خلفية وتولي المنصب
ولد تشيستر آلان آرثر في ولاية فيرمونت عام 1829. عمل كمحامٍ ناجح قبل دخوله السياسة. كان من أنصار حزب الجمهوريين، وارتقى في صفوف الحزب، حيث شغل منصب مراقب في مرفأ نيويورك، وهو منصب ذو نفوذ سياسي كبير. ترشح آرثر لمنصب نائب الرئيس مع جيمس أ. غارفيلد في عام 1880، وفازا في الانتخابات.
في 2 يوليو 1881، أصيب الرئيس غارفيلد برصاصة على يد تشارلز جيتو، وهو محامي غير راضٍ كان يأمل في الحصول على منصب في الإدارة. توفي غارفيلد بعد ذلك بأسابيع، في 19 سبتمبر 1881. أدى هذا الحدث المأساوي إلى تولي آرثر منصب الرئيس. كان هذا الانتقال بمثابة صدمة للأمة، حيث كان آرثر يُنظر إليه في البداية على أنه مجرد أداة في يد السياسيين الفاسدين.
إصلاح الخدمة المدنية
ربما كان الإنجاز الأكثر أهمية في عهد آرثر هو دعمه لإصلاح الخدمة المدنية. قبل رئاسته، كان نظام الخدمة المدنية في الولايات المتحدة يعتمد في الغالب على نظام الغنائم، حيث كانت الوظائف الحكومية تُمنح لأنصار الحزب بدلاً من الكفاءة. أدى هذا النظام إلى الفساد والافتقار إلى الخبرة في الحكومة.
أدرك آرثر الحاجة إلى الإصلاح، على الرغم من ارتباطه السياسي بـ “آلة” السياسة. في عام 1883، وقع على قانون بيندلتون للإصلاح المدني. أنشأ هذا القانون لجنة الخدمة المدنية التي كانت مسؤولة عن إجراء اختبارات تنافسية لمنصب الخدمة المدنية وتوظيف الموظفين الحكوميين على أساس الجدارة بدلاً من الانتماء السياسي. كان قانون بيندلتون بمثابة ضربة قاصمة لنظام الغنائم، ومهد الطريق لخدمة مدنية أكثر كفاءة ونزاهة.
مسائل أخرى في فترة الرئاسة
بالإضافة إلى إصلاح الخدمة المدنية، تعامل آرثر مع عدد من القضايا الهامة الأخرى خلال فترة رئاسته. وشملت هذه القضايا:
- التعريفات الجمركية: كان آرثر مؤيدًا لخفض التعريفات الجمركية، وهو ما كان موضوعًا مثيرًا للجدل في ذلك الوقت. اعتقد أن التعريفات الجمركية المرتفعة تضر بالمستهلكين وتعيق التجارة.
- البحرية الأمريكية: أدرك آرثر الحاجة إلى تحديث البحرية الأمريكية. أشرف على بناء عدد من السفن الحربية الحديثة، مما ساعد على تعزيز القدرات البحرية للولايات المتحدة.
- الهجرة: تعامل آرثر مع قضية الهجرة المتزايدة. وقع على قانون حظر دخول الصينيين إلى الولايات المتحدة، وهو أول قانون فيدرالي كبير يقيد الهجرة على أساس الجنسية.
على الرغم من هذه الإنجازات، واجه آرثر أيضًا بعض التحديات خلال فترة رئاسته. عانى من مشاكل صحية، وقرر عدم الترشح لإعادة الانتخابات في عام 1884. بالإضافة إلى ذلك، لم يحظ آرثر بدعم قوي من حزبه، حيث رأى الكثيرون أنه غير جدير بالثقة بسبب ارتباطه بالسياسة القديمة. ومع ذلك، فقد ترك إرثًا دائمًا، ولا سيما من خلال إصلاحاته في الخدمة المدنية.
العلاقات مع الأمريكيين الأصليين
خلال فترة رئاسة آرثر، استمرت سياسات الحكومة الأمريكية تجاه الأمريكيين الأصليين في إحداث تأثيرات كبيرة على هذه المجتمعات. في حين لم يقم آرثر بتغييرات جذرية في السياسات السائدة، فقد كان هناك بعض التغييرات الطفيفة والتوجهات الجديدة. كان يُنظر إلى هذه الفترة على أنها استمرار لعملية الضغط على الأمريكيين الأصليين والتعدي على أراضيهم.
ركزت الإدارة على محاولة دمج الأمريكيين الأصليين في المجتمع الأمريكي. شمل ذلك محاولات لتعليم الأطفال الأمريكيين الأصليين في المدارس الداخلية، والتي غالبًا ما كانت تهدف إلى محو ثقافاتهم وتقاليدهم. في حين أن بعض هذه المدارس قدمت تعليمًا، إلا أنها غالبًا ما كانت مرتبطة بسوء المعاملة والانفصال عن العائلات.
أحد التحديات الرئيسية التي واجهتها إدارة آرثر كان التعامل مع الصراع المستمر على الأراضي بين المستوطنين الأمريكيين والأمريكيين الأصليين. استمرت الحكومة في التفاوض على المعاهدات التي استهدفت الاستيلاء على المزيد من الأراضي من القبائل الأمريكية الأصلية، وغالبًا ما كانت هذه المعاهدات مجحفة وغير عادلة.
الاقتصاد والازدهار
شهدت فترة رئاسة آرثر بعض التغيرات الاقتصادية الهامة. كان الاقتصاد الأمريكي في تلك الفترة يمر بمرحلة نمو وتوسع، مدفوعًا بالصناعة والابتكار التكنولوجي. شهدت المدن نموًا سكانيًا كبيرًا، حيث انتقل الناس من المناطق الريفية إلى المدن بحثًا عن فرص العمل.
ركزت إدارة آرثر على عدد من القضايا الاقتصادية الهامة. كان آرثر مؤيدًا لسياسات اقتصادية محافظة، بما في ذلك خفض الإنفاق الحكومي والتعريفات الجمركية المنخفضة. اعتقد أن هذه السياسات ستعزز النمو الاقتصادي وتحسين الرفاهية الاقتصادية للأمريكيين.
على الرغم من الازدهار الاقتصادي، كانت هناك أيضًا تحديات اقتصادية كبيرة خلال فترة رئاسة آرثر. شهدت الصناعات عمالة كثيفة، غالبًا ما كانت ظروف العمل سيئة والأجور منخفضة. كما كان هناك قلق متزايد بشأن قوة الاحتكارات والشركات الكبيرة. على الرغم من ذلك، ترك آرثر بصمته على الاقتصاد الأمريكي، من خلال بعض السياسات التي أثرت على مسار التنمية الاقتصادية.
الوفاة والإرث
بعد تركه منصبه، عانى آرثر من مشاكل صحية وتوفي في عام 1886. على الرغم من فترة ولايته القصيرة، ترك آرثر إرثًا دائمًا. غالبًا ما يُذكر بأنه الرئيس الذي فاجأ الأمة من خلال إظهار النزاهة والاستقلالية. كان دعمه لإصلاح الخدمة المدنية إنجازًا مهمًا، ساعد على تغيير الطريقة التي تعمل بها الحكومة الأمريكية. ترك آرثر أيضًا بصمته على عدد من القضايا الأخرى، بما في ذلك التعريفات الجمركية والبحرية والهجرة.
خاتمة
كانت رئاسة تشيستر أ. آرثر فترة تحول في التاريخ الأمريكي. على الرغم من خلفيته السياسية المثيرة للجدل، أثبت آرثر أنه قائد قادر ومسؤول. من خلال دعمه لإصلاح الخدمة المدنية، ساهم في تغيير دائم في طريقة عمل الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، تعامل آرثر مع عدد من القضايا الهامة الأخرى، مما ترك بصمته على عدد من جوانب المجتمع الأمريكي. على الرغم من فترة ولايته القصيرة، ترك آرثر إرثًا دائمًا لا يزال يؤثر على الولايات المتحدة حتى اليوم.