يو إس إس باتريوت (1861)
كانت أول سفينة تحمل اسم “باتريوت” عبارة عن مركب شراعي خشبي تم شراؤها في عام 1861 من قبل البحرية الأمريكية خلال الحرب الأهلية. تم بناؤها في الأصل كسفينة صيد. كانت السفينة صغيرة نسبيًا، مما جعلها مناسبة للعمليات في المياه الضحلة وعلى طول السواحل. تم تكليفها بالخدمة في 18 أكتوبر 1861. بدأت “باتريوت” خدمتها في دعم حصار الاتحاد ضد الكونفدرالية.
تم نشر السفينة في البداية في خليج تشيسابيك، حيث شاركت في مهام الدوريات ومراقبة السفن المتجهة إلى موانئ الكونفدرالية. في وقت لاحق، أبحرت “باتريوت” إلى ساحل المحيط الأطلسي، حيث استمرت في أداء مهام مماثلة. لعبت دورًا حاسمًا في منع السفن التجارية الكونفدرالية من الوصول إلى الموانئ أو الخروج منها، مما أعاق قدرة الكونفدرالية على الحصول على الإمدادات وبيع منتجاتها.
شاركت “باتريوت” في العديد من العمليات المهمة، بما في ذلك الاستيلاء على العديد من السفن التجارية الكونفدرالية. كانت السفينة مسلحة بعدة مدافع، مما سمح لها بالاشتباك مع السفن الأخرى إذا لزم الأمر. بالإضافة إلى ذلك، حملت “باتريوت” طاقمًا من البحارة الذين كانوا مدربين جيدًا ومجهزين بالمهارات اللازمة لتشغيل السفينة والقتال فيها. خدمت السفينة البحرية الأمريكية حتى تم بيعها في عام 1865.
يو إس إس باتريوت (1918)
السفينة الثانية التي تحمل اسم “باتريوت” كانت عبارة عن طائرة شراعية، تم شراؤها من قبل البحرية الأمريكية في عام 1918، خلال المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الأولى. كانت هذه السفينة أكبر من سابقتها، مما سمح لها بتولي مجموعة متنوعة من المهام. عملت السفينة في البداية كمركبة تدريب. في عام 1919، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تم تحويل السفينة إلى كاسحة ألغام.
خلال فترة عملها ككاسحة ألغام، شاركت “باتريوت” في إزالة الألغام البحرية الخطرة التي خلفتها الحرب. كان هذا العمل ضروريًا لجعل الممرات المائية آمنة للملاحة المدنية والتجارية. تم تكليف السفينة في 18 مايو 1918. بالإضافة إلى ذلك، لعبت السفينة دورًا في عمليات الدعم اللوجستي والبحرية. أبحرت السفينة في جميع أنحاء المحيط الأطلسي، ونقلت الجنود والمعدات والإمدادات. كانت السفينة مسلحة بمدافع وبعض الأسلحة المضادة للطائرات، مما أتاح لها الدفاع عن نفسها.
في عام 1922، تم سحب “باتريوت” من الخدمة وتم بيعها في النهاية. على الرغم من فترة خدمتها القصيرة نسبيًا، تركت “باتريوت” بصمة مهمة في تاريخ البحرية الأمريكية، حيث قدمت خدمات قيمة خلال فترة صعبة من التاريخ العالمي.
يو إس إس باتريوت (1994)
السفينة الثالثة والأكثر حداثة التي تحمل اسم “باتريوت” هي سفينة مضادة للألغام من فئة أفنجر، تم تشغيلها في عام 1994. هذه السفينة هي الأكثر تقدمًا من بين السفن الثلاث، وهي مصممة خصيصًا لتحديد وتعطيل الألغام البحرية. تتميز السفينة بمجموعة واسعة من أجهزة الاستشعار والروبوتات تحت الماء التي تساعدها في تحديد الألغام وتعطيلها بشكل فعال. تم تصميم السفينة للعمل في أعماق مختلفة من المياه، بدءًا من المياه الضحلة إلى المياه العميقة.
خلال فترة خدمتها، شاركت “باتريوت” في العديد من العمليات والمناورات البحرية حول العالم. شاركت السفينة في حرب الخليج الثانية، حيث لعبت دورًا حاسمًا في تطهير الممرات المائية من الألغام. شاركت السفينة أيضًا في عمليات حفظ السلام والتدخل الإنساني في مناطق مختلفة من العالم. بالإضافة إلى ذلك، شاركت السفينة في العديد من التدريبات والمناورات مع الدول الحليفة. هذا ساعد في تحسين قدرات البحرية الأمريكية في الحرب المضادة للألغام.
تتميز “باتريوت” بتصميم فريد من نوعه. تم بناء بدن السفينة من الخشب غير المغناطيسي، مما يقلل من خطر تشغيل الألغام التي تستهدف السفن المغناطيسية. السفينة مزودة بأنظمة دفع متطورة تتيح لها الحفاظ على سرعة ثابتة وتحرك دقيق، وهو أمر ضروري لعمليات إزالة الألغام. تتمتع السفينة أيضًا بمجموعة من الأسلحة الدفاعية، بما في ذلك المدافع الرشاشة.
خاتمة
تمثل السفن الثلاث التي تحمل اسم “باتريوت” فصولاً مختلفة في تاريخ البحرية الأمريكية. من السفينة الشراعية الخشبية التي خدمت خلال الحرب الأهلية، إلى كاسحة الألغام التي شاركت في الحرب العالمية الأولى، وصولًا إلى سفينة الحرب المضادة للألغام الحديثة التي لا تزال في الخدمة اليوم، تبرز هذه السفن التزام الولايات المتحدة بالوطنية والدفاع عن مصالحها. كل سفينة تركت بصمة خاصة بها، مما يذكرنا بأهمية الاستعداد والابتكار في مجال الدفاع البحري.