الاستحواذ والخدمة المبكرة
تم الاستحواذ على يو إس إس غلانس في عام 1862. قبل دخولها الخدمة في البحرية، كانت السفينة مدنية. بعد الحصول عليها، تم تحويلها وتجهيزها لتلبية متطلبات الخدمة العسكرية. تم تجهيزها بالمعدات اللازمة للقيام بمهامها كقاطرة، بما في ذلك المعدات اللازمة لقطر السفن الأخرى ونقل الإمدادات.
بدأت يو إس إس غلانس خدمتها في فرجينيا، حيث تم تكليفها بمجموعة متنوعة من المهام. كان دورها الأساسي هو العمل كقاطرة، حيث ساعدت في تحريك السفن الأخرى في المياه المزدحمة. كان هذا مهمًا بشكل خاص في الأنهار والموانئ، حيث كان من الصعب على السفن الكبيرة المناورة بمفردها. بالإضافة إلى ذلك، شاركت يو إس إس غلانس في نقل الإمدادات والأفراد.
الخدمة في نهر جيمس
شهدت يو إس إس غلانس خدمة نشطة في نهر جيمس، وهو موقع استراتيجي خلال الحرب الأهلية. كان النهر بمثابة طريق إمداد رئيسي للقوات الاتحادية، وكانت غلانس جزءًا لا يتجزأ من الحفاظ على هذا الطريق مفتوحًا. عملت كقاطرة، وسحبت السفن التي تحمل الإمدادات الحيوية، مثل الذخيرة والغذاء واللوازم الطبية. ساعدت أيضًا في نقل القوات الاتحادية بين المواقع المختلفة على طول النهر.
كانت المياه في نهر جيمس غالبًا ما تكون متنازع عليها، مع قيام القوات الكونفدرالية بمحاولات لتعطيل حركة المرور الاتحادية. تعرضت يو إس إس غلانس، مثل العديد من السفن الأخرى، لخطر الهجمات من مدافع الساحل والقوارب الحربية الكونفدرالية. على الرغم من هذه المخاطر، استمرت غلانس في أداء واجباتها، مما يثبت تفاني طاقمها وشجاعتهم.
أعمال السحب والإنقاذ
بالإضافة إلى دورها الأساسي كقاطرة، شاركت يو إس إس غلانس أيضًا في جهود الإنقاذ. عندما كانت السفن الأخرى تتعرض للخطر، كانت غلانس غالبًا ما تستجيب للمساعدة. كانت لديها المعدات والمهارات اللازمة لسحب السفن المتعطلة أو التي جنحت إلى الشاطئ. ساعدت هذه الجهود في إنقاذ الأرواح والحفاظ على المعدات العسكرية القيمة.
تتطلب عمليات الإنقاذ في زمن الحرب قدرًا كبيرًا من المهارة والشجاعة. غالبًا ما كانت السفن تحتاج إلى سحبها تحت نيران العدو، مما يعرض طاقم غلانس للخطر. ومع ذلك، أظهر الطاقم تفانيًا في واجبهم، وعملوا بلا كلل لإنقاذ السفن والمساعدة في المجهود الحربي.
الحياة على متن يو إس إس غلانس
كانت الحياة على متن يو إس إس غلانس صعبة، حيث كان أفراد الطاقم يعيشون ويعملون في ظروف ضيقة وغير مريحة. كان الطقس في فرجينيا، خاصة خلال أشهر الصيف، يمكن أن يكون حارًا ورطبًا بشكل لا يطاق. كان على أفراد الطاقم أيضًا أن يتحملوا الملل والرتابة في الخدمة البحرية. ومع ذلك، شكل الطاقم وحدة متماسكة، وعملوا معًا لتحقيق أهدافهم.
كانت السفينة تعتمد على الفحم لتشغيل محركها البخاري، مما يتطلب من أفراد الطاقم العمل بجد لضمان إمدادات كافية من الوقود. كان هذا يتضمن تحميل وتخزين الفحم، وهي مهمة متعبة وملوثة. بالإضافة إلى ذلك، كان على أفراد الطاقم التعامل مع صيانة السفينة وإصلاحها، وهو عمل مستمر لضمان أن تكون السفينة صالحة للإبحار.
نهاية الخدمة
خدمت يو إس إس غلانس خلال السنوات الأخيرة من الحرب الأهلية الأمريكية. بعد انتهاء الحرب، لم تعد هناك حاجة إليها للخدمة العسكرية، وتم بيعها في النهاية إلى القطاع الخاص. على الرغم من قصر خدمتها، تركت يو إس إس غلانس بصمة كبيرة في الحرب الأهلية، حيث ساهمت في جهود الحرب الاتحادية.
يمثل عمل غلانس كقاطرة في فرجينيا مساهمة مهمة في جهود الحرب الاتحادية. لقد أظهرت السفينة التفاني والقدرة على التكيف والبراعة في مواجهة التحديات. إن إرث يو إس إس غلانس هو شهادة على الدور الحاسم الذي لعبته السفن الصغيرة مثلها في تحديد نتيجة الحرب الأهلية.
خاتمة
يو إس إس غلانس كانت باخرة بخارية عملت كقاطرة خلال الحرب الأهلية الأمريكية. قدمت السفينة خدمات أساسية للقوات الاتحادية، خاصة في نهر جيمس، حيث ساعدت في نقل الإمدادات والقوات، وشاركت في عمليات الإنقاذ. على الرغم من ظروف الخدمة الصعبة والمخاطر، قام طاقم يو إس إس غلانس بواجبهم بشجاعة وتفان، مما ساهم في الانتصار النهائي للاتحاد. يمثل تاريخ يو إس إس غلانس مثالاً على الدور الهام الذي لعبته السفن الصغيرة في دعم العمليات العسكرية خلال الحرب الأهلية.