التصميم والبناء
تم تصميم غريهاوند لتلبية الحاجة إلى سفن حربية سريعة وقادرة على مرافقة السفن الحربية الأكبر حجمًا والقيام بدوريات في المياه الإقليمية. تميز تصميمها بثلاثة مداخن، مما منحها مظهرًا مميزًا في ذلك الوقت. تم بناء السفينة في حوض بناء السفن التابع لشركة هاوثورن ليسلي في هيببورن، إنجلترا. بدأ العمل في بناء السفينة في عام 1899، وتم إطلاقها في 10 فبراير 1900، وتم الانتهاء منها في يوليو 1900.
كان طول غريهاوند الإجمالي 220 قدمًا (67 مترًا)، وعرضها 21 قدمًا (6.4 مترًا)، وكان غاطسها 7 أقدام (2.1 مترًا). كان إزاحتها حوالي 380 طنًا متريًا. كانت السفينة مدعومة بمحركات بخارية ثلاثية التوسيع تعمل بالبخار من أربعة مراجل أسطوانية. أنتجت هذه المحركات قوة دفع تسمح للسفينة بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 30 عقدة (56 كم/ساعة؛ 35 ميل في الساعة). كان طاقمها يتألف عادة من حوالي 63 ضابطًا وبحارًا.
كان تسليح غريهاوند يتألف من بندقية واحدة عيار 12 رطلاً (76 ملم)، وخمسة مدافع 6 أرطال (57 ملم)، واثنين من أنابيب الطوربيد مقاس 18 بوصة (457 ملم). كان هذا التسليح نموذجيًا للمدمرات في ذلك الوقت، وكان يهدف إلى توفير مزيج من قوة النيران والقدرة على ضرب السفن المعادية بالطوربيدات.
الخدمة في البحرية الملكية
بعد الانتهاء من البناء، انضمت غريهاوند إلى الأسطول البريطاني، وشهدت الخدمة في عدد من المسارح. في السنوات الأولى من خدمتها، قامت بدوريات في المياه البريطانية، وشاركت في مناورات الأسطول والتدريبات. خلال هذه الفترة، ساعدت غريهاوند في الحفاظ على الأمن البحري للمملكة المتحدة وعززت وجود البحرية الملكية في المنطقة.
في عام 1902، شاركت غريهاوند في الاحتفالات بمناسبة تتويج الملك إدوارد السابع. بعد ذلك، تم إرسال السفينة إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث انضمت إلى أسطول البحر الأبيض المتوسط. خلال خدمتها في البحر الأبيض المتوسط، شاركت غريهاوند في مجموعة متنوعة من التدريبات والمهام، بما في ذلك الزيارات إلى الموانئ في جميع أنحاء المنطقة وإظهار العلم البريطاني.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، تم استدعاء غريهاوند إلى الخدمة النشطة. تم تعيينها في أسطول القناة، حيث قامت بدوريات في القناة الإنجليزية وحماية الشحن البريطاني من غواصات العدو. قامت غريهاوند أيضًا بمرافقة السفن التجارية عبر المياه الخطرة، وشاركت في عمليات البحث والإنقاذ. خلال هذه الفترة، أظهر طاقم غريهاوند شجاعة وتفانيًا كبيرين في مواجهة الخطر.
في عام 1917، أصيبت غريهاوند بلغم قبالة سواحل أيرلندا. لحسن الحظ، تمكنت السفينة من البقاء طافية، وتم سحبها إلى الميناء لإجراء الإصلاحات. بعد إصلاحها، عادت غريهاوند إلى الخدمة، وشاركت في العمليات حتى نهاية الحرب.
مصيرها
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تم سحب غريهاوند من الخدمة النشطة. في عام 1920، تم بيعها للخردة. على الرغم من أن مسيرتها المهنية انتهت، إلا أن إتش إم إس غريهاوند تركت بصمة في تاريخ البحرية الملكية، حيث خدمت في فترة مهمة من التطور البحري وشهدت أحداثًا تاريخية هامة.
التقنيات والمعدات
تميزت غريهاوند في وقتها بتصميمها المتطور ومعداتها. كانت السفينة مجهزة بمجموعة متنوعة من التقنيات التي كانت متقدمة في ذلك الوقت. شملت هذه التقنيات:
- محركات بخارية ثلاثية التوسيع: كانت هذه المحركات فعالة نسبيًا في ذلك الوقت، مما سمح للسفينة بتحقيق سرعات عالية.
- الرادارات: في حين أن الرادار لم يكن موجودًا في ذلك الوقت، كان لدى غريهاوند معدات ملاحية متقدمة، بما في ذلك أجهزة قياس المسافة وأجهزة تحديد الاتجاه.
- التسليح: تم تجهيز غريهاوند بمجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك المدافع والطوربيدات، مما منحها القدرة على الاشتباك مع سفن العدو.
أهميتها التاريخية
إتش إم إس غريهاوند لها أهمية تاريخية كبيرة لعدة أسباب:
- التمثيل: كانت غريهاوند نموذجًا للمدمرات المبكرة، والتي لعبت دورًا حاسمًا في تطوير الحرب البحرية الحديثة.
- الخدمة: شهدت غريهاوند خدمة نشطة في عدد من المسارح، بما في ذلك المياه البريطانية والبحر الأبيض المتوسط والحرب العالمية الأولى.
- التأثير: ساهمت غريهاوند في الحفاظ على الأمن البحري للمملكة المتحدة وتعزيز وجود البحرية الملكية في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كانت إتش إم إس غريهاوند مدمرة مهمة في تاريخ البحرية الملكية. من خلال تصميمها المبتكر وأدائها المتميز، لعبت دورًا حاسمًا في تطوير الحرب البحرية الحديثة. شهدت الخدمة النشطة في عدد من المسارح، وشاركت في أحداث تاريخية هامة. على الرغم من أن مسيرتها المهنية قد انتهت، إلا أن إرثها لا يزال حيًا كشهادة على الشجاعة والابتكار في البحرية الملكية.