تاريخ التأسيس والتطور
تأسست المكتبة الوطنية الأردنية في عام 1977، كجزء من جهود المملكة الأردنية الهاشمية لتعزيز البنية التحتية الثقافية والعلمية. منذ تأسيسها، مرت المكتبة بعدة مراحل من التطور، وشهدت توسعاً في مجموعاتها وخدماتها. بدأت المكتبة بمجموعة متواضعة من الكتب والمواد المطبوعة، وسعت تدريجياً لتشمل مجموعة واسعة من المصادر المعرفية، بما في ذلك المخطوطات النادرة، الدوريات، الخرائط، والوسائط المتعددة.
في السنوات الأولى، ركزت المكتبة على جمع وحفظ الإنتاج الفكري الأردني، وذلك بموجب قانون الإيداع القانوني الذي يفرض على الناشرين إيداع نسخ من مطبوعاتهم في المكتبة. مع مرور الوقت، توسعت مهام المكتبة لتشمل شراء الكتب والمواد الأخرى من مصادر مختلفة، سواء داخل الأردن أو خارجه. كما لعبت المكتبة دوراً مهماً في رقمنة التراث الأردني، بهدف الحفاظ عليه وإتاحته للجمهور بشكل أوسع.
أهداف المكتبة ووظائفها
تتمتع المكتبة الوطنية الأردنية بعدد من الأهداف والوظائف الرئيسية التي تحدد دورها في المجتمع. من بين هذه الأهداف:
- حفظ التراث الوطني: يعتبر الحفاظ على التراث الوطني الأردني، بكل أشكاله وأنواعه، من أهم أهداف المكتبة. يشمل ذلك جمع وحفظ الكتب، المخطوطات، الدوريات، وغيرها من المواد التي تعبر عن الثقافة والتاريخ الأردني.
- الإيداع القانوني: تعمل المكتبة كمكتبة إيداع قانوني، حيث تتلقى نسخاً من جميع المنشورات التي تصدر في الأردن. يضمن ذلك توثيق الإنتاج الفكري الأردني والحفاظ عليه للأجيال القادمة.
- خدمات المعلومات: توفر المكتبة خدمات معلوماتية وبحثية للجمهور، بما في ذلك الإعارة، الإحاطة الجارية، والإجابة على الاستفسارات.
- دعم البحث العلمي: تدعم المكتبة البحث العلمي من خلال توفير مصادر معلوماتية متنوعة، وتسهيل الوصول إلى الموارد للباحثين والطلاب.
- التعاون الدولي: تتعاون المكتبة مع المكتبات والمؤسسات الثقافية الأخرى على المستوى الدولي، وتبادل الخبرات والمعرفة.
مجموعات المكتبة ومواردها
تحتوي المكتبة الوطنية الأردنية على مجموعة متنوعة من المصادر المعرفية التي تلبي احتياجات القراء والباحثين على اختلاف اهتماماتهم. تشمل هذه المجموعات:
- الكتب: تضم المكتبة مجموعة كبيرة من الكتب في مختلف المجالات، بما في ذلك الأدب، العلوم، التاريخ، الفلسفة، وغيرها.
- الدوريات: تحتوي المكتبة على مجموعة واسعة من الدوريات والمجلات والصحف، التي تغطي مجموعة متنوعة من المواضيع.
- المخطوطات: تضم المكتبة مجموعة قيمة من المخطوطات النادرة والوثائق التاريخية، التي تعكس تاريخ وثقافة الأردن والمنطقة.
- الخرائط: تحتفظ المكتبة بمجموعة من الخرائط التاريخية والمعاصرة، التي تساعد في فهم التغيرات الجغرافية والتاريخية في الأردن.
- الوسائط المتعددة: بالإضافة إلى المواد المطبوعة، تضم المكتبة مجموعة من الوسائط المتعددة، مثل الأفلام، التسجيلات الصوتية، والأقراص المدمجة.
الخدمات المقدمة
تقدم المكتبة الوطنية الأردنية مجموعة متنوعة من الخدمات للجمهور، بهدف تسهيل الوصول إلى الموارد المعلوماتية ودعم البحث العلمي. من بين هذه الخدمات:
- الإعارة: تتيح المكتبة خدمة إعارة الكتب والمواد الأخرى للأفراد والمؤسسات.
- المرجعية: يقدم أمناء المكتبة خدمات مرجعية لمساعدة القراء والباحثين في العثور على المعلومات التي يحتاجونها.
- التصوير والنسخ: توفر المكتبة خدمات التصوير والنسخ للمواد الموجودة في مجموعاتها، مع الالتزام بقوانين حقوق النشر.
- خدمات الإنترنت: توفر المكتبة خدمة الإنترنت والوصول إلى قواعد البيانات الإلكترونية، التي تسهل عملية البحث والوصول إلى المعلومات.
- المعارض والفعاليات: تنظم المكتبة معارض وفعاليات ثقافية بشكل دوري، بهدف نشر الوعي بأهمية القراءة والثقافة.
التحديات والمستقبل
تواجه المكتبة الوطنية الأردنية، مثل غيرها من المكتبات، تحديات متعددة في العصر الحديث. من بين هذه التحديات:
- التحول الرقمي: يتطلب التحول الرقمي من المكتبة مواكبة التطورات التكنولوجية، ورقمنة مجموعاتها، وتوفير خدمات إلكترونية متطورة.
- تغير عادات القراءة: يشهد العالم تغيراً في عادات القراءة، حيث يفضل الكثيرون القراءة الإلكترونية. يتطلب ذلك من المكتبة التكيف مع هذه التغيرات، وتوفير مصادر معلوماتية في أشكال مختلفة.
- الموارد المالية: تحتاج المكتبة إلى موارد مالية كافية لتطوير مجموعاتها، وتوفير الخدمات، وتدريب الموظفين.
بالرغم من هذه التحديات، فإن المكتبة الوطنية الأردنية تعمل بجد لتحقيق رؤيتها في أن تكون منارة ثقافية وعلمية رائدة في الأردن. تشمل خطط المستقبل:
- توسيع المجموعات: تسعى المكتبة إلى توسيع مجموعاتها من خلال شراء الكتب والمواد الأخرى، والحصول على نسخ من المنشورات الأردنية.
- رقمنة المجموعات: تهدف المكتبة إلى رقمنة المزيد من مجموعاتها، لتسهيل الوصول إليها عبر الإنترنت.
- تطوير الخدمات الإلكترونية: تعمل المكتبة على تطوير خدماتها الإلكترونية، بما في ذلك توفير قواعد بيانات إلكترونية، وخدمات بحث عبر الإنترنت.
- التعاون مع المؤسسات الأخرى: تسعى المكتبة إلى تعزيز التعاون مع المكتبات والمؤسسات الثقافية الأخرى، لتبادل الخبرات والمعرفة.
خاتمة
تعتبر المكتبة الوطنية الأردنية مؤسسة حيوية تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على التراث الوطني الأردني، وتوفير خدمات معلوماتية وثقافية للجمهور. من خلال جهودها المتواصلة في جمع وحفظ المصادر المعرفية، وتقديم الخدمات المتنوعة، تواجه المكتبة التحديات وتستعد للمستقبل، بهدف تعزيز الوعي الثقافي ودعم البحث العلمي في الأردن.