلي” مجرد تخمين مثير للاهتمام.
حياته اللاحقة ووفاته
بعد مسيرته العسكرية، عاش أستلي حياة هادئة نسبيًا. توفي في 17 مايو 1951.
إرثه
على الرغم من أن ديلافال أستلي لم يحقق شهرة واسعة خلال حياته، إلا أنه يُذكر اليوم لدوره المحتمل في إنشاء شخصية “ووندرلي” المحبوبة. إذا كان أستلي هو بالفعل الشخصية الحقيقية وراء ووندرلي، فهذا يعني أنه لعب دورًا مهمًا في تشكيل المشهد الأدبي البريطاني في أوائل القرن العشرين. حتى لو لم يكن هو ووندرلي، فإن الادعاء بأنه ربما يكون كذلك قد أثار اهتمامًا جديدًا بحياته وعمله.
تحليل لشخصية ووندرلي
لتقدير أهمية الادعاء بأن ديلافال أستلي ربما كان “ووندرلي”، من الضروري فهم شخصية “ووندرلي” وتأثيرها. “ووندرلي” هو شخصية خيالية ظهرت في مجلة “ذا سبكتاتور” في أوائل القرن العشرين، ويشتهر بملاحظاته الذكية وتعليقاته اللاذعة حول المجتمع البريطاني. غالبًا ما يتم تصوير ووندرلي على أنه مراسل متجول غريب الأطوار يسافر حول العالم ويقدم تقارير عن تجاربه. ومع ذلك، فإن أهمية ووندرلي تتجاوز مجرد كونه مراسلًا.
يمثل ووندرلي صوتًا نقديًا في المجتمع البريطاني. غالبًا ما يسخر من الطبقة العليا، والسياسة، والأعراف الاجتماعية. بفضل أسلوبه الساخر وذكائه الحاد، يقدم ووندرلي تعليقًا حادًا حول حماقات المجتمع. هذا النقد جعل ووندرلي شخصية محبوبة بين قراء “ذا سبكتاتور”، الذين قدروا وجهة نظره الفريدة وغير التقليدية.
بالإضافة إلى تعليقاته الاجتماعية، يشتهر ووندرلي أيضًا بروحه الدعابة. إن ملاحظاته الذكية وتورية الكلمات تجعل قراءة مقالاته ممتعة ومسلية. ومع ذلك، فإن فكاهة ووندرلي ليست سطحية أبدًا. غالبًا ما يستخدم الفكاهة لتسليط الضوء على القضايا الجادة وإثارة التفكير لدى القراء. هذا المزيج من النقد الاجتماعي والفكاهة جعل ووندرلي شخصية مؤثرة في المشهد الأدبي البريطاني.
إذا كان ديلافال أستلي هو بالفعل الشخصية الحقيقية وراء ووندرلي، فهذا يعني أنه لعب دورًا مهمًا في تشكيل هذا الصوت النقدي. من خلال كتابات ووندرلي، كان أستلي قادرًا على تحدي الأعراف الاجتماعية، والسخرية من السلطة، وتقديم تعليق حاد حول المجتمع البريطاني. هذا الإرث سيضمن تذكره كشخصية مؤثرة في تاريخ الأدب البريطاني.
خاتمة
ديلافال أستلي كان ضابطًا في الجيش البريطاني، اشتهر بعد وفاته بادعاء ماثيو باريس بأنه ربما كان الشخصية الحقيقية وراء “ووندرلي” في مجلة “ذا سبكتاتور”. على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على هذا الادعاء، إلا أنه أثار اهتمامًا جديدًا بحياة أستلي وشخصية “ووندرلي”. سواء كان أستلي هو ووندرلي أم لا، يبقى شخصية مثيرة للاهتمام في التاريخ البريطاني.