تاريخ وتطور المدفع
تم تطوير المدفع 15 رطلاً BL في أواخر القرن التاسع عشر استجابةً للحاجة إلى مدفع ميدان أكثر فاعلية للجيش البريطاني. كان المدفع 12 رطلاً السابق غير كافٍ من حيث القوة والنطاق. بدأ التصميم في عام 1890، ودخل الخدمة الفعلية في عام 1895. تميز المدفع بتصميم متين وسهل الاستخدام نسبيًا، مما جعله سريع الانتشار في التشكيلات العسكرية.
اسم “7 cwt” يشير إلى وزن السبطانة، حيث أن “cwt” هو اختصار لـ “hundredweight” (مائة وزن)، وحدة قياس بريطانية قديمة. يمثل هذا الوزن جزءًا مهمًا من تحديد أداء المدفع، بما في ذلك الاستقرار والدقة. تميز المدفع 15 رطلاً أيضًا بنظام ارتداد محسن، مما قلل من الوقت اللازم لإعادة التحميل وزيادة معدل إطلاق النار.
التصميم والمواصفات
كان المدفع 15 رطلاً BL مدفعًا ميدانيًا متطورًا في وقته. كانت لديه سبطانة بطول 7 أقدام و 6 بوصات (حوالي 2.3 متر) مطلية بالصلب. تم تصميم السبطانة لإطلاق قذائف شديدة الانفجار وقذائف خارقة للدروع. كان وزن المدفع حوالي 1200 رطل (حوالي 544 كيلوغرامًا)، مما جعله قابلاً للتنقل نسبيًا بواسطة الخيول في ذلك الوقت.
- العيار: 3 بوصات (76 ملم).
- الوزن: حوالي 1200 رطل (544 كجم).
- الطول: حوالي 7 أقدام و 6 بوصات (2.3 متر).
- الطاقم: عادة 6-8 أفراد.
- المدى الفعال: حوالي 6400 ياردة (5850 متر).
كان للمدفع قاعدة صلبة تسمح له بالدوران بزاوية محدودة، مما يسهل توجيهه نحو الأهداف المختلفة. تم تصميم آلية الارتداد لامتصاص قوة الارتداد الناتجة عن إطلاق القذائف، مما يزيد من الدقة ويقلل من الضغط على المدفعية.
الاستخدام في حرب البوير الثانية
شهد المدفع 15 رطلاً BL استخدامه الأول في حرب البوير الثانية (1899-1902). أثبت المدفع قدرته على إطلاق النار بدقة على مسافات طويلة، مما أعطى القوات البريطانية ميزة كبيرة على القوات البويرية. لعب المدفع دورًا حاسمًا في العديد من المعارك الحاسمة، بما في ذلك معركة سبون كوب (Spion Kop) ومعركة ليديسميث (Ladysmith).
تميز المدفع بمتانته وقدرته على تحمل ظروف القتال القاسية في جنوب إفريقيا. على الرغم من أن القوات البويرية كانت ماهرة في حرب العصابات، إلا أن التفوق النيراني للمدفع 15 رطلاً سمح للقوات البريطانية بالتغلب على العديد من التحديات.
الخدمة في الحرب العالمية الأولى
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، تم تعديل المدفع 15 رطلاً BL ليناسب متطلبات الحرب الحديثة. على الرغم من أنه أصبح قديمًا نسبيًا مقارنة ببعض المدافع الأحدث، إلا أنه ظل مدفعًا موثوقًا به للجيش البريطاني. خدم المدفع في جبهات متعددة في أوروبا، بما في ذلك الجبهة الغربية.
خلال الحرب العالمية الأولى، تم استخدام المدفع 15 رطلاً في دعم المشاة، وتدمير التحصينات، وقمع بطاريات العدو. على الرغم من أن مداه كان أقل من بعض المدافع الثقيلة، إلا أنه كان فعالاً في توفير نيران الدعم المباشر للقوات على الأرض. واجه المدفع تحديات جديدة في هذه الحرب، بما في ذلك الحاجة إلى التعامل مع ظروف الخنادق المعقدة.
التأثير والتقييم
ترك المدفع 15 رطلاً BL بصمة كبيرة على تاريخ المدفعية. كان واحدًا من المدافع الأكثر استخدامًا في عصره، وأثبت أنه سلاح فعال في كل من حرب البوير والحرب العالمية الأولى. ساهم تصميمه في وضع الأساس للتطورات المستقبلية في تكنولوجيا المدفعية.
اعتبر المدفع 15 رطلاً سلاحًا موثوقًا به وسهل الصيانة، مما جعله مفضلًا لدى العديد من الجنود. على الرغم من أنه لم يكن مثاليًا في جميع الحالات، إلا أنه أثبت فعاليته في مجموعة متنوعة من المهام. كان لهذا المدفع تأثير كبير على طريقة القتال وتكتيكات الحرب في وقته.
تطورات لاحقة
على الرغم من نجاح المدفع 15 رطلاً، فقد تم استبداله تدريجيًا بمدافع أحدث وأكثر قوة مع تقدم الحرب العالمية الأولى. تم تطوير مدافع ذات عيار أكبر ومدى أطول، مما أدى إلى تحسين القدرة النارية للقوات البريطانية. ومع ذلك، ظل المدفع 15 رطلاً في الخدمة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث أدى دوره بنجاح.
الخاتمة
كان المدفع 15 رطلاً BL سلاحًا حاسمًا في تاريخ الجيش البريطاني. من خلال خدمته في حرب البوير الثانية والحرب العالمية الأولى، أثبت المدفع فعاليته ومتانته. تصميم المدفع، بالإضافة إلى سهولة استخدامه، جعله سلاحًا موثوقًا به للجنود البريطانيين. على الرغم من أنه قديم الآن، يمثل المدفع 15 رطلاً علامة فارقة في تاريخ المدفعية.