تاريخ الوسام
يعود تاريخ وسام القديس ميخائيل بالجناح إلى القرن الثاني عشر، وتحديداً عام 1171، عندما أسسه الملك أفونسو الأول ملك البرتغال. كان الوسام في البداية أخوية عسكرية ودينية، وكان يهدف إلى الدفاع عن الإيمان الكاثوليكي وحماية مملكة البرتغال. كان الوسام يضم فرساناً مقاتلين، وكان له دور كبير في الحروب الصليبية وفي معارك الاستعادة ضد المسلمين في شبه الجزيرة الإيبيرية. اتخذ الوسام في البداية اسم “وسام القديس ميخائيل”، نسبة إلى الملاك ميخائيل، الذي يُعتبر شفيعاً للفرسان والحماة.
خلال القرون التالية، تطور الوسام وتغيرت أهدافه، لكنه حافظ على طابعه الديني والعسكري. شهد الوسام فترات ازدهار وضمور، وتأثر بالأحداث السياسية والاجتماعية التي مرت بها البرتغال. في عام 1834، ونتيجة للإصلاحات الليبرالية، تم حل العديد من الأوامر الدينية والعسكرية في البرتغال. ومع ذلك، تم إحياء وسام القديس ميخائيل بالجناح في عام 1848 على يد الملكة ماريا الثانية، وتمت إعادة تنظيمه ليصبح وساماً ملكياً. ومنذ ذلك الحين، أصبح الوسام يمنح للمساهمات المتميزة في مجالات مختلفة، بما في ذلك الخدمة العسكرية والمدنية والفنون والعلوم.
تصميم الوسام ورمزيته
يتكون وسام القديس ميخائيل بالجناح من عدة عناصر، لكل منها رمزية خاصة. النجمة الرئيسية للوسام هي نجمة ذهبية ذات ثمانية رؤوس، تحمل في المنتصف صورة للقديس ميخائيل وهو يقتل التنين. يرمز القديس ميخائيل إلى النصر على الشر وحماية المؤمنين. يحيط بصورة القديس ميخائيل إكليل من أوراق الغار، يرمز إلى المجد والشرف. يحمل الوسام أيضاً شريطاً أزرق، وهو اللون التقليدي للأوامر العسكرية والدينية، مع خطوط بيضاء على الحواف.
الوسام يشتمل على عدة درجات، لكل منها تصميم خاص. الدرجة الأعلى هي درجة “الفارس الأكبر”، وتتميز بصليب كبير يرتديه الفارس على صدره، بالإضافة إلى نجمة كبيرة على الصدر. هناك أيضاً درجات أخرى مثل “الضابط” و”الفارس”، ولكل منها تصميم مختلف. يمثل تصميم الوسام مزيجاً من الرموز الدينية والعسكرية، مما يعكس تاريخه الطويل كأخوية عسكرية ودينية.
شروط الحصول على الوسام
تختلف شروط الحصول على وسام القديس ميخائيل بالجناح حسب الدرجة. بشكل عام، يمنح الوسام للأفراد الذين قدموا مساهمات متميزة في مجالات مختلفة، مثل الخدمة العسكرية والمدنية والفنون والعلوم. يتم ترشيح المرشحين من قبل لجنة خاصة، ويتم الموافقة على الترشيحات من قبل رئيس البرتغال. يتطلب الحصول على الدرجات الأعلى من الوسام إظهار إنجازات كبيرة وخدمة طويلة الأمد.
عادةً ما يمنح الوسام للمواطنين البرتغاليين، ولكن يمكن أيضاً منحه للأجانب الذين قدموا خدمات استثنائية للبرتغال. يمثل الحصول على الوسام اعترافاً رسمياً بالإنجازات والخدمات المقدمة، وهو شرف كبير للمستحقين.
أهمية الوسام ودوره الحالي
يعد وسام القديس ميخائيل بالجناح من أرفع الأوسمة في البرتغال، ويحظى بتقدير كبير. على الرغم من أن الوسام لم يعد يتمتع بالسلطة السياسية التي كان يتمتع بها في الماضي، إلا أنه لا يزال يلعب دوراً مهماً في تعزيز قيم الشرف والخدمة. يمثل الوسام رمزاً للتميز والقيادة، ويستخدم لتكريم الأفراد الذين ساهموا في تقدم المجتمع البرتغالي.
يساهم الوسام في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للبرتغال. من خلال الاحتفالات والمراسم التي تقام عند منح الوسام، يتم الاحتفاء بالتاريخ العريق للوسام وإحياء ذكراه. كما يساهم الوسام في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى، حيث يتم منحه أحياناً لشخصيات أجنبية بارزة.
المراتب
يضم الوسام عدة مراتب، بما في ذلك:
- الفارس الأكبر (Grã-Cruz)
- الضابط (Comendador)
- الفارس (Cavaleiro)
لكل مرتبة شروطها الخاصة للحصول عليها، وتعكس مستوى التقدير والتميز الذي يتمتع به الحاصلون عليها.
خاتمة
يُعد وسام القديس ميخائيل بالجناح رمزًا تاريخيًا مهمًا للبرتغال، يمثل مزيجًا من التقاليد الدينية والعسكرية. تأسس في الأصل كأخوية عسكرية، ثم أعيد تنظيمه كأمر ملكي، ولا يزال يكرم الأفراد الذين قدموا مساهمات كبيرة للمجتمع. يجسد الوسام قيم الشرف والخدمة والتميز، ويساهم في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للبرتغال.