التصميم والبناء
بدأ تصميم هوش في عام 1880، وكان الهدف منه إنشاء سفينة قادرة على مواجهة التهديدات المتزايدة من القوى البحرية الأخرى، وخاصة بريطانيا العظمى. قام المهندس البحري الفرنسي تشارلز إرنست بونين بتصميم السفينة، وتميزت بتصميمها الجريء وغير التقليدي. تم وضع العارضة في حوض بناء السفن بريسليه في لوريان في 20 مايو 1880، وتم إطلاقها في 1886 واكتملت في 1890. كان طول السفينة 102.4 مترًا، وعرضها 20.2 مترًا، وغاطسها 8.1 مترًا. بلغ وزن إزاحتها 11,000 طن متري.
تم تجهيز هوش بمحركات بخارية تعمل بالفحم، والتي سمحت لها بالإبحار بسرعة قصوى تبلغ 16.5 عقدة. كان لديها مدى إبحار يبلغ 5,000 ميل بحري بسرعة 10 عقدة. كان تسليحها الرئيسي يتكون من مدفعين من عيار 340 ملم (13.4 بوصة) مثبتين في برج أمامي، ومدفعين من عيار 274 ملم (10.8 بوصات) مثبتين في برجين جانبيين. بالإضافة إلى ذلك، كانت تحمل مجموعة متنوعة من المدافع الأصغر حجمًا والمدافع الرشاشة للدفاع ضد الزوارق الطوربيدية. كان درعها يتكون من حزام دروع رئيسي بسمك 450 ملم (17.7 بوصة) في منتصف السفينة، مما يوفر حماية كبيرة للغرف الحيوية للسفينة.
التسليح والتدريع
كانت هوش مجهزة بتسليح قوي في ذلك الوقت. تم تركيب مدفعين رئيسيين من عيار 340 ملم في برج أمامي. كان هذا التسليح فعالاً للغاية في الاشتباكات البحرية. بالإضافة إلى ذلك، حملت السفينة مدفعين من عيار 274 ملم مثبتين في برجين على جانبي السفينة. تم توفير المزيد من الحماية من خلال الدروع الثقيلة. كان حزام الدروع الرئيسي بسمك 450 ملم، مما وفر حماية ممتازة لغرف المحرك والمخازن الحيوية.
فترة الخدمة
دخلت هوش الخدمة في عام 1890، وانضمت إلى الأسطول الفرنسي الرئيسي. بدأت الخدمة الفعلية للسفينة في بحر الشمال، وأدت مهام متعددة، بما في ذلك التدريب والمشاركة في المناورات البحرية. شاركت هوش في عدة مناورات واسعة النطاق، مما ساعد على تحسين الكفاءة القتالية للأسطول الفرنسي. في عام 1895، أبحرت هوش عبر المحيط الأطلسي كجزء من عرض للقوة، وقامت بزيارات إلى العديد من الموانئ في الأمريكتين.
خلال الحرب الصينية اليابانية الأولى (1894-1895)، قدمت فرنسا مساعدة دبلوماسية، وكانت هوش ضمن السفن التي تم نشرها في المياه الآسيوية كإشارة إلى الدعم الفرنسي. ومع ذلك، لم تشارك السفينة في أي قتال فعلي. شهدت السفينة بعض التعديلات والتحسينات خلال فترة خدمتها، للحفاظ على قدرتها التنافسية. على الرغم من التطورات التكنولوجية السريعة في مجال تصميم السفن، ظلت هوش قوة بحرية مهمة حتى بداية القرن العشرين.
في عام 1900، أُخرجت هوش من الخدمة النشطة وأصبحت سفينة تدريب. في عام 1908، أُغرقت السفينة كهدف في تمرين إطلاق نار، مما أنهى تاريخها الحافل. على الرغم من عدم مشاركتها في معارك كبرى، إلا أن هوش تركت بصمة مهمة في تاريخ البحرية الفرنسية، حيث ساهمت في تطوير تصميم السفن الحربية وقدراتها.
التأثير والأهمية
كان لهوش تأثير كبير على تطوير تصميم السفن الحربية. أثبت تصميمها الهجين، الذي يجمع بين الأبراج والبرج الدوار، إمكاناته في تحسين قوة النيران والحماية. على الرغم من أن هذا التصميم لم يتم تبنيه على نطاق واسع في السفن الحربية اللاحقة، إلا أنه أثر على تصميم السفن الفرنسية الأخرى، مما أدى إلى تصميم سفن أكثر تطوراً في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت هوش في تدريب الضباط والبحارة الفرنسيين، مما ساعد على الحفاظ على الكفاءة القتالية للأسطول الفرنسي.
يعتبر إرث هوش مهمًا في تاريخ البحرية الفرنسية. تمثل السفينة فترة مهمة في تطوير التصميم البحري، وتسليط الضوء على التحديات والابتكارات التي واجهتها البحرية الفرنسية في أواخر القرن التاسع عشر. على الرغم من أنها لم تشارك في معارك رئيسية، إلا أن مشاركتها في التدريب والمناورات البحرية ساهمت في الحفاظ على الاستعداد القتالي للأسطول الفرنسي، وجعلت منها رمزًا للقوة البحرية الفرنسية في تلك الحقبة. تُذكر هوش كواحدة من السفن المميزة في عصرها، وتُظهر الإصرار الفرنسي على مواكبة التطورات التكنولوجية في مجال بناء السفن.
الخصائص الفنية
- الإزاحة: 11,000 طن متري
- الطول: 102.4 متر
- العرض: 20.2 متر
- الغاطس: 8.1 متر
- المحركات: محركات بخارية تعمل بالفحم
- السرعة: 16.5 عقدة
- المدى: 5,000 ميل بحري (بسرعة 10 عقدة)
- التسليح الرئيسي: 2 × 340 ملم، 2 × 274 ملم
- التدريع: حزام دروع رئيسي بسمك 450 ملم
خاتمة
كانت هوش سفينة حربية مدرعة فرنسية مميزة، تم بناؤها في أواخر القرن التاسع عشر. تميزت بتصميمها الهجين الذي جمع بين الأبراج والبرج الدوار، مما منحها قوة نيران كبيرة في ذلك الوقت. لعبت دورًا مهمًا في تدريب الأسطول الفرنسي والمشاركة في المناورات البحرية. على الرغم من أنها لم تشارك في معارك كبرى، إلا أنها تركت بصمة مهمة في تاريخ البحرية الفرنسية. كانت هوش مثالًا على التطورات في تصميم السفن الحربية في تلك الفترة، وأسهمت في الحفاظ على القوة البحرية الفرنسية. تم إخراجها من الخدمة في بداية القرن العشرين، وأُغرقت كهدف في عام 1908، إلا أنها لا تزال تُذكر كواحدة من السفن البارزة في عصرها.