التصميم والبناء
تم بناء إكزماوث في حوض بناء السفن التابع لشركة جون آي براون في كلايدبانك، اسكتلندا، وتم إطلاقها في 7 فبراير 1934، ودخلت الخدمة في 30 أغسطس 1934. كان تصميمها يمثل تحسنًا كبيرًا على المدمرات السابقة، حيث دمج تحسينات في الاستقرار والقدرة على الإبحار. بلغ طول السفينة الإجمالي 334 قدمًا (101.8 مترًا)، وعرضها 33 قدمًا و 3 بوصات (10.1 مترًا)، وكان غاطسها 12 قدمًا و 3 بوصات (3.7 مترًا). تم تجهيز إكزماوث بأربعة مدافع عيار 4.7 بوصة (120 ملم) في تركيبات فردية، واثنين من مدافع مضادة للطائرات رباعية الماسورة عيار 2 رطل (40 ملم)، وعدد من المدافع الرشاشة. كانت محركاتها تعمل بالبخار، وتنتج قوة دفع تبلغ 49000 حصان، مما يسمح لها بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 36 عقدة (67 كم / ساعة؛ 41 ميل في الساعة). كان طاقمها يتألف من 175 ضابطًا وبحارًا.
تميزت إكزماوث بتصميمها الذي سمح لها بالعمل كقائد لأسطول من المدمرات. وهذا يعني أنها كانت مجهزة بإمكانيات قيادة واتصال إضافية، مما سمح لها بتنسيق وتوجيه الوحدات الأخرى بفعالية. شملت هذه التجهيزات غرفة قيادة أكبر، ومجموعة أجهزة لاسلكية أكثر تطوراً، وطاقمًا أكبر. كان دور القائد أمرًا بالغ الأهمية في العمليات البحرية، حيث كان قائد السفينة مسؤولاً عن تخطيط وتنفيذ العمليات، وتنسيق تحركات المدمرات، والتواصل مع القيادة العليا.
الخدمة المبكرة
بعد دخولها الخدمة، تم تعيين إكزماوث للعمل مع الأسطول المنزلي. أمضت السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية في إجراء تدريبات وروتينية، وصقل مهارات طاقمها وإعداد السفينة للحرب. خلال هذه الفترة، شاركت إكزماوث في العديد من التدريبات والتمارين، مما ساعد في تحسين قدرتها على العمل كجزء من قوة بحرية أكبر. كما قامت بزيارات إلى موانئ مختلفة، مما سمح لطاقمها باكتساب الخبرة في العمل في بيئات مختلفة.
عندما بدأت الحرب العالمية الثانية في عام 1939، كانت إكزماوث في حالة استعداد كامل. تم تكليفها على الفور بمرافقة القوافل وحماية السفن التجارية من هجمات الغواصات الألمانية. أصبحت حماية التجارة البحرية ذات أهمية قصوى، حيث اعتمدت بريطانيا على الواردات من السلع الحيوية لإمداد جهودها الحربية. شاركت إكزماوث في عدد من مهام المرافقة، حيث ساعدت في حماية السفن التجارية من الهجمات، وساهمت في وصول البضائع بأمان إلى بريطانيا.
الحرب العالمية الثانية والعمليات
شهدت إكزماوث خدمة نشطة خلال الحرب العالمية الثانية. شاركت في العديد من العمليات، بما في ذلك مرافقة القوافل، والدوريات، والمشاركة في عمليات الإنزال. كانت السفينة موجودة في المسرح الشمالي، حيث واجهت تحديات قاسية في المحيط الأطلسي الشمالي المتجمد.
مرافقة القوافل: قامت إكزماوث بدور فعال في حماية القوافل المتجهة إلى بريطانيا من أمريكا الشمالية. تعرضت هذه القوافل لهجمات مستمرة من الغواصات الألمانية (U-boats)، وكانت المدمرات مثل إكزماوث ضرورية للدفاع عن السفن التجارية. كانت مهام المرافقة محفوفة بالمخاطر، حيث تعرضت السفن للهجمات المستمرة من الغواصات والطائرات، ولكنها كانت ضرورية للحفاظ على خطوط الإمداد الحيوية لبريطانيا.
العمليات في النرويج: شاركت إكزماوث في العمليات خلال الحملة النرويجية في عام 1940. دعمت القوات المتحالفة في محاولتها لمنع ألمانيا من احتلال النرويج. شهدت هذه العمليات معارك عنيفة في المضايق البحرية، حيث تعرضت السفن لهجمات من الطائرات الألمانية، وعانت من خسائر كبيرة. لعبت إكزماوث دورًا في توفير الدعم الناري للقوات البرية، وحماية السفن الأخرى.
العمليات في البحر الأبيض المتوسط: بعد العمليات في شمال الأطلسي والنرويج، تم نقل إكزماوث إلى البحر الأبيض المتوسط لفترة قصيرة في عام 1941. رافقت قوافل إلى مالطا، والتي كانت تحت الحصار من قبل قوات المحور. كانت هذه القوافل ضرورية لتزويد الجزيرة بالإمدادات الحيوية، ولكنها كانت عرضة للهجمات الجوية والبحرية. شاركت إكزماوث في توفير الحماية للسفن التجارية، وصد الهجمات الجوية.
غرق إكزماوث: في 23 يناير 1941، غرقت إكزماوث في حادث غامض في بحر الشمال. يُعتقد أنها أصيبت بلغم بحري. كان هناك عدد قليل من الناجين، مما سلط الضوء على المخاطر الشديدة التي واجهها أفراد البحرية الملكية خلال الحرب. كان فقدان إكزماوث بمثابة ضربة قوية للبحرية الملكية، حيث فقدت مدمرة قائدة مهمة.
إرث إكزماوث
على الرغم من غرقها المبكر، تركت إكزماوث إرثًا دائمًا. تمثل شجاعة وشجاعة طاقمها، وكذلك دور المدمرات في الحرب العالمية الثانية. تم بناء المدمرات مثل إكزماوث لتكون سفنًا متعددة الاستخدامات، قادرة على القيام بمجموعة متنوعة من المهام، من مرافقة القوافل إلى توفير الدعم الناري. لعبت دورًا حاسمًا في الحرب، وساعدت في الحفاظ على خطوط الإمداد الحيوية لبريطانيا. يذكرنا تاريخ إكزماوث بالتضحيات التي قدمها البحارة خلال الحرب العالمية الثانية، وأهمية التفوق البحري في الصراع العالمي.
ساهمت إكزماوث في انتصار الحلفاء من خلال:
- حماية السفن التجارية
- دعم العمليات في النرويج
- المشاركة في العمليات في البحر الأبيض المتوسط
خاتمة
كانت إتش إم إس إكزماوث (H02) مدمرة رائدة من الفئة “E” خدمت في البحرية الملكية خلال الحرب العالمية الثانية. قامت السفينة بدوريات في مناطق مختلفة، وشاركت في حماية القوافل والعمليات العسكرية. كان دورها كقائدة أسطول مهمًا في تنسيق العمليات البحرية. على الرغم من غرقها المبكر بسبب لغم بحري، إلا أن إرث إكزماوث يمثل شجاعة وشجاعة طاقمها، وأهمية المدمرات في الحرب العالمية الثانية.