التكوين والتنظيم
تأسس الجيش الرابع عشر في الأصل في نوفمبر 1943. كان الهدف الأساسي منه هو تعزيز الدفاعات اليابانية في الفلبين، والتي أصبحت هدفًا محتملاً للغزو الأمريكي. تألف الجيش من مزيج من الوحدات اليابانية، بما في ذلك المشاة والمدفعية والدعم اللوجستي. مع تدهور الوضع العسكري لليابان في المحيط الهادئ، أُعيد تنظيم الجيش الرابع عشر ليصبح الجيش الرابع عشر الميداني في مارس 1944. أعطى هذا التغيير القيادة المزيد من الاستقلالية وسمح لها بالتنسيق بشكل أفضل مع القوات البحرية اليابانية المتمركزة في المنطقة.
تضمن هيكل الجيش الرابع عشر الميداني العديد من الفروع والوحدات، بما في ذلك:
- القيادة العامة: تحت قيادة الجنرال تومويوكي ياماشيتا.
- الفيلق: تضمن عدة فيالق من المشاة.
- الوحدات التابعة: وحدات دعم متنوعة، مثل المدفعية والهندسة والنقل.
- القوات الجوية: كانت القوات الجوية اليابانية تقدم الدعم الجوي للجيش.
العمليات في الفلبين
شهد الجيش الرابع عشر الميداني أعنف معاركه خلال حملة الفلبين. في أكتوبر 1944، بدأت القوات الأمريكية عملية غزو للفلبين، بهدف استعادة الأراضي التي احتلتها اليابان. واجه الجيش الرابع عشر الميداني، تحت قيادة ياماشيتا، هذه العملية. كانت خطة ياماشيتا الدفاعية تعتمد على تأخير تقدم القوات الأمريكية، مع التركيز على الدفاع عن المناطق الجبلية والوعرة، وإجبار الأمريكيين على خوض معارك مكلفة ومرهقة.
كانت المعارك في الفلبين شرسة وطويلة الأمد. شملت المعارك الرئيسية:
- معركة خليج ليتي: حدثت هذه المعركة البحرية الهائلة في أكتوبر 1944، وشهدت مشاركة أعداد كبيرة من السفن والطائرات، وانتهت بانتصار أمريكي حاسم.
- معركة لوزون: كانت هذه المعركة البرية هي الأكبر والأكثر دموية في حملة الفلبين، حيث استمرت لعدة أشهر وتضمنت قتالًا عنيفًا في المدن والجبال.
- معركة مانيلا: شهدت هذه المعركة تدميرًا واسع النطاق للعاصمة الفلبينية، حيث قاتل الجنود اليابانيون حتى الموت في الشوارع.
واجه الجيش الرابع عشر الميداني صعوبات كبيرة خلال هذه المعارك. كانت القوات اليابانية تعاني من نقص في الإمدادات والأسلحة، بالإضافة إلى تفوق القوات الأمريكية من حيث العدد والعتاد. علاوة على ذلك، أدى الحصار الأمريكي إلى عزل العديد من الوحدات اليابانية، مما جعل من الصعب عليها الحصول على الدعم والتعزيزات.
نهاية الحرب والاستسلام
مع تقدم القوات الأمريكية في الفلبين، أصبح موقف الجيش الرابع عشر الميداني يائسًا. بحل أغسطس 1945، كان الجيش قد فقد معظم قوته القتالية، وكان يعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء. بعد إعلان استسلام اليابان في 15 أغسطس 1945، أمر ياماشيتا قواته بالاستسلام. استسلم ياماشيتا رسميًا في 2 سبتمبر 1945. تمت محاكمة ياماشيتا بعد الحرب بتهمة ارتكاب جرائم حرب بسبب الفظائع التي ارتكبتها القوات اليابانية تحت قيادته، وحُكم عليه بالإعدام شنقًا في فبراير 1946.
تقييم الأداء
على الرغم من الخسارة النهائية، يُنظر إلى الجيش الرابع عشر الميداني على نطاق واسع على أنه قاتل بشجاعة وشراسة. أظهر الجنود اليابانيون في الفلبين قدرًا كبيرًا من التصميم والتفاني في الدفاع عن مواقعهم. أجبر الجيش الأمريكي على دفع ثمن باهظ مقابل كل تقدم، مما أدى إلى إطالة أمد الحرب وتقليل سرعة التقدم الأمريكي. ومع ذلك، كان على الجيش الرابع عشر الميداني أن يواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك النقص في الموارد والتفوق الأمريكي الساحق. كانت إستراتيجية ياماشيتا الدفاعية، على الرغم من فعاليتها في البداية، غير قادرة في النهاية على إيقاف تقدم القوات الأمريكية.
تأثير الحرب على الفلبين
كان لوجود الجيش الرابع عشر الميداني في الفلبين تأثير مدمر على البلاد. تسببت الحرب في خسائر فادحة في الأرواح، حيث قُتل مئات الآلاف من المدنيين والجنود. دُمرت المدن والقرى، وتأثرت البنية التحتية بشكل كبير. أدت الحرب أيضًا إلى تفاقم الفقر والجوع والمرض في جميع أنحاء البلاد. على الرغم من هذه المعاناة، لعبت حملة الفلبين دورًا حاسمًا في تحرير البلاد من الاحتلال الياباني ومهدت الطريق للاستقلال.
خاتمة
كان الجيش الرابع عشر الميداني قوة قتالية مهمة في جيش الإمبراطورية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. لعب دورًا محوريًا في الدفاع عن الفلبين ضد القوات الأمريكية، وخاض معارك شرسة وطويلة الأمد. على الرغم من خسارته في نهاية المطاف، أظهر الجيش الرابع عشر الميداني مقاومة كبيرة وترك بصمة دائمة على تاريخ الحرب العالمية الثانية. أدت العمليات العسكرية في الفلبين إلى خسائر فادحة وتدمير، لكنها مهدت الطريق لتحرير البلاد.