نشأته وبداياته
ولد ريتشارد فيرني في لندن، وهو الابن الأكبر لهنري فيرني، البارون الثامن عشر لويلوبي دي بروك، وزوجته أغنيس ماثيوز. تلقى تعليمه في إيتون كوليدج قبل أن يلتحق بكلية الثالوث في كامبريدج. ورث لقب البارون في عام 1877 عن والده، مما منحه مكانة مرموقة في المجتمع البريطاني. منذ شبابه، أظهر فيرني اهتمامًا كبيرًا بالسياسة، وانخرط في الأنشطة السياسية المحلية في سن مبكرة.
مسيرته السياسية
دخل فيرني إلى مجلس اللوردات في عام 1877 بعد وفاة والده. انضم إلى حزب المحافظين، وأصبح صوتًا مؤثرًا في القضايا التي تهم الأرستقراطية البريطانية والمجتمع الريفي. كان من أشد المؤيدين للحكم الذاتي الأيرلندي، وعارض بشدة محاولات منح أيرلندا استقلالية أكبر. كان فيرني أيضًا مدافعًا قويًا عن الزراعة البريطانية، وعمل على حماية مصالح المزارعين والملاك في مواجهة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها بريطانيا في ذلك الوقت.
خلال مسيرته السياسية، شغل فيرني عددًا من المناصب الهامة. كان نائبًا لرئيس مجلس مقاطعة وارويكشاير، وعمل في العديد من اللجان الحكومية. كان يتمتع بشخصية كاريزمية ومهارات خطابية ممتازة، مما جعله شخصية محبوبة في كل من مجلس اللوردات والمجتمع البريطاني بشكل عام. كان معروفًا بحبه للرياضة، خاصة الصيد وركوب الخيل، وكان يشارك بانتظام في الأنشطة الاجتماعية والثقافية في مقاطعته.
اهتماماته وشخصيته
بالإضافة إلى نشاطه السياسي، كان فيرني مهتمًا بالعديد من المجالات الأخرى. كان يعتبر خبيرًا في شؤون الخيول، وشارك في سباقات الخيل. كان أيضًا مهتمًا بالزراعة وإدارة الأراضي، وعمل على تحسين ممتلكاته الريفية. كان معروفًا بكرمه وأعماله الخيرية، وقدم الدعم للعديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية.
كان فيرني يمثل نموذجًا للنبيل البريطاني التقليدي، الذي يجمع بين الشعور بالواجب والمسؤولية تجاه مجتمعه، والاهتمام بالتقاليد والقيم الريفية. كان يتمتع بشخصية قوية ومستقلة، وكان معروفًا بشجاعته ووفائه. كان أيضًا يتمتع بروح الدعابة وحب الحياة، مما جعله شخصية محبوبة ومحترمة في جميع أنحاء البلاد.
إرثه
ترك ريتشارد فيرني إرثًا دائمًا في السياسة البريطانية والمجتمع الريفي. خدم في مجلس اللوردات لأكثر من 40 عامًا، وشارك في العديد من المناقشات الهامة حول القضايا الوطنية. كان صوته مسموعًا في قضايا الزراعة والتعليم والشؤون الاجتماعية. بعد وفاته، خلفه ابنه جون فيرني، الذي أصبح البارون العشرين لويلوبي دي بروك.
يعتبر فيرني شخصية مهمة في تاريخ بريطانيا، حيث جسد قيم النبالة والمسؤولية. لا يزال يتم تذكره كسياسي ذي نفوذ، ورجل رياضة، ورجل خير، ومدافع عن التقاليد البريطانية.
زواجه وأسرته
تزوج ريتشارد فيرني من جيرترود فيكتوريا إليانور، ابنة وليام بومونت، في عام 1895. أنجب الزوجان ثلاثة أبناء وبنت واحدة. كان زواجهما سعيدًا، وعاشت العائلة حياة اجتماعية نشطة في كل من لندن ومقاطعة وارويكشاير.
كان أبناؤه هم:
- جون هنري فيرني، البارون العشرون لويلوبي دي بروك
- روبرت فيرني
- هيو فيرني
- إيزابيل فيرني
وفاته
توفي ريتشارد فيرني في 16 ديسمبر 1923، عن عمر يناهز 54 عامًا. تركت وفاته فراغًا كبيرًا في المجتمع البريطاني. أقيمت له مراسم جنازة رسمية، حضرها العديد من الشخصيات البارزة. لا يزال إرثه حيًا، ويتم تذكره كشخصية مهمة في تاريخ بريطانيا.
خاتمة
كان ريتشارد فيرني، البارون التاسع عشر لويلوبي دي بروك، شخصية بارزة في الحياة السياسية والاجتماعية البريطانية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. من خلال مشاركته في مجلس اللوردات ودعمه للزراعة والتقاليد البريطانية، ترك بصمة واضحة في تاريخ بريطانيا. جسد فيرني قيم النبالة والمسؤولية، ويُذكر كشخصية محبوبة ومحترمة.