البناء
في أبريل 1892، بدأت البحرية الملكية في التخطيط لسلسلة جديدة من الزوارق الحربية، مما أدى إلى تصميم وإنشاء فئة “هاوك”. تميزت هذه الفئة بتصميمها المدمج والهيكل المصنوع من الفولاذ، مما ساهم في تحقيق سرعة عالية وقدرة على المناورة. تم بناء إتش إم إس لينكس في حوض بناء السفن التابع لشركة “ويليام دينى وأولاده” في دمبارتون، اسكتلندا. بدأ بناء السفينة في 11 أبريل 1893، وتم إطلاقها في 15 فبراير 1894. كانت عملية البناء سريعة نسبيًا، مما يعكس كفاءة حوض بناء السفن والتقنيات المستخدمة في ذلك الوقت. بعد الإطلاق، تم تجهيز السفينة بالكامل، بما في ذلك تركيب المحركات والمدافع والأسلحة الأخرى، قبل أن يتم تسليمها إلى البحرية الملكية.
التصميم والمواصفات
تم تصميم إتش إم إس لينكس لتكون سفينة سريعة وقادرة على الحركة. بلغ طولها الإجمالي 275 قدمًا (84 مترًا)، وعرضها 30 قدمًا (9.1 مترًا)، وغاطسها 11 قدمًا و 6 بوصات (3.5 مترًا). كان لديها إزاحة تبلغ 735 طنًا. كانت مدعومة بمحركات بخارية تعمل بثلاث أسطوانات، والتي تعمل على تشغيل اثنتين من المراوح، مما يسمح لها بتحقيق سرعة قصوى تبلغ 20 عقدة (37 كم/ساعة). كان لديها طاقم مكون من حوالي 90 ضابطًا وبحارًا.
بالنسبة للتسليح، كانت إتش إم إس لينكس مجهزة بمدفعين عيار 4.7 بوصة (120 ملم) في المقدمة والخلف، بالإضافة إلى أربعة مدافع رشاشة 3 رطل (47 ملم) للأسلحة الدفاعية. كما تم تجهيزها بثلاثة أنابيب طوربيد مقاس 18 بوصة (457 ملم)، مما يوفر قدرة هجومية إضافية. تم تصميم هذا التسليح لتوفير مزيج من القوة النارية والقدرة على مكافحة السفن الأخرى.
الخدمة في البحرية الملكية
بعد الانتهاء من التجهيز والاختبارات، دخلت إتش إم إس لينكس الخدمة في البحرية الملكية. بدأت خدمتها في المياه البريطانية، حيث شاركت في التدريبات والمناورات البحرية. كانت السفينة جزءًا من أسطول التدريب، ولعبت دورًا حيويًا في تدريب الضباط والبحارة على المهارات البحرية الأساسية.
خلال خدمتها، قامت إتش إم إس لينكس بعدة رحلات إلى الخارج، بما في ذلك زيارات إلى موانئ مختلفة حول العالم. شاركت في استعراضات بحرية وعرضت العلم البريطاني في الخارج. بالإضافة إلى ذلك، لعبت السفينة دورًا في حماية المصالح البريطانية في مناطق مختلفة من العالم.
في أواخر حياتها المهنية، تم تكليف إتش إم إس لينكس بدوريات في المياه الإقليمية، ومرافقة السفن التجارية. وساعدت في الحفاظ على الأمن البحري خلال فترة من التوتر السياسي المتزايد في أوروبا. على الرغم من أنها لم تشارك بشكل مباشر في معارك كبرى، فقد قامت السفينة بواجبها في الحفاظ على الوجود البريطاني البحري.
التغييرات والتعديلات
على مدار خدمتها، خضعت إتش إم إس لينكس لبعض التغييرات والتعديلات لتحسين أدائها وقدرتها على البقاء في الخدمة. وشملت هذه التعديلات ترقية بعض المعدات، مثل إضافة أجهزة اتصالات جديدة، وتعديل بعض الأسلحة. كما تم إجراء بعض التغييرات على تصميم السفينة لتحسين الاستقرار والقدرة على الإبحار.
بالإضافة إلى ذلك، خضعت السفينة لصيانة دورية وإصلاحات للحفاظ عليها في حالة عمل جيدة. هذا يشمل إصلاح المحركات، وإصلاح الهيكل، وتحديث أنظمة الكهرباء والميكانيكا. ساهمت هذه الصيانة المستمرة في إطالة عمر الخدمة للسفينة وجعلها قادرة على أداء مهامها بفعالية.
نهاية الخدمة
في عام 1912، وبعد ما يقرب من عقدين من الخدمة، تم بيع إتش إم إس لينكس للتفكيك. كان هذا القرار يرجع إلى عدة عوامل، بما في ذلك التقدم في التكنولوجيا البحرية ووصول سفن حربية أكثر حداثة. كما أن السفينة أصبحت قديمة نسبيًا وغير قادرة على مواكبة التهديدات البحرية الجديدة.
تم بيع السفينة إلى شركة لتفكيكها إلى خردة. تم تفكيكها في عام 1912، وانتهى بذلك تاريخها كجزء من الأسطول الملكي البريطاني. على الرغم من نهاية خدمتها، إلا أن إتش إم إس لينكس تركت إرثًا كواحد من الزوارق الحربية التي ساعدت في تشكيل البحرية الملكية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
الأهمية التاريخية
تمثل إتش إم إس لينكس فترة مهمة في تاريخ البحرية الملكية. كانت واحدة من السفن التي ساعدت في تطوير التكتيكات والتقنيات البحرية الحديثة. كما ساهمت في الحفاظ على الهيمنة البحرية البريطانية في جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى ذلك، ساعدت إتش إم إس لينكس في تدريب العديد من الضباط والبحارة الذين خدموا في البحرية الملكية. لقد اكتسبوا خبرة قيمة في الملاحة والقيادة والإدارة البحرية. أثرت هذه الخبرة بشكل كبير على أداء البحرية الملكية في الحروب والنزاعات اللاحقة.
خاتمة
إتش إم إس لينكس كانت زاروقًا حربيًا مهمًا في البحرية الملكية البريطانية. تم بناؤها في عام 1894، وخدمت في البحرية الملكية حتى عام 1912. خلال خدمتها، قامت السفينة بالعديد من المهام، بما في ذلك التدريب، والدوريات، وعرض العلم البريطاني في الخارج. على الرغم من أن السفينة لم تشارك في معارك كبرى، إلا أنها تركت إرثًا مهمًا كجزء من الأسطول الذي ساعد في تشكيل تاريخ البحرية الملكية. تم بيعها للتفكيك في عام 1912، ولكنها لا تزال تذكر كرمز للهندسة البحرية البريطانية والقدرة العسكرية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.