بناء وتصميم
بدأ بناء أندروسكوغين في عام 1943 في شركة هايتشينغ وشركاه في كينغستون، نيويورك. تم إطلاق السفينة في 21 أكتوبر 1944، ودخلت الخدمة في 15 مارس 1945. كانت أندروسكوغين واحدة من 39 قاطعة من فئة هاميلتون التي بناها خفر السواحل. تم تصميم هذه القواطع لتكون متعددة الاستخدامات، قادرة على القيام بمجموعة واسعة من المهام. كان طول أندروسكوغين 327 قدمًا (99.7 مترًا)، وعرضها 41 قدمًا (12.5 مترًا)، وغاطسها 15 قدمًا (4.6 مترًا). كان لديها إزاحة تبلغ حوالي 3250 طنًا. تم تجهيز السفينة بمحركين بخاريين يغذيان بمراجل تعمل بالزيت، مما يمنحها سرعة قصوى تبلغ 20 عقدة (37 كم/ساعة؛ 23 ميل في الساعة) ومدى يبلغ 14700 ميل بحري (27200 كم؛ 16900 ميل). كان طاقمها يتكون من حوالي 157 ضابطًا و بحارًا.
كان تسليح أندروسكوغين الأولي يتكون من مدفع واحد عيار 5 بوصات/38، وأربعة مدافع مضادة للطائرات عيار 3 بوصات/50، وعدة مدافع أورليكون عيار 20 ملم. كما كانت السفينة مجهزة بعمق الشحنات لعمليات مكافحة الغواصات. على مر السنين، خضعت أندروسكوغين للعديد من التعديلات والترقيات، بما في ذلك إضافة معدات استشعار إلكترونية محسّنة.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية وما بعدها
بعد دخولها الخدمة في عام 1945، انضمت أندروسكوغين إلى أسطول خفر السواحل الأمريكي في المحيط الأطلسي. خلال الفترة المتبقية من الحرب العالمية الثانية، رافقت السفينة قوافل عبر المحيط الأطلسي، وحمت السفن التجارية من هجمات الغواصات الألمانية. بعد انتهاء الحرب، استمرت أندروسكوغين في أداء مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك عمليات الإنقاذ البحرية، وإنفاذ القانون، والتدريب. شاركت في العديد من عمليات الإنقاذ البارزة، وأنقذت أرواحًا عديدة في عرض البحر.
في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، شاركت أندروسكوغين في دوريات في منطقة البحر الكاريبي، واشتركت في جهود مكافحة المخدرات وتهريب المهاجرين. كما قامت بدوريات في المياه الأطلسية الشمالية، وشاركت في مهام البحث والإنقاذ. خلال حرب فيتنام، تم تكليف أندروسكوغين بمرافقة السفن في المحيط الهادئ، وقدمت الدعم الناري لقوات المشاة البحرية الأمريكية على الأرض. قامت السفينة أيضًا بعمليات إنقاذ واسعة النطاق في منطقة القتال.
مهام البحث والإنقاذ
اشتهرت أندروسكوغين بمهاراتها في عمليات البحث والإنقاذ. كان تصميمها وقدرتها على التحمل يجعلها مناسبة بشكل خاص لعمليات الإنقاذ البعيدة عن الشاطئ. خلال مسيرتها المهنية، شاركت أندروسكوغين في العديد من عمليات الإنقاذ البارزة. في عام 1960، استجابت لنداء استغاثة من سفينة الشحن التجارية “إم إس ماريسا”، التي اشتعلت فيها النيران في المحيط الأطلسي. نجحت أندروسكوغين في إنقاذ جميع أفراد الطاقم الـ 30.
في عام 1979، شاركت أندروسكوغين في البحث عن ناقلة النفط “إم في كورنواليس”، التي غرقت قبالة ساحل كارولينا الشمالية. ساعدت أندروسكوغين في العثور على ناجين وانتشال حطام السفينة. في عام 1980، استجابت لنداء استغاثة من قارب صيد صغير انقلب قبالة سواحل ولاية مين. تمكنت أندروسكوغين من إنقاذ جميع أفراد الطاقم الأربعة.
كانت أندروسكوغين مجهزة بمجموعة متنوعة من المعدات لعمليات البحث والإنقاذ، بما في ذلك الزوارق السريعة، وغرف الضغط للغواصين، ومهبط للطائرات العمودية. سمحت هذه المعدات للسفينة بالاستجابة بسرعة وفعالية لحالات الطوارئ البحرية.
إنفاذ القانون
بالإضافة إلى مهام البحث والإنقاذ، قامت أندروسكوغين أيضًا بمهام إنفاذ القانون، بما في ذلك مكافحة المخدرات والتهريب. قامت السفينة بدوريات في المياه الدولية، واعتراض السفن المشتبه في تورطها في أنشطة غير قانونية. غالبًا ما تعاونت أندروسكوغين مع وكالات إنفاذ القانون الأخرى، مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة مكافحة المخدرات (DEA). ساهمت أندروسكوغين بشكل كبير في الجهود المبذولة لمكافحة تجارة المخدرات غير المشروعة.
شاركت أندروسكوغين في العديد من العمليات البارزة لمكافحة المخدرات. في عام 1985، اعترضت السفينة سفينة صيد تحمل كمية كبيرة من الكوكايين قبالة ساحل فلوريدا. اعتقلت أندروسكوغين طاقم السفينة وصادرت المخدرات. في عام 1989، شاركت أندروسكوغين في عملية واسعة النطاق لمكافحة المخدرات في منطقة البحر الكاريبي، واعتراضت العديد من السفن التي تنقل المخدرات. ساهمت هذه العمليات في الحد من تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة.
التقاعد والتراث
خرجت أندروسكوغين من الخدمة في خفر السواحل في عام 1992 بعد خدمة استمرت 47 عامًا. تم التبرع بالسفينة إلى دولة ناميبيا، حيث خدمت باسم “إم سي جي ناميبيا” حتى عام 2010. تم سحب السفينة من الخدمة في عام 2010 وتم إغراقها عمدًا في عام 2011 كجزء من شعاب اصطناعية قبالة سواحل ناميبيا.
كانت أندروسكوغين سفينة ذات خدمة بارزة، تركت إرثًا دائمًا. شاركت في العديد من عمليات الإنقاذ، وأنقذت أرواحًا لا تحصى. كما لعبت دورًا حاسمًا في إنفاذ القانون، والمساعدة في مكافحة تجارة المخدرات غير المشروعة. لا يزال تراث أندروسكوغين حيًا في ذاكرة أولئك الذين خدموا على متنها، وفي أرواح أولئك الذين ساعدتهم.
خاتمة
كانت يو إس سي جي سي أندروسكوغين (WHEC-68) قاطعة تحمل القدرة على التحمل عالية خدمت في خفر السواحل بالولايات المتحدة، وكانت سفينة متعددة الاستخدامات شاركت في مهام متنوعة عبر تاريخها. من مرافقة القوافل خلال الحرب العالمية الثانية إلى عمليات البحث والإنقاذ وإنفاذ القانون، تركت أندروسكوغين بصمة كبيرة. إن تفانيها في خدمة الأمة وشجاعتها في عرض البحر سيظلان جزءًا مهمًا من تاريخ خفر السواحل الأمريكي.