التكوين والتدريب
تأسست الفرقة 75 حرس البنادق في الأصل في مدينة خاركوف في أوكرانيا في عام 1942، وكانت تعرف في البداية باسم الفرقة 303 للبنادق. في سبتمبر 1943، وبعد أدائها المتميز في معركة كورسك، تمت ترقيتها إلى وحدة حرس وأعيد تسميتها بالفرقة 75 حرس البنادق. تلقى أفراد الفرقة تدريباً مكثفاً على القتال، وتم تجهيزهم بأسلحة ومعدات متطورة نسبياً، مما ساعدهم على التفوق في ساحة المعركة. كان الانضباط والروح المعنوية مرتفعين للغاية، وكان الجنود مدفوعين بإحساس قوي بالواجب الوطني والرغبة في هزيمة الغزو النازي.
المشاركة في معركة كورسك
كانت معركة كورسك، التي دارت في صيف عام 1943، نقطة تحول حاسمة في الحرب العالمية الثانية على الجبهة الشرقية. شاركت الفرقة 75 حرس البنادق في هذه المعركة الحاسمة، حيث أظهرت شجاعة استثنائية وتصميمًا في مواجهة الهجمات الألمانية الشديدة. تمركزت الفرقة في قطاع رئيسي من الجبهة، وتحملت وطأة هجمات الدبابات والمشاة الألمانية. لقد قاتلوا بشراسة، وحافظوا على مواقعهم على الرغم من الخسائر الفادحة. ساهمت أعمال الفرقة في إيقاف الهجوم الألماني، مما مهد الطريق للهجوم السوفيتي المضاد الذي أدى في النهاية إلى تحرير الأراضي السوفيتية المحتلة.
معركة دنيبر والتقدم نحو الغرب
بعد النجاح في معركة كورسك، شاركت الفرقة 75 حرس البنادق في الهجوم السوفيتي المضاد الذي أدى إلى تحرير أجزاء كبيرة من أوكرانيا وبيلاروسيا. خلال معركة دنيبر، عبرت الفرقة نهر دنيبر تحت نيران العدو الغزيرة. كان هذا الإنجاز بمثابة علامة فارقة، حيث مهد الطريق للتقدم السوفيتي نحو الغرب. أظهر جنود الفرقة مرة أخرى شجاعة كبيرة وتفانياً في واجبهم، وتحملوا خسائر فادحة خلال القتال العنيف. بعد ذلك، شاركت الفرقة في عملية باغراتيون، وهي عملية سوفيتية ضخمة أدت إلى تدمير مجموعة جيوش المركز الألمانية وتحرير بيلاروسيا.
الوصول إلى برلين والانتصار
مع تقدم الحرب، واصلت الفرقة 75 حرس البنادق تقدمها غرباً، وشاركت في العديد من المعارك الحاسمة في بولندا وألمانيا. لقد عانوا من ظروف صعبة، بما في ذلك البرد القارس ونقص الإمدادات، لكنهم حافظوا على معنوياتهم العالية. شاركت الفرقة في معركة برلين، وهي المعركة الأخيرة والحاسمة في الحرب العالمية الثانية في أوروبا. قاتلوا بشراسة في شوارع برلين، وتغلبوا على مقاومة ألمانية يائسة. ساهمت الفرقة بشكل كبير في سقوط برلين واستسلام ألمانيا النازية، مما أنهى الحرب في أوروبا.
التنظيم والقيادة
تألفت الفرقة 75 حرس البنادق من ثلاثة أفواج مشاة، وفوج مدفعية، ووحدات دعم مختلفة. تم تنظيم الفرقة على غرار وحدات المشاة السوفيتية الأخرى، وكانت تتألف عادة من حوالي 10000 رجل. كان يقود الفرقة ضباط أكفاء يتمتعون بخبرة قتالية كبيرة. من بين القادة البارزين للفرقة، كان اللواء فيكتور إفغينيفيتش غريبينيك، الذي قاد الفرقة خلال بعض من أصعب المعارك في الحرب. لعب قادة الفرقة دوراً حاسماً في الحفاظ على الانضباط والروح المعنوية، وفي قيادة القوات في المعارك.
الأوسمة والتقديرات
حصلت الفرقة 75 حرس البنادق على العديد من الأوسمة والتقديرات لشجاعتها وبراعتها القتالية خلال الحرب العالمية الثانية. حصلت الفرقة على وسام الراية الحمراء، ووسام سوفوروف من الدرجة الثانية، ووسام كوتوزوف من الدرجة الثانية. كما حصل العديد من أفراد الفرقة على أوسمة فردية، بما في ذلك لقب بطل الاتحاد السوفيتي، وهو أعلى وسام عسكري في الاتحاد السوفيتي. كان اعترافًا ببطولاتهم وتضحياتهم في ساحة المعركة.
التراث
تُذكر الفرقة 75 حرس البنادق كواحدة من أفضل الفرق القتالية في الجيش الأحمر خلال الحرب العالمية الثانية. لقد تركت إرثًا من الشجاعة والتفاني والاحتراف. أصبحت الفرقة رمزًا للبطولة السوفيتية، وساهمت في النصر على ألمانيا النازية. بعد الحرب، واصلت الفرقة خدمتها في الجيش السوفيتي، وحافظت على استعدادها القتالي العالي. اليوم، يتم تذكر إنجازات الفرقة 75 حرس البنادق في الاحتفالات التذكارية، وتعتبر جزءًا مهمًا من التاريخ العسكري الروسي.
خاتمة
كانت الفرقة 75 حرس البنادق وحدة مشاة نخبة في الجيش الأحمر، ولعبت دورًا حاسمًا في الحرب العالمية الثانية. اشتهرت بشجاعتها وتفانيها في ساحة المعركة، وشاركت في العديد من المعارك الحاسمة، بما في ذلك معركة كورسك ومعركة دنيبر ومعركة برلين. حصلت الفرقة على العديد من الأوسمة والتقديرات لإنجازاتها، وأصبحت رمزًا للبطولة السوفيتية. إرث الفرقة 75 حرس البنادق مستمر في إلهام الأجيال القادمة.