<![CDATA[
خلفية الانتخابات
شهدت جنوب أفريقيا في ستينيات القرن الماضي فترة مضطربة، اتسمت بتزايد حدة التوتر العنصري وترسيخ نظام الفصل العنصري. كان الحزب الوطني، بقيادة رئيس الوزراء هندريك فيرويرد، يفرض سياسات الفصل العنصري بقوة، والتي تهدف إلى إبقاء الأغلبية السوداء في البلاد منفصلة ومقهورة. قبل الانتخابات، كان الحزب الوطني يتمتع بأغلبية كبيرة في البرلمان، وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يحقق فوزًا آخر.
على الرغم من المعارضة المتزايدة من الداخل والخارج، تمكن الحزب الوطني من الحفاظ على قاعدة دعم قوية بين السكان البيض، الذين استفادوا بشكل كبير من نظام الفصل العنصري. كما لعبت الدعاية الحكومية دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام وتبرير سياسات الحزب.
الأحزاب المتنافسة
كان الحزب الوطني هو القوة المهيمنة في السياسة الجنوب أفريقية في ذلك الوقت. كان الحزب يمثل مصالح الأقلية البيضاء الأفريقانية، وكان ملتزمًا بالحفاظ على نظام الفصل العنصري بأي ثمن. قاد الحزب هندريك فيرويرد، الذي كان يعتبر مهندس الفصل العنصري.
كان حزب الوحدة هو حزب المعارضة الرئيسي. كان الحزب يمثل مصالح البيض الناطقين باللغة الإنجليزية، وكان يعارض سياسات الفصل العنصري المتطرفة التي يتبناها الحزب الوطني. ومع ذلك، لم يكن حزب الوحدة يدعو إلى المساواة الكاملة بين الأعراق، وكان يفضل نظامًا يقوم على الفصل العنصري المخفف.
بالإضافة إلى الحزب الوطني وحزب الوحدة، كان هناك عدد من الأحزاب الصغيرة الأخرى التي تنافست في الانتخابات. وشملت هذه الأحزاب الحزب التقدمي، الذي كان يدعو إلى المساواة العرقية، والحزب الليبرالي، الذي كان يعارض الفصل العنصري بشكل قاطع.
سير الانتخابات
أجريت الانتخابات في 30 مارس 1966. سُمح فقط للبيض بالتصويت في الانتخابات. لم يُسمح للسود والملونين والآسيويين بالتصويت، وكانوا محرومين من الحقوق السياسية الأساسية.
تميزت الانتخابات بالعديد من المخالفات والتلاعبات. استخدم الحزب الوطني سلطته الحكومية لترهيب المعارضين والتأثير على نتائج الانتخابات. كما استخدم الحزب الدعاية الحكومية لتشويه سمعة أحزاب المعارضة وتبرير سياساته.
نتائج الانتخابات
حقق الحزب الوطني فوزًا ساحقًا في الانتخابات. فاز الحزب بـ 126 مقعدًا من أصل 166 مقعدًا في البرلمان، مما زاد من أغلبيته بشكل كبير. حصل حزب الوحدة على 39 مقعدًا، بينما فشلت الأحزاب الصغيرة الأخرى في الفوز بأي مقاعد.
كانت نتائج الانتخابات بمثابة ضربة قوية لأحزاب المعارضة وللحركة المناهضة للفصل العنصري. أظهرت النتائج أن الحزب الوطني لا يزال يتمتع بدعم قوي بين السكان البيض، وأن نظام الفصل العنصري سيستمر في جنوب أفريقيا لسنوات عديدة قادمة.
- الحزب الوطني: 126 مقعدًا
- حزب الوحدة: 39 مقعدًا
تداعيات الانتخابات
بعد الانتخابات، واصل الحزب الوطني ترسيخ نظام الفصل العنصري. تم تمرير قوانين جديدة لزيادة الفصل بين الأعراق وتقييد حقوق السود والملونين والآسيويين. كما تم تشديد الرقابة على وسائل الإعلام وقمع المعارضة السياسية.
أدت نتائج الانتخابات إلى تصاعد المقاومة ضد نظام الفصل العنصري. بدأت الحركات السرية المسلحة في الظهور، وبدأت في شن هجمات على أهداف حكومية. كما زادت الضغوط الدولية على جنوب أفريقيا لإنهاء نظام الفصل العنصري.
في عام 1994، تم إلغاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وتم إجراء أول انتخابات ديمقراطية متعددة الأعراق. فاز المؤتمر الوطني الأفريقي، بقيادة نيلسون مانديلا، في الانتخابات، وأصبح مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا. أنهت هذه الانتخابات حقبة طويلة من الفصل العنصري والظلم في جنوب أفريقيا.
تحليل النتائج
يعزى فوز الحزب الوطني الساحق في انتخابات عام 1966 إلى عدة عوامل. أولاً، كان الحزب يتمتع بدعم قوي من الأقلية البيضاء الأفريقانية، التي كانت المستفيد الرئيسي من نظام الفصل العنصري. ثانيًا، استخدم الحزب سلطته الحكومية لترهيب المعارضين والتأثير على نتائج الانتخابات. ثالثًا، استخدم الحزب الدعاية الحكومية لتشويه سمعة أحزاب المعارضة وتبرير سياساته.
كما لعبت الانقسامات داخل المعارضة دورًا في فوز الحزب الوطني. لم تكن أحزاب المعارضة قادرة على توحيد جهودها لتقديم تحدٍ فعال للحزب الوطني. كان حزب الوحدة، حزب المعارضة الرئيسي، يمثل مصالح البيض الناطقين باللغة الإنجليزية، ولم يكن يدعو إلى المساواة الكاملة بين الأعراق. أدى ذلك إلى إبعاد العديد من الناخبين السود والملونين والآسيويين.
علاوة على ذلك، تميزت الانتخابات بمناخ من الخوف والترهيب. كان العديد من الناخبين يخشون التصويت ضد الحزب الوطني خوفًا من الانتقام. كما تم تقييد حرية التعبير والتجمع، مما جعل من الصعب على أحزاب المعارضة تنظيم حملات فعالة.
إرث الانتخابات
تركت انتخابات عام 1966 إرثًا دائمًا على جنوب أفريقيا. عززت الانتخابات نظام الفصل العنصري، وأدت إلى سنوات عديدة من الظلم والقمع. كما أدت الانتخابات إلى تصاعد المقاومة ضد نظام الفصل العنصري، وإلى الضغوط الدولية على جنوب أفريقيا لإنهاء النظام.
في نهاية المطاف، تم إلغاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وتم إجراء أول انتخابات ديمقراطية متعددة الأعراق في عام 1994. ومع ذلك، لا تزال آثار الفصل العنصري محسوسة في جنوب أفريقيا حتى اليوم. لا تزال هناك فوارق كبيرة في الثروة والسلطة بين البيض والسود، ولا يزال العديد من السود يعانون من الفقر والبطالة.
تعتبر انتخابات عام 1966 بمثابة تذكير بأهوال الفصل العنصري وأهمية مكافحة العنصرية والتمييز بجميع أشكاله. كما تعتبر الانتخابات بمثابة شهادة على قوة المقاومة الشعبية، وعلى قدرة الناس على التغلب على الظلم والاضطهاد.
خاتمة
كانت انتخابات جنوب أفريقيا العامة عام 1966 بمثابة نقطة تحول حاسمة في تاريخ البلاد. عززت الانتخابات نظام الفصل العنصري، وأدت إلى سنوات عديدة من الظلم والقمع. ومع ذلك، أدت الانتخابات أيضًا إلى تصاعد المقاومة ضد نظام الفصل العنصري، وإلى الضغوط الدولية على جنوب أفريقيا لإنهاء النظام. في نهاية المطاف، تم إلغاء نظام الفصل العنصري، وتم إجراء أول انتخابات ديمقراطية متعددة الأعراق في عام 1994، مما بشر بعهد جديد من المساواة والعدالة في جنوب أفريقيا.