التصميم والبناء
تم تصميم المدمرة إتش إم إس هافلوك كجزء من فئة H، والتي كانت سلسلة من المدمرات التي بنيت للبحرية الملكية خلال فترة ما بين الحربين العالميتين. تميزت هذه المدمرات بتصميم قياسي، مع مدخنتين ومدافع رئيسية. كان من المفترض أن يتم بناء جوتاهي، كما كانت معروفة في الأصل، في حوض بناء السفن في جون براون في كلايدبانك، اسكتلندا. ومع ذلك، تم الاستيلاء عليها من قبل البحرية الملكية قبل الانتهاء منها، وأعيد تسميتها إتش إم إس هافلوك.
كانت مواصفات هافلوك نموذجية لمدمرات الفئة H. كان طولها الإجمالي يبلغ حوالي 329 قدمًا (100 متر)، وعرضها 33 قدمًا (10 أمتار)، وغاطسها 12 قدمًا و 3 بوصات (3.73 مترًا). تم تجهيزها بأربع مدافع 4.7 بوصة (120 ملم) في تركيبات أحادية، ومدفعين مضادين للطائرات بقطر 40 ملم، وثمانية أنابيب طوربيد مقاس 21 بوصة (533 ملم). كان لديها طاقم مكون من حوالي 137 ضابطًا وبحارًا.
كانت محركات هافلوك تتكون من توربينات بخارية تعمل بالزيت، مما يمنحها سرعة قصوى تبلغ حوالي 36 عقدة (67 كم / ساعة). كان لديها مدى إبحار يبلغ حوالي 5500 ميل بحري (10200 كم) بسرعة 15 عقدة (28 كم / ساعة).
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
دخلت إتش إم إس هافلوك الخدمة في البحرية الملكية في عام 1939، بعد وقت قصير من بداية الحرب العالمية الثانية. أمضت الأشهر الأولى في القيام بدوريات في المياه البريطانية، وحراسة القوافل، ومرافقة السفن الحربية الأخرى. في عام 1940، شاركت في حملة النرويج، حيث أبحرت لدعم العمليات المتحالفة.
في عام 1941، تم نقل هافلوك إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث أصبحت جزءًا من قوة المهام التي تعمل في تلك المنطقة. شاركت في العديد من العمليات، بما في ذلك معركة ماتابان في مارس 1941، حيث ساعدت في إغراق عدة سفن حربية إيطالية. كما شاركت في حصار طبرق، حيث وفرت الدعم المدفعي للقوات البرية المتحالفة.
خلال تواجدها في البحر الأبيض المتوسط، تعرضت هافلوك لهجمات جوية وغواصات متكررة. في إحدى المناسبات، أصيبت بأضرار بالغة من غارة جوية، واضطرت إلى العودة إلى بريطانيا لإجراء إصلاحات. ومع ذلك، عادت إلى الخدمة في أقرب وقت ممكن، واستمرت في المشاركة في العمليات في البحر الأبيض المتوسط.
في عام 1942، شاركت هافلوك في معركة ميدواي، وهي عملية كبيرة ضد القوات الإيطالية. لعبت دورًا حاسمًا في مرافقة السفن الحربية المتحالفة، وتقديم الدعم المدفعي، والمساعدة في إنقاذ الناجين من السفن الغارقة. في وقت لاحق من نفس العام، شاركت في إنزال نورماندي، حيث ساعدت في إخلاء القوات المتحالفة من الشاطئ.
بعد إنزال نورماندي، شاركت هافلوك في عدد من العمليات الأخرى في القناة الإنجليزية وبحر الشمال. في عام 1945، بعد انتهاء الحرب في أوروبا، تم إخراج هافلوك من الخدمة. تم بيعها إلى شركة خاصة في عام 1946 وتم تفكيكها في وقت لاحق.
العمليات الرئيسية
شاركت إتش إم إس هافلوك في عدد من العمليات الرئيسية خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك:
- حملة النرويج (1940): أبحرت هافلوك لدعم العمليات المتحالفة في النرويج.
- معركة ماتابان (1941): ساعدت هافلوك في إغراق السفن الحربية الإيطالية.
- حصار طبرق (1941): وفرت الدعم المدفعي للقوات البرية المتحالفة.
- معركة ميدواي (1942): لعبت دورًا حاسمًا في مرافقة السفن الحربية المتحالفة وتقديم الدعم.
- إنزال نورماندي (1944): ساعدت في إخلاء القوات المتحالفة من الشاطئ.
التعديلات والتطورات
على مدار خدمتها، خضعت إتش إم إس هافلوك لعدد من التعديلات والتطورات لتحسين قدراتها القتالية وقدرتها على البقاء. وشملت هذه:
- إضافة مدافع مضادة للطائرات إضافية: لتعزيز قدرتها على الدفاع عن النفس ضد الهجمات الجوية.
- تركيب رادار: لتحسين قدرتها على اكتشاف السفن والطائرات المعادية.
- تعديلات على معدات السونار: لتحسين قدرتها على اكتشاف الغواصات.
أهمية إتش إم إس هافلوك
كانت إتش إم إس هافلوك سفينة حربية مهمة شاركت في العديد من العمليات الرئيسية خلال الحرب العالمية الثانية. أظهرت شجاعة ومرونة جنود البحرية البريطانية خلال فترة صعبة من التاريخ. كان دور هافلوك في دعم العمليات المتحالفة، وحماية القوافل، وتقديم الدعم المدفعي للقوات البرية حاسمًا في تحقيق النصر. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت تعديلاتها وتطوراتها في تحسين قدراتها القتالية وقدرتها على البقاء، مما جعلها أداة قيمة في ترسانة البحرية الملكية.
خاتمة
بشكل عام، كانت إتش إم إس هافلوك مدمرة ذات خدمة مميزة خلال الحرب العالمية الثانية. من أصل برازيلي، تحولت إلى قطعة أساسية في البحرية الملكية البريطانية، وشهدت معارك شرسة في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. إن مشاركتها في العديد من العمليات الكبرى، جنبًا إلى جنب مع قدرتها على تحمل الهجمات، تجعلها رمزًا للشجاعة والتضحية في الحرب.