الحياة المبكرة والتعليم
ولد جورج باودلر بوكتون في لندن. تلقى تعليمه في كلية إيتون، ثم التحق بجامعة أكسفورد. لم يكمل بوكتون دراسته للحصول على درجة علمية رسمية. ومع ذلك، طور اهتمامًا عميقًا بالكيمياء وعلم الحشرات في سن مبكرة.
مسيرته المهنية في الكيمياء
بدأ بوكتون مسيرته المهنية ككيميائي. كان يعمل في البداية في مجال الكيمياء التحليلية. قدم مساهمات كبيرة في تحليل المواد الكيميائية المختلفة وتحديد تركيبها. اهتم بشكل خاص بتحليل الأسمدة وتأثيرها على المحاصيل الزراعية. نشر العديد من الأوراق العلمية حول هذا الموضوع، مما جعله اسمًا بارزًا في مجال الكيمياء الزراعية في عصره.
بالإضافة إلى عمله في الكيمياء التحليلية، كان بوكتون مهتمًا أيضًا بالكيمياء العضوية. أجرى أبحاثًا حول تركيب وخصائص المركبات العضوية المختلفة. وقد ساهمت أبحاثه في فهم أعمق لهذه المركبات واستخداماتها المحتملة. على الرغم من أنه لم يكن يعمل في بيئة أكاديمية تقليدية، فقد تم الاعتراف بمساهماته في مجال الكيمياء من قبل زملائه في المهنة.
التحول إلى علم الحشرات
مع تقدمه في السن، تحول اهتمام بوكتون تدريجيًا إلى علم الحشرات. كان مفتونًا بالحياة المتنوعة للحشرات وسلوكها. بدأ في جمع الحشرات ودراستها في وقت فراغه. سرعان ما أصبح خبيرًا في مجال علم الحشرات، وخاصة الحشرات القشرية (Hemiptera) والمن (Aphids).
أجرى بوكتون أبحاثًا مكثفة حول الحشرات القشرية والمن، وجمع عينات من جميع أنحاء العالم. وصف العديد من الأنواع الجديدة من الحشرات، وقدم مساهمات كبيرة في فهم التصنيف والتنوع البيولوجي لهذه الحشرات. نشر العديد من الأوراق العلمية والمقالات حول علم الحشرات. أصبحت كتاباته مرجعًا قياسيًا لعلماء الحشرات في عصره.
إسهاماته في علم الحشرات
كان لبوكتون إسهامات كبيرة في علم الحشرات، خاصة في دراسة الحشرات القشرية والمن. قام بوصف العديد من الأنواع الجديدة من الحشرات، مما أضاف إلى معرفتنا بالتنوع البيولوجي للحشرات. بالإضافة إلى ذلك، درس بوكتون سلوك الحشرات وتفاعلاتها مع بيئتها. قدم رؤى قيمة حول دور الحشرات في النظم البيئية.
من أبرز أعمال بوكتون كتاب “الحشرات القشرية البريطانية” (British Aphides)، الذي نُشر في أربعة مجلدات بين عامي 1893 و 1901. يعتبر هذا الكتاب عملًا مرجعيًا رئيسيًا في مجال علم الحشرات، ويحتوي على وصف تفصيلي للحشرات القشرية الموجودة في بريطانيا، بالإضافة إلى رسومات توضيحية دقيقة.
كان بوكتون عضوًا نشطًا في العديد من الجمعيات العلمية، بما في ذلك الجمعية الملكية بلندن والجمعية الملكية لعلم الحشرات في لندن. قدم محاضرات ومقالات في المؤتمرات العلمية، وشارك في تبادل المعرفة مع زملائه العلماء.
أعماله ومنشوراته الرئيسية
- الأوراق العلمية في الكيمياء: نشر بوكتون عددًا من الأوراق العلمية في مجلات الكيمياء المتخصصة.
- “الحشرات القشرية البريطانية” (British Aphides): عمل مرجعي رئيسي في علم الحشرات، يتكون من أربعة مجلدات.
- مقالات في مجلات علمية: نشر العديد من المقالات في مجلات علم الحشرات المختلفة.
الحياة الشخصية
تزوج بوكتون من إليزابيث آن أوليفر في عام 1848. كان لديهما ثلاثة أطفال. كان بوكتون معروفًا بشخصيته الهادئة والمتواضعة. كان يستمتع بالبستنة والمشي في الريف. كان أيضًا جامعًا شغوفًا للتحف الفنية والكتب.
الوفاة
توفي جورج باودلر بوكتون في 25 سبتمبر 1905 في منزله في هازلمير، سوري. ترك وراءه إرثًا دائمًا كمساهم في كل من الكيمياء وعلم الحشرات. يعتبر عمله في دراسة الحشرات القشرية والمن ذا قيمة كبيرة حتى اليوم، ويستمر الباحثون في الرجوع إلى كتاباته وأبحاثه.
خاتمة
كان جورج باودلر بوكتون عالمًا استثنائيًا قدم مساهمات كبيرة في مجالي الكيمياء وعلم الحشرات. من خلال أبحاثه في الكيمياء، ساهم في فهمنا للمواد الكيميائية المختلفة. أما من خلال عمله في علم الحشرات، فقد أضاف معرفة قيمة بالتصنيف والتنوع البيولوجي للحشرات، وخاصة الحشرات القشرية والمن. يعتبر كتابه “الحشرات القشرية البريطانية” عملًا مرجعيًا هامًا، ولا يزال يدرسه الباحثون حتى اليوم. يمثل بوكتون مثالًا للعالم الذي جمع بين المعرفة الدقيقة والشغف بالمجالات العلمية المختلفة.