التصميم والبناء
تم تصميم ديروينت من قبل شركة هاوثورن ليزلي وشركاه في هيببورن، على نهر تاين. تم وضع العارضة في 27 مارس 1902، وتم إطلاقها في 13 مايو 1903، وأُنجزت في يوليو 1903. كان طولها الإجمالي 220 قدمًا (67 مترًا)، وعرضها 21 قدمًا و 6 بوصات (6.55 مترًا)، وغاطسها 7 أقدام و 6 بوصات (2.29 مترًا). أزاحت 580 طنًا طويلًا (590 طنًا) في الحمولة القياسية و650 طنًا طويلًا (660 طنًا) عند الحمولة القصوى.
تم تجهيز السفينة بمحركات بخارية ثلاثية التمدد تدفع عمودين للمروحة، مما يولد 5,750 حصانًا مكبحًا (4,290 كيلو واط) وسمح لها بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 25.5 عقدة (47.2 كم/ساعة؛ 29.3 ميل في الساعة). كان لديها مدى إبحار يبلغ 1,500 ميل بحري (2,800 كم؛ 1,700 ميل) بسرعة 15 عقدة (28 كم/ساعة؛ 17 ميل في الساعة).
كان تسليح ديروينت يتألف من مدفعين من عيار 12 رطلاً (76 ملم)، وأربعة مدافع من عيار 6 رطلاً (57 ملم)، واثنين من أنابيب الطوربيد مقاس 21 بوصة (533 ملم). كان طاقمها يتألف عادة من 69 ضابطًا وبحارًا.
الخدمة المبكرة
بعد الانتهاء منها، انضمت ديروينت إلى أسطول الأتلانتيك. في عام 1905، شاركت في عمليات تدريبية في البحر الأبيض المتوسط. في عام 1907، تم نقلها إلى الأسطول المحلي. خلال هذه الفترة، شاركت في العديد من التدريبات والتمارين.
الحرب العالمية الأولى
عند اندلاع الحرب العالمية الأولى في أغسطس 1914، كانت ديروينت جزءًا من سرب المدمرات السادس، المتمركز في لويستوفت. شاركت في العديد من الدوريات في بحر الشمال. في 28 أغسطس 1914، شاركت في معركة هيلجولاند بايت، حيث ساعدت في إنقاذ طاقم المدمرة أريثوسا بعد أن أصيبت بأضرار بالغة. كما شاركت في عدد من عمليات القصف على الساحل البلجيكي.
في عام 1915، تم نقل ديروينت إلى البحر الأبيض المتوسط. شاركت في حملة الدردنيل، حيث قدمت الدعم المدفعي للقوات البرية وقامت بدوريات مضادة للغواصات. في عام 1916، شاركت في عمليات قبالة الساحل الفلسطيني، وقدمت الدعم للقوات البريطانية في حملتها ضد الإمبراطورية العثمانية.
في عام 1917، عادت ديروينت إلى المياه البريطانية. تم استخدامها في مهام مرافقة القوافل في المحيط الأطلسي. في هذه المهمة، رافقت السفن التجارية عبر المحيط الأطلسي، وحمتها من هجمات الغواصات الألمانية.
في عام 1918، شاركت ديروينت في غارات على موانئ الغواصات الألمانية في ألمانيا. في نهاية الحرب، كانت لا تزال في الخدمة.
الخدمة اللاحقة والمصير
بعد انتهاء الحرب، تم بيع ديروينت للخردة في 1 نوفمبر 1920. تم تفكيكها في العام التالي.
كانت ديروينت سفينة خدمة، وشاركت في عدد من العمليات الهامة خلال الحرب العالمية الأولى. على الرغم من أنها لم تشارك في أي معارك كبرى، إلا أنها قامت بدور مهم في حماية الشحن البريطاني وفي دعم العمليات البرية. كان طاقمها مؤلفًا من الرجال الشجعان الذين خدموا بامتياز.
أهمية HMS Derwent
كانت HMS Derwent ممثلة لسفن المدمرات من فئة نهر، والتي كانت حجر الزاوية في البحرية الملكية خلال أوائل القرن العشرين. كانت هذه السفن حيوية في توفير الحماية للأسطول، ومرافقة السفن التجارية، وتنفيذ مهام متنوعة في كل من زمن السلم والحرب. ساهمت ديروينت، على وجه الخصوص، بشكل كبير خلال الحرب العالمية الأولى، حيث شاركت في مهام متنوعة في مسارح مختلفة، بما في ذلك بحر الشمال والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. إن خدمتها تعكس تفاني وتضحيات أفراد طاقمها، وتراثها يمثل جزءًا هامًا من تاريخ البحرية البريطانية.
بالإضافة إلى ذلك، تمثل قصة ديروينت تطور تصميم المدمرات والتكتيكات البحرية في تلك الفترة. مع تطور التكنولوجيا، تحسن أداء المدمرات، وأصبحت أكثر قدرة على الوفاء بمتطلبات الحرب الحديثة. إن دراسة تاريخ ديروينت توفر رؤية قيمة في التحديات والفرص التي واجهتها البحرية الملكية خلال فترة انتقالية حرجة في تاريخها.
الخصائص التقنية الإضافية
لتوفير فهم أكثر تفصيلاً، يمكننا إضافة بعض التفاصيل التقنية الإضافية. كانت ديروينت مجهزة بمحركات بخارية ثلاثية التمدد تعمل بالفحم. كان هذا النوع من المحركات شائعًا في المدمرات في تلك الفترة، ولكنه كان أقل كفاءة من محركات التوربينات البخارية التي أصبحت شائعة لاحقًا. يتطلب تشغيل محركات البخار الثلاثية التمدد كمية كبيرة من الفحم، مما يحد من نطاق السفينة. كان تسليح السفينة مناسبًا لمهامها الأساسية، ولكنه كان محدودًا مقارنة بالتطورات اللاحقة في تسليح السفن. كان المدفعان عيار 12 رطلاً فعالين ضد السفن السطحية، بينما كانت مدافع عيار 6 أرطال مناسبة لهجمات الدفاع عن النفس. ساهمت أنابيب الطوربيد في قدرة السفينة على الهجوم، على الرغم من أنها كانت في كثير من الأحيان سلاحًا دفاعيًا، نظرًا لأنها كانت تستخدم بشكل أساسي لصد هجمات العدو.
أخيرًا، يمكننا أن نذكر دور التكنولوجيا في تحديد تصميم السفينة. لم تكن أجهزة الرادار متاحة بعد في وقت بناء ديروينت. اعتمدت السفينة على المراقبة البصرية واللاسلكي (الراديو) للكشف عن السفن الأخرى والتواصل معها. وقد شكل هذا القيود على قدرتها على العمل في الليل أو في الظروف الجوية السيئة. في المقابل، شهدت التطورات التكنولوجية السريعة في فترة ما بين الحربين تطوير أجهزة الرادار والسونار، مما أحدث ثورة في الحرب البحرية.
خاتمة
كانت إتش إم إس ديروينت مدمرة مهمة خدمت في البحرية الملكية خلال فترة حاسمة في التاريخ. شاركت في عمليات متنوعة خلال الحرب العالمية الأولى، وقدمت مساهمة قيمة في المجهود الحربي. على الرغم من أن مصيرها كان التفكيك، إلا أن إرثها يظل جزءًا من تاريخ البحرية البريطانية.