خلفية تاريخية
بدأت الحركة اليعقوبية بعد الإطاحة بجيمس الثاني في عام 1688 خلال الثورة المجيدة. أطيح بجيمس، وهو كاثوليكي، واستُبدل بابنته البروتستانتية ماري وزوجها ويليام أوف أورانج. اعتبر اليعاقبة أن هذا الإجراء غير شرعي، وأيدوا جيمس وورثته. كان اليعاقبة يمثلون مزيجًا من الأرستقراطيين ورجال الدين والمدنيين، وشملوا أيضًا أتباعًا في اسكتلندا وأيرلندا.
كان الزواج يلعب دورًا مركزيًا في سياسات اليعاقبة. كان الزواج الملكي وسيلة لتعزيز التحالفات السياسية، وتوفير الورثة لضمان استمرار المطالبة بالعرش. كان اختيار القرينة اليعقوبية أمرًا ذا أهمية كبيرة، حيث كان من المتوقع منها أن تقدم الدعم لزوجها، وتشجع على القضية اليعقوبية، وتنجب وريثًا.
أبرز القرينات اليعاقبة
- ماري من مودينا: تزوجت جيمس الثاني في عام 1673. كانت كاثوليكية متدينة ولعبت دورًا مهمًا في دعم زوجها والترويج للقضية اليعقوبية. أنجبت جيمس فرانسيس إدوارد ستيوارت، المعروف باسم “المدعي الصغير” (The Young Pretender)، والذي أصبح الوريث اليعقوبي للعرش.
- ماريا كليمنتينا سوبيسكي: تزوجت جيمس فرانسيس إدوارد ستيوارت (المدعي الصغير) في عام 1719. كانت من عائلة بولندية نبيلة، وجلبت معها دعمًا سياسيًا مهمًا للقضية اليعقوبية. أنجبت تشارلز إدوارد ستيوارت (بوني برنس تشارلي) وهنري بينيديكت ستيوارت، وكلاهما لعبا أدوارًا بارزة في الحركة اليعقوبية.
- لويزا من ستولبرغ-غيديرن: تزوجت تشارلز إدوارد ستيوارت (بوني برنس تشارلي) في عام 1772. كان الزواج تعيسًا، ولكن لويزا أصبحت شخصية مؤثرة في الدوائر اليعقوبية.
الأدوار السياسية للقرينات اليعاقبة
شاركت القرينات اليعقوبيات في مجموعة متنوعة من الأنشطة السياسية. فقد قمن:
- بإجراء المراسلات مع المؤيدين اليعاقبة في جميع أنحاء أوروبا وبريطانيا.
- بالمشاركة في المحادثات الدبلوماسية، والسعي للحصول على الدعم من القوى الأجنبية.
- بجمع الأموال وتقديم الدعم المالي للقضية اليعقوبية.
- بإلهام وتشجيع أنصارهن.
كانت القرينات غالبًا ما يكن بمثابة السفراء غير الرسميين لأزواجهن، ويمثلن مصالحهم في المحافل الدولية. كان حضورهن أمرًا حاسمًا في بناء التحالفات والحفاظ على معنويات اليعاقبة.
إنجاب الورثة
كان إنجاب الورثة أمرًا بالغ الأهمية للحركة اليعقوبية. كان وجود وريث ذكر يضمن استمرار المطالبة بالعرش، ويمنح اليعاقبة الأمل في استعادة السلطة. ساهمت القرينات اليعقوبيات في إنجاب الورثة الذين استمروا في المطالبة بالعرش، وقاموا بدور رئيسي في الحفاظ على القضية اليعقوبية على قيد الحياة لأجيال.
نهاية الحركة اليعقوبية
تدهورت الحركة اليعقوبية بشكل كبير في القرن الثامن عشر. انهارت الانتفاضات اليعقوبية، وفقد اليعاقبة دعم العديد من القوى الأجنبية. توفي تشارلز إدوارد ستيوارت (بوني برنس تشارلي) دون ترك ورثة شرعيين، وتوفي شقيقه هنري بينيديكت ستيوارت، آخر ورثة جيمس الثاني، في عام 1807. أدى ذلك إلى نهاية المطالبة اليعقوبية بالعرش البريطاني.
تراث القرينات اليعاقبة
تركت القرينات اليعقوبيات إرثًا دائمًا في التاريخ. فقد قدمن دعمًا حاسمًا لأزواجهن، وشاركن في مجموعة متنوعة من الأنشطة السياسية، وأنجبن الورثة الذين حافظوا على القضية اليعقوبية على قيد الحياة. يمثلن رمزًا للشجاعة والإخلاص والتفاني في قضية فقدت في النهاية.
خاتمة
لعبت القرينات اليعاقبة دورًا حيويًا في الحركة اليعقوبية. فقد كن زوجات مخلصات، وسياسيات ماهرات، وأمهات مسؤولات. ساعدن في تشكيل تاريخ بريطانيا العظمى، ويذكرهن التاريخ كشخصيات مهمة في الصراع على العرش.