نشأته وبداياته
ولد جبرائيل كساب في الموصل، العراق. نشأ في عائلة ملتزمة دينياً، مما دفعه إلى الانخراط في الحياة الكنسية في سن مبكرة. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في الموصل، ثم التحق بالعديد من المؤسسات الدينية لتعزيز دراسته في اللاهوت والفلسفة. أظهر منذ صغره شغفاً بالعلوم الدينية والرغبة في خدمة الكنيسة والمؤمنين.
بعد الانتهاء من دراساته، بدأ حياته المهنية في الكنيسة ككاهن، حيث خدم في عدد من الرعايا في العراق. اكتسب خبرة كبيرة في التعامل مع شؤون المؤمنين وإدارة الطقوس الدينية. تركيزه كان دائماً على تقديم الدعم الروحي للمجتمع وتلبية احتياجاتهم.
مسيرته الكهنوتية
تمت رسامة جبرائيل كساب كاهناً في عام 1962. بدأ خدمته الكهنوتية في العراق، حيث عمل في مختلف الرعايا والمؤسسات الدينية. خلال فترة وجوده في العراق، ساهم في تطوير الخدمات الكنسية وتوسيع نطاقها، وشارك في العديد من المبادرات التعليمية والثقافية التي تهدف إلى تعزيز الوعي الديني والثقافي بين أبناء الكنيسة الكلدانية.
في عام 1982، انتقل إلى الولايات المتحدة لمواصلة مسيرته الكهنوتية، حيث بدأ في خدمة الجالية الكلدانية في ديترويت. كان لوجوده في ديترويت تأثير كبير على الجالية الكلدانية المتزايدة، حيث ساهم في بناء الكنائس والمؤسسات الدينية، وتوفير الدعم الروحي والاجتماعي لأفراد الجالية. أثبت قدرته على القيادة والإدارة، مما أهله ليصبح شخصية محورية في حياة الكلدان في أمريكا.
أسقفيته في أبرشية القديس توما الرسول
في عام 2002، عُيّن جبرائيل كساب أسقفاً على أبرشية القديس توما الرسول في ديترويت، وهي أبرشية تابعة للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. منذ توليه هذا المنصب، عمل على توسيع نطاق خدمات الأبرشية وتعزيز دورها في خدمة الجالية الكلدانية. قاد العديد من المشاريع الهادفة إلى بناء الكنائس والمدارس والمراكز الاجتماعية، وتوفير الدعم التعليمي والصحي والاجتماعي لأفراد الجالية.
ركز الأسقف كساب على الحفاظ على التراث والثقافة الكلدانية وتعزيزها. قام بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والدينية التي تهدف إلى تعريف الأجيال الشابة بالتاريخ والتقاليد الكلدانية. كما عمل على تعزيز الحوار بين الأديان، والتعاون مع مختلف الكنائس والمؤسسات الدينية لتعزيز السلام والوئام في المجتمع.
من أبرز إنجازاته في أبرشية القديس توما الرسول هو بناء كاتدرائية القديس توما في ديترويت، والتي أصبحت مركزاً روحياً وثقافياً للجالية الكلدانية. كما أسس العديد من المؤسسات التعليمية والخيرية، التي تهدف إلى دعم أفراد الجالية وتقديم الخدمات الأساسية لهم. يعتبر الأسقف كساب شخصية محورية في حياة الكلدان في الولايات المتحدة، ويحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل جميع أفراد الجالية.
مساهماته في الحوار بين الأديان والسلام
يشتهر الأسقف جبرائيل كساب بمساهماته البارزة في الحوار بين الأديان وتعزيز السلام. شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية التي تهدف إلى تعزيز التفاهم والتعاون بين الأديان المختلفة. ألقى العديد من الخطب والمحاضرات التي تدعو إلى السلام والتسامح والتعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع.
عمل على بناء جسور التواصل بين الكنائس الكلدانية والكنائس الأخرى في الولايات المتحدة والعالم. ساهم في تنظيم العديد من الفعاليات المشتركة التي تهدف إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الأديان. يعتبر الأسقف كساب مثالاً يحتذى به في مجال الحوار بين الأديان، ويسعى دائماً إلى تعزيز السلام والوئام في المجتمعات التي يخدم فيها.
أحد أبرز جهوده في هذا المجال هو دعمه للمبادرات التي تهدف إلى مساعدة اللاجئين والنازحين، بمن فيهم الكلدان الذين أجبروا على ترك ديارهم بسبب الصراعات والاضطهاد. قدم الدعم المالي واللوجستي والروحي للاجئين، وعمل على توفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية لهم.
الجوائز والتكريمات
تقديراً لخدماته المتميزة ومساهماته في خدمة الكنيسة والمجتمع، حصل الأسقف جبرائيل كساب على العديد من الجوائز والتكريمات. تم تكريمه من قبل العديد من المؤسسات الدينية والمدنية، تقديراً لجهوده في تعزيز السلام والتسامح والعدالة. يعتبر هذا التكريم بمثابة اعتراف بإسهاماته القيمة في بناء مجتمع أفضل.
تشمل الجوائز والتكريمات التي حصل عليها الأسقف كساب العديد من الشهادات الفخرية والدروع التذكارية، بالإضافة إلى العديد من الجوائز الإنسانية التي تمنح للأفراد الذين قدموا خدمات جليلة للمجتمع. هذه الجوائز تعكس التقدير العميق الذي يحظى به الأسقف كساب من قبل أفراد الجالية والمجتمع ككل.
حياته الشخصية
بالإضافة إلى مسيرته المهنية المتميزة، يتمتع الأسقف جبرائيل كساب بحياة شخصية متوازنة. يحرص على الحفاظ على صحته البدنية والعقلية، ويمارس الرياضة بانتظام. يهتم بعلاقاته الاجتماعية ويسعى دائماً إلى بناء صداقات قوية مع الآخرين.
يخصص وقتاً للقراءة والاستمتاع بالفنون والثقافة. يعتبر الكتابة والقراءة من الهوايات المفضلة لديه، ويحرص على مواكبة التطورات في مختلف المجالات. يلتزم بالقيم الدينية والأخلاقية، ويعتبرها أساساً في حياته وعمله.
خاتمة
يعتبر جبرائيل كساب شخصية بارزة في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وقد ترك بصمة واضحة في خدمة الكنيسة والمجتمع. من خلال مسيرته الكهنوتية الحافلة، أسهم في تعزيز التراث والثقافة الكلدانية، وتعزيز الحوار بين الأديان، وبناء السلام والوئام في المجتمعات التي يخدم فيها. إن إسهاماته المتواصلة وجهوده الدؤوبة في خدمة الآخرين تجعله مثالاً يحتذى به للقادة الدينيين والمجتمعيين على حد سواء.