التطور والتاريخ
نشأ إعصار هيلين من موجة استوائية تحركت قبالة الساحل الأفريقي في 18 سبتمبر 1958. تحركت الموجة غربًا عبر المحيط الأطلسي الاستوائي، وأصبحت أكثر تنظيمًا تدريجيًا. في 20 سبتمبر، صنفتها مصلحة الأرصاد الجوية الأمريكية كمنخفض استوائي.
استمر المنخفض في التنظيم، وتم ترقيته إلى عاصفة مدارية وأُطلق عليه اسم هيلين في 21 سبتمبر. تسارعت هيلين غربًا عبر المحيط الأطلسي الدافئ، وتعمقت بسرعة. في 22 سبتمبر، تحولت هيلين إلى إعصار.
خلال الـ 48 ساعة التالية، اشتدت هيلين بشكل ملحوظ، وأصبحت إعصارًا كبيرًا من الفئة 3 في 23 سبتمبر. بحلول 24 سبتمبر، وصلت هيلين إلى الفئة 5، وهي أعلى فئة على مقياس سافير-سيمبسون للأعاصير. في ذروتها، بلغت سرعة الرياح القصوى المستدامة لهيلين 160 ميلاً في الساعة (260 كم / ساعة)، وكان الضغط المركزي الأدنى 931 ملليبار (27.50 بوصة زئبقية).
حافظت هيلين على قوتها كإعصار من الفئة 5 لمدة 18 ساعة تقريبًا قبل أن تبدأ في الضعف التدريجي. تحرك الإعصار شمالًا، ومر بعيدًا شرق برمودا في 27 سبتمبر. في 28 سبتمبر، تحولت هيلين إلى إعصار استوائي.
تسارعت هيلين لاحقًا نحو الشمال الشرقي، واجتازت جنوب شرق نيوفاوندلاند في 29 سبتمبر. في وقت لاحق من ذلك اليوم، اندمجت هيلين مع منخفض جوي آخر وتحولت إلى إعصار خارج المدار. استمرت بقايا هيلين في التحرك بسرعة عبر شمال المحيط الأطلسي، قبل أن تتبدد بالقرب من أيسلندا في 1 أكتوبر.
الآثار
على الرغم من أن إعصار هيلين لم يضرب اليابسة بشكل مباشر، إلا أنه تسبب في أمواج عالية ورياح قوية على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة. تم الإبلاغ عن بعض الفيضانات الساحلية الطفيفة وتآكل الشواطئ. لم يتم الإبلاغ عن أي وفيات أو إصابات مرتبطة بهيلين.
في برمودا، تسببت هيلين في رياح قوية وأمطار غزيرة. ومع ذلك، لم يتم الإبلاغ عن أضرار كبيرة.
في نيوفاوندلاند، تسببت هيلين في رياح قوية وأمواج عالية. أُجبرت بعض السفن على العودة إلى الميناء بسبب الظروف الجوية السيئة.
السجلات
كان إعصار هيلين أقوى إعصار في موسم الأعاصير الأطلسية لعام 1958. كان أيضًا واحدًا من أقوى الأعاصير التي تم تسجيلها في المحيط الأطلسي على الإطلاق. كانت هيلين واحدة من أربع عواصف فقط في حوض الأطلسي وصلت إلى الفئة الخامسة قبل نهاية شهر سبتمبر، والآخرون هم لورينزو (2019)، وإيفان (2004)، وإيرما (2017). كان إعصار هيلين أيضًا أول إعصار مسجل وصل إلى الفئة الخامسة في حوض الأطلسي منذ عام 1938.
التسمية
تم تسمية إعصار هيلين من قبل مصلحة الأرصاد الجوية الأمريكية كجزء من نظام تسمية الأعاصير الأطلسية. تم استخدام قائمة من الأسماء الأبجدية للأعاصير المدارية منذ عام 1953. كان اسم “هيلين” مدرجًا في قائمة عام 1958. تم استخدام هذا الاسم لاحقًا في عام 1962، 1966 و1970. نتيجة للأضرار الكبيرة التي تسببت بها، تم سحب اسم هيلين من قائمة الأسماء وتم استبداله باسم “هولي” ليستخدم بداية من عام 1974.
الأهمية
يُعتبر إعصار هيلين حدثًا هامًا في تاريخ الأرصاد الجوية. لقد أظهر قوة الأعاصير المدارية وقدرتها على التسبب في أضرار جسيمة. ساعدت دراسة هيلين أيضًا خبراء الأرصاد الجوية على فهم الأعاصير بشكل أفضل والتنبؤ بها.
مقارنة مع الأعاصير الأخرى
يمكن مقارنة إعصار هيلين بالأعاصير الأخرى القوية التي ضربت المحيط الأطلسي. على سبيل المثال، كان إعصار كاميل عام 1969 إعصارًا قويًا آخر وصل إلى اليابسة وتسبب في أضرار جسيمة. كان إعصار أندرو عام 1992 أيضًا إعصارًا قويًا تسبب في أضرار واسعة النطاق في فلوريدا. يُقارن إعصار هيلين أيضًا بإعصار لورينزو لعام 2019 الذي وصل إلى الفئة الخامسة قبل نهاية شهر سبتمبر.
ومع ذلك، كان لإعصار هيلين أيضًا بعض الخصائص الفريدة. على سبيل المثال، كان إعصارًا قويًا بشكل غير عادي في وقت مبكر من الموسم. كان أيضًا أحد أطول الأعاصير التي تم تسجيلها في المحيط الأطلسي على الإطلاق.
الاستعداد للأعاصير
من المهم الاستعداد للأعاصير إذا كنت تعيش في منطقة معرضة للخطر. فيما يلي بعض النصائح للاستعداد للأعاصير:
- تعرف على مسارات الإخلاء الخاصة بك.
- قم بتجميع مجموعة أدوات الطوارئ.
- قم بتأمين منزلك.
- ابق على اطلاع بتوقعات الطقس.
إذا كنت تعيش في منطقة معرضة للأعاصير، فمن المهم أن تكون مستعدًا. يمكن أن تساعدك هذه النصائح في حماية نفسك وعائلتك من مخاطر الأعاصير.
تغير المناخ والأعاصير
يدرس العلماء العلاقة بين تغير المناخ والأعاصير. هناك أدلة متزايدة على أن تغير المناخ يزيد من شدة الأعاصير. مع ارتفاع درجة حرارة المحيطات، هناك المزيد من الطاقة المتاحة للأعاصير للتطور. يمكن أن يؤدي تغير المناخ أيضًا إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يجعل الفيضانات الساحلية أسوأ.
في حين أنه من الصعب تحديد الدور الدقيق لتغير المناخ في أي إعصار معين، فمن الواضح أن تغير المناخ يزيد من خطر الأعاصير المدمرة.
الأبحاث المستقبلية
يستمر العلماء في دراسة الأعاصير من أجل فهمها بشكل أفضل والتنبؤ بها. هناك العديد من مجالات البحث التي يتم استكشافها حاليًا، بما في ذلك:
- تحسين نماذج التنبؤ بالأعاصير.
- فهم كيفية تأثير تغير المناخ على الأعاصير.
- تطوير طرق جديدة للتخفيف من آثار الأعاصير.
من خلال مواصلة البحث عن الأعاصير، يمكننا حماية أنفسنا بشكل أفضل من هذه العواصف المدمرة.
خاتمة
كان إعصار هيلين لعام 1958 حدثًا مناخيًا كبيرًا، حيث كان أقوى إعصار في ذلك الموسم. على الرغم من أنه لم يضرب اليابسة بشكل مباشر، إلا أنه تسبب في أمواج عالية ورياح قوية على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة. أظهرت دراسة إعصار هيلين أهمية الاستعداد للأعاصير وفهم آثارها المحتملة. كما يسلط الضوء على الحاجة المستمرة للبحث في الأعاصير وتأثيرات تغير المناخ على هذه الظواهر الجوية.