نشأته وتعليمه
ولد روبرت هنري كوبولد في آي، سوفولك، إنجلترا عام 1816. تلقى تعليمه في إنجلترا قبل أن يقرر تكريس حياته للعمل التبشيري. تأثر كوبولد بشدة بالإنجيليين في عصره، والذين شددوا على أهمية نشر الإنجيل في جميع أنحاء العالم. أدى هذا التأثير إلى التزامه بالعمل التبشيري في الخارج.
درس كوبولد في جامعة كامبريدج، حيث طور معرفته باللغات واللاهوت. بعد تخرجه، قرر الانضمام إلى جمعية الإرسالية الكنسية (CMS)، وهي منظمة تبشيرية بريطانية بارزة. أتاح له هذا القرار الفرصة لتحقيق حلمه في أن يصبح مبشرًا في الخارج. وقد مهدت دراسته في كامبريدج الطريق لرحلته التبشيرية في الصين.
الحياة المهنية والعمل التبشيري في الصين
وصل كوبولد إلى الصين في عام 1845. في ذلك الوقت، كانت الصين مغلقة إلى حد كبير أمام الغرباء. عمل كوبولد في البداية في قوانغتشو (كانتون)، حيث بدأ في تعلم اللغة الصينية والانخراط في العمل التبشيري. واجه صعوبات كبيرة في البداية، بما في ذلك مقاومة السكان المحليين وصعوبة تعلم اللغة. ومع ذلك، كان كوبولد مصممًا على تحقيق أهدافه.
انتقل كوبولد لاحقًا إلى مدن أخرى في الصين، بما في ذلك شنغهاي وهانكو. أسس كوبولد الكنائس والمدارس وعيادات الرعاية الصحية، وقدم الدعم الروحي والجسدي للمجتمع. بالإضافة إلى ذلك، شارك في ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الصينية، مما ساعد على تسهيل وصول السكان المحليين إلى النصوص المقدسة.
عمل كوبولد جنبًا إلى جنب مع ويليام راسل، وهو مبشر آخر عمل في الصين. كان راسل وكوبولد حلفاء مقربين، وعملا معًا لتحقيق أهدافهما التبشيرية. أسس الاثنان العديد من الكنائس والمدارس، وعملا على تحسين حياة الشعب الصيني.
واجه كوبولد العديد من التحديات خلال فترة عمله في الصين. تعرض للاضطهاد من قبل بعض السكان المحليين، الذين كانوا يعارضون وجود المبشرين الأجانب. كما واجه صعوبات في التكيف مع الثقافة الصينية المختلفة. ومع ذلك، تمسك كوبولد بإيمانه وعمله، ولم يتخل أبدًا عن التزامه بنشر الإنجيل.
مساهماته وإرثه
ترك روبرت هنري كوبولد إرثًا دائمًا في الصين. أسس العديد من الكنائس والمدارس، وعمل على تحسين حياة الشعب الصيني. ترجم الكتاب المقدس إلى اللغة الصينية، مما ساعد على تسهيل وصول السكان المحليين إلى النصوص المقدسة. كان كوبولد شخصية مؤثرة في تاريخ التبشير المسيحي في الصين، وساهم في إحداث تغيير كبير في المنطقة.
أثر عمل كوبولد بشكل كبير على التبشير المسيحي في الصين. ألهم العديد من المبشرين الآخرين، وساعد في تمهيد الطريق لنمو الكنيسة المسيحية في الصين. لا يزال إرثه حيًا في الكنائس والمدارس التي أسسها، وفي حياة الأشخاص الذين أثر فيهم.
بالإضافة إلى عمله التبشيري، كان كوبولد أيضًا كاتبًا غزير الإنتاج. كتب العديد من المقالات والتقارير حول عمله في الصين، وقدم مساهمات قيمة في الأدب التبشيري. ساعدت كتاباته في نشر الوعي حول التبشير في الصين، وألهمت الآخرين للانضمام إلى العمل التبشيري.
وفاته
توفي روبرت هنري كوبولد في هيرفورد، إنجلترا عام 1893. على الرغم من وفاته، إلا أن إرثه لا يزال حيًا في الصين. لا يزال إسهامه في العمل التبشيري يُذكر ويُحتفى به. كان كوبولد شخصية مؤثرة في تاريخ التبشير المسيحي، وترك إرثًا دائمًا في الصين.
خاتمة
كان روبرت هنري كوبولد شخصية بارزة في تاريخ التبشير المسيحي في الصين. عمل كوبولد بجد لنشر الإنجيل، وتأسيس الكنائس والمدارس، وتحسين حياة الشعب الصيني. ترك كوبولد إرثًا دائمًا في الصين، ولا يزال يُذكر ويُحتفى به حتى اليوم. كان كوبولد مثالًا يحتذى به في التفاني والالتزام، وألهم الكثيرين ليتبعوا خطاه. أثر عمله على حياة الكثيرين في الصين، وساهم في تغيير المجتمع بشكل كبير.