<![CDATA[
عصر الممالك الثلاث (57 قبل الميلاد – 668 ميلادي)
شهدت فترة الممالك الثلاث في كوريا (غوغوريو، وبايكجي، وشيلا) تطورًا كبيرًا في الفكر والثقافة، حيث بدأت البوذية في الانتشار وأثرت بشكل كبير على الفلسفة الكورية. على الرغم من عدم وجود عدد كبير من الفلاسفة الذين تركوا مؤلفات مكتوبة في هذه الفترة، إلا أن تأثيرهم كان واضحًا في تشكيل القيم المجتمعية والروحية.
- وونتشيوك (Woncheuk 원측 圓測) (613–696): راهب بوذي اشتهر بمعرفته العميقة بالفلسفة البوذية، خاصةً مدرسة يوجاكاارا. ساهم في نشر تعاليم البوذية في الصين.
- وونهيو (Wonhyo 원효 元曉) (617–686): يعتبر من أبرز الرهبان البوذيين في تاريخ كوريا. اشتهر بتفسيراته الشاملة للفلسفة البوذية، ودمجه بين المدارس المختلفة، وتأثيره الكبير على الفكر البوذي الكوري.
عصر مملكة غوريو (918–1392)
تميز عصر غوريو بازدهار البوذية، وظهور الفلسفة الكونفوشيوسية كقوة مؤثرة في المجتمع. شهد هذا العصر أيضًا تطورًا في الدراسات الأكاديمية والفكرية، وظهور عدد من الفلاسفة الذين تركوا إرثًا فكريًا هامًا.
- أويتشيون (Uicheon 의천 義天) (1055–1101): راهب بوذي ومصلح ديني، عمل على توحيد المدارس البوذية المختلفة، وأسس مدرسة تشونتي (Cheontae).
- جي نول (Jinul 지눌 知訥) (1158–1210): راهب بوذي، مؤسس مدرسة جوغاي (Jogye)، التي ركزت على التأمل والوحدة بين المعرفة والممارسة.
- إي غيو بو (Yi Gyubo 이규보 李奎報) (1168–1241): شاعر ومفكر كونفوشيوسي.
- تشوي تشونغ (Choi Chung 최충 崔沖) (984-1068): عالم كونفوشيوسي بارز، يُعتبر مؤسس التعليم الخاص في غوريو.
عصر مملكة جوسون (1392–1897)
شهد عصر جوسون صعود النيوكونفوشيوسية كفلسفة رسمية للدولة، مما أثر بشكل كبير على الفكر والثقافة والمجتمع. برز في هذا العصر عدد كبير من الفلاسفة الذين ساهموا في تطوير هذه الفلسفة، وتطبيقها على جوانب الحياة المختلفة.
- إي إي (Yi I 이이 李珥) (1536–1584): فيلسوف نيوكونفوشيوسي بارز، اشتهر بآرائه الإصلاحية، ومساهماته في مجالات السياسة والتعليم.
- إي هوانغ (Yi Hwang 이황 李滉) (1501–1570): فيلسوف نيوكونفوشيوسي مؤثر، يعتبر من أبرز ممثلي المدرسة التي تركز على المبادئ.
- جونغ ياك-يونغ (Jeong Yak-yong 정약용 丁若鏞) (1762–1836): فيلسوف ومفكر عملي، اشتهر بأفكاره التقدمية، ومساهماته في العلوم والسياسة.
- بايك غاي (Baek Gae 백계 白溪) (1596–1653): عالم كونفوشيوسي بارز، اشتهر بتفاسيره وفهمه العميق للفلسفة.
- لي غي-هيوك (Lee Gi-hyeok 이기혁 李基爀) (1733–1808): عالم نيوكونفوشيوسي، اشتهر بتعليقاته على النصوص الكلاسيكية.
- كيم جونغ هي (Kim Jeong-hui 김정희 金正喜) (1786–1856): عالم ومفكر في الفن والخط، صاحب مساهمات كبيرة في الفكر الكوري.
الفلسفة الكورية الحديثة والمعاصرة
شهدت الفلسفة الكورية في العصر الحديث والمعاصر تطورات مهمة متأثرة بالفكر الغربي، وظهور تيارات فكرية جديدة. ركز الفلاسفة في هذه الفترة على قضايا مثل الهوية الوطنية، والحداثة، والعلاقات بين الثقافات.
- بارك جونغ-هون (Park Jong-hong 박종홍 朴鍾鴻) (1903–1976): فيلسوف متخصص في الوجودية والظواهرية.
- يوك جو-يونغ (Yuk Joong-ryeong 육종영 陸鍾永) (1929–2006): فيلسوف اهتم بالفلسفة السياسية وعلم الاجتماع.
- كيم يونغ-اوك (Kim Yong-ok 김용옥 金容沃) (1948–): فيلسوف وباحث، اشتهر بتحليلاته العميقة للفلسفة الكورية التقليدية.
- تشوي وون شيك (Choi Won-shik 최원식 崔元植) (1940–): فيلسوف وناقد أدبي، ساهم في فهم الفلسفة الغربية.
- هونغ يونغ-غي (Hong Yun-gi 홍윤기 洪潤基) (1942–): فيلسوف اهتم بالفلسفة الأخلاقية والسياسية.
تأثير الفلسفة الكورية
تركت الفلسفة الكورية تأثيرًا كبيرًا على الثقافة الكورية والمجتمع، وشكلت القيم الأساسية للمواطنين. ساهمت الفلسفة في تعزيز الوعي الذاتي، والتفكير النقدي، والتسامح، والبحث عن الحقيقة. كما أثرت في الفنون والأدب والعمارة، وألهمت العديد من الحركات الاجتماعية والسياسية. لا تزال الفلسفة الكورية تدرس وتُحلل حتى اليوم، وهي جزء حيوي من الهوية الثقافية الكورية.
الفلسفة البوذية في كوريا
لعبت البوذية دورًا محوريًا في تشكيل الفكر الفلسفي في كوريا على مر العصور. وصلت البوذية إلى كوريا في القرن الرابع الميلادي، وسرعان ما انتشرت بين مختلف طبقات المجتمع. ساهمت البوذية في تطوير نظام قيم أخلاقي، وتعزيز التسامح والتعايش السلمي. أثرت البوذية في الفنون والأدب الكوري، وأنتجت العديد من الأعمال الفنية الرائعة. على الرغم من التغيرات التي شهدتها كوريا على مر التاريخ، إلا أن البوذية لا تزال تمارس حتى اليوم، وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الكورية.
الفلسفة الكونفوشيوسية في كوريا
وصلت الكونفوشيوسية إلى كوريا في القرن الثالث الميلادي، وأصبحت فيما بعد الفلسفة الرسمية للدولة خلال عهد مملكة جوسون. ركزت الكونفوشيوسية على القيم الأخلاقية، مثل الاحترام المتبادل، والطاعة، والعدالة. ساهمت الكونفوشيوسية في تنظيم المجتمع، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي. أثرت الكونفوشيوسية في التعليم والسياسة والثقافة الكورية، وتركت بصمة واضحة على طريقة تفكير وسلوك الكوريين. لا تزال بعض جوانب الكونفوشيوسية حاضرة في المجتمع الكوري حتى اليوم.
النيوكونفوشيوسية في كوريا
ازدهرت النيوكونفوشيوسية في كوريا خلال عهد مملكة جوسون، وأصبحت الفلسفة المهيمنة في المجتمع. ركزت النيوكونفوشيوسية على تفسير الكونفوشيوسية في ضوء الميتافيزيقيا، والتأكيد على أهمية الفهم العميق للعالم. ساهمت النيوكونفوشيوسية في تطوير نظام تعليمي متكامل، وتعزيز الثقافة والأدب. أثرت النيوكونفوشيوسية في الفنون والعلوم، وأنتجت العديد من الأعمال الفكرية الهامة. لا يزال تأثير النيوكونفوشيوسية ملموسًا في بعض جوانب الثقافة الكورية حتى اليوم.
التحديات والاتجاهات المعاصرة
تواجه الفلسفة الكورية المعاصرة تحديات عدة، مثل الحاجة إلى التكيف مع التغيرات العالمية، والتصدي للقضايا الاجتماعية والسياسية المعقدة. ومع ذلك، هناك أيضًا اتجاهات جديدة ومثيرة للاهتمام في الفكر الفلسفي الكوري. يركز العديد من الفلاسفة على دراسة الهوية الوطنية، والعلاقات بين الثقافات، والتحديات الأخلاقية في العصر الحديث. يشهد الفكر الفلسفي الكوري حاليًا تطورات مهمة، ويساهم في إثراء الحوار الفكري العالمي.
خاتمة
شهدت كوريا تاريخًا طويلًا وغنيًا بالفلسفة، حيث ظهرت العديد من الفلاسفة الذين ساهموا في تطوير الفكر والثقافة الكورية. من البوذية إلى الكونفوشيوسية والنيوكونفوشيوسية، تركت هذه الفلسفات بصماتها على المجتمع الكوري، وشكلت القيم الأساسية للمواطنين. لا يزال الفكر الفلسفي الكوري يتطور ويتكيف مع التحديات المعاصرة، ويساهم في إثراء الحوار الفكري العالمي. إن فهم تطور الفلسفة الكورية يساعدنا على فهم الثقافة الكورية بشكل أفضل، وتقدير إسهاماتها في الحضارة الإنسانية.