النشأة وبداية المسيرة الإجرامية
ولد توماس جيولي في حي بروكلين بمدينة نيويورك. انخرط جيولي في الجريمة المنظمة في سن مبكرة، وبدأ في العمل مع عائلة كولومبو في أوائل السبعينيات. اكتسب جيولي سمعة سيئة بسبب عنفه، وهو الأمر الذي ساعده على الصعود في صفوف العائلة الإجرامية. سرعان ما أصبح معروفاً باسم “تومي شوتس” بسبب استخدامه للعنف والأسلحة النارية.
بدأ جيولي حياته الإجرامية في عمليات الابتزاز، والرهان غير القانوني، والقروض الربوية. مع مرور الوقت، توسعت أنشطته لتشمل القتل، والاتجار بالمخدرات، وغيرها من الجرائم الخطيرة. كان جيولي يعتبر شخصية رئيسية في الجناح المتشدد لعائلة كولومبو، المعروفة بعنفها وشراستها.
الصعود في عائلة كولومبو
بفضل مكانته كقاتل لا يرحم وتفانيه في العائلة، صعد جيولي بسرعة في صفوف عائلة كولومبو. بحلول التسعينيات، كان قد وصل إلى منصب “كابو” (Capo)، وهو منصب قيادي يشرف على مجموعة من المجندين والأنشطة الإجرامية. في هذا الدور، قام جيولي بالإشراف على مجموعة واسعة من العمليات الإجرامية، بما في ذلك الابتزاز، والقتل المتعمد، والأنشطة المتعلقة بالمخدرات.
لعب جيولي دورًا رئيسيًا في حرب العصابات الداخلية التي مزقت عائلة كولومبو في التسعينيات. أدت هذه الحرب، التي نشأت بسبب الصراع على السلطة، إلى العديد من عمليات القتل والعنف داخل العائلة. خلال هذا الوقت، أظهر جيولي ولاءً لا يتزعزع لرئيس العائلة، وحافظ على دوره كشخصية قيادية رئيسية. يُعتقد أنه شارك في التخطيط وتنفيذ العديد من عمليات القتل، مما عزز سمعته كعضو خطير وقوي في عائلة كولومبو.
الدور في جرائم القتل
ارتبط اسم توماس جيولي بعدد من عمليات القتل البارزة على مر السنين. أحد أشهر القضايا التي تورط فيها هي جريمة قتل صديقه المقرب وعضو عائلة كولومبو، ويليام “بيل” كوتز (William “Billy” Cutolo) في عام 1999. كان كوتز في وقت من الأوقات مرشحًا لخلافة فيكتور أويريو، رئيس عائلة كولومبو، ولكن بسبب خلافات على السلطة، أمر أويريو بقتله. اتُهم جيولي بالتخطيط لعملية القتل وتنفيذها، وقد أدين في النهاية في هذه القضية.
بالإضافة إلى قضية كوتز، اتُهم جيولي أيضًا بالتورط في جرائم قتل أخرى، بما في ذلك جرائم قتل مرتبطة بحرب العصابات الداخلية داخل عائلة كولومبو. كان يُنظر إلى جيولي على أنه قائد لفرقة القتل التابعة للعائلة، والتي كانت مسؤولة عن العديد من عمليات القتل الانتقامية والعنيفة. وقد أدت هذه الأفعال إلى زيادة سمعته كشخصية خطيرة ومخيفة داخل عالم الجريمة المنظمة.
المحاكمة والإدانة
بعد سنوات من العمل كعضو في الجريمة المنظمة، تم القبض على توماس جيولي ومحاكمته بتهم مختلفة تتعلق بأنشطته الإجرامية. كانت إحدى القضايا الرئيسية التي وجهت ضده هي جريمة قتل ويليام كوتز. خلال المحاكمة، قدم شهود من أعضاء سابقين في عائلة كولومبو، وشهود آخرون، أدلة على تورط جيولي في جريمة القتل وغيرها من الجرائم.
في عام 2005، أدين جيولي بتهمة قتل ويليام كوتز. بناءً على الأدلة المقدمة خلال المحاكمة، حكم عليه بالسجن مدى الحياة. كما أدين في تهم أخرى تتعلق بالابتزاز والجرائم الأخرى. اعتبرت إدانة جيولي ضربة قوية لعائلة كولومبو، وأظهرت عزم سلطات إنفاذ القانون على قمع الجريمة المنظمة.
بعد إدانته، استمر جيولي في السجن، حيث يقضي عقوبته. على الرغم من سجنه، لا يزال يعتبر شخصية بارزة في عالم الجريمة المنظمة، ولا يزال اسمه مرتبطًا بالعديد من الأنشطة الإجرامية التي وقعت خلال فترة عمله كعضو في عائلة كولومبو.
الوضع الحالي
حاليًا، يقضي توماس جيولي عقوبته في السجن الفيدرالي. على الرغم من سجنه، يستمر في الحفاظ على مكانته في عالم الجريمة المنظمة. تعتبر قضيته مثالًا على كيفية عمل نظام العدالة الجنائية لمحاربة الجريمة المنظمة. إن إدانة جيولي وإدانة العديد من أعضاء عائلة كولومبو الآخرين، أثرت بشكل كبير على قدرة العائلة على العمل بحرية. ومع ذلك، فإن الجريمة المنظمة لا تزال تشكل تحديًا مستمرًا لسلطات إنفاذ القانون.
تعتبر قصة توماس جيولي بمثابة تحذير من عواقب الانخراط في الجريمة المنظمة. حياته، التي تميزت بالعنف والخداع، انتهت بالسجن. تعتبر مسيرته الإجرامية بمثابة تذكير بالعنف والفساد اللذين يصاحبان الجريمة المنظمة. على الرغم من سجنه، يبقى جيولي شخصية بارزة في عالم الجريمة، مما يعكس التأثير الدائم الذي يمكن أن تحدثه الجريمة المنظمة على المجتمع.
خاتمة
توماس جيولي هو شخصية بارزة في عالم الجريمة المنظمة، اشتهر بدور قيادي في عائلة كولومبو الإجرامية. بدأت مسيرته الإجرامية في بروكلين، وسرعان ما صعد في صفوف العائلة، ليصبح كابو معروفًا بعنفه. تورط جيولي في جرائم قتل متعددة، بما في ذلك جريمة قتل صديقه المقرب ويليام كوتز. أدين في عام 2005 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. قضية جيولي هي مثال على العواقب الوخيمة للجريمة المنظمة، وتأثيرها على الأفراد والمجتمع.