نشأته وبداياته المهنية
وُلد سفيتوزار فويكوفيتش في عام 1899 في صربيا، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مسقط رأسه. انضم إلى الشرطة قبل الحرب العالمية الثانية، وشغل مناصب مختلفة في الجهاز الأمني الصربي. لم تتوفر معلومات كثيرة عن تفاصيل حياته المبكرة، ولكن من المعروف أنه كان يتمتع بمسيرة مهنية ناجحة في الشرطة قبل أن يتولى قيادة معسكر بانجيتسا.
الحرب العالمية الثانية ومعسكر بانجيتسا
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية واحتلال يوغوسلافيا من قبل قوات المحور، تغيرت حياة فويكوفيتش بشكل كبير. في عام 1941، عُيّن قائدًا لمعسكر اعتقال بانجيتسا، وهو معسكر يقع في ضواحي بلغراد. أصبح هذا المعسكر مركزًا رئيسيًا لاحتجاز وتعذيب وإعدام المعارضين السياسيين واليهود والشيوعيين وغيرهم من الأشخاص الذين اعتبرتهم السلطات المحتلة أعداء. كان فويكوفيتش مسؤولًا عن إدارة المعسكر والإشراف على العمليات اليومية، بما في ذلك عمليات الاعتقال والاستجواب والتعذيب والإعدام. تحت قيادته، أصبح معسكر بانجيتسا مرادفًا للقسوة والوحشية.
شهد معسكر بانجيتسا ظروفًا معيشية مروعة. كان المعتقلون يعانون من نقص الغذاء والرعاية الطبية، وتعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي على أيدي الحراس. نفذت عمليات إعدام جماعية في المعسكر، وتم إعدام الآلاف من الأشخاص رميًا بالرصاص أو شنقًا. كان فويكوفيتش مسؤولًا عن اتخاذ القرارات المتعلقة بالاعتقال والتعذيب والإعدام، وكان دوره محوريًا في هذه الجرائم.
أعماله خلال الحرب
خلال فترة قيادته لمعسكر بانجيتسا، اتُهم فويكوفيتش بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. تضمنت هذه الجرائم:
- المشاركة في عمليات الاعتقال الجماعي: كان فويكوفيتش مسؤولًا عن اعتقال الآلاف من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال.
- الموافقة على التعذيب: سمح فويكوفيتش بتعذيب المعتقلين، مما أدى إلى وفاة العديد منهم.
- الإشراف على الإعدامات: أمر فويكوفيتش بإعدام الآلاف من المعتقلين، وغالبًا ما تم ذلك بطرق وحشية.
- التعاون مع قوات الاحتلال: عمل فويكوفيتش بشكل وثيق مع قوات الاحتلال الألمانية، وقدم لهم المعلومات والمساعدة في عملياتهم.
تُظهر هذه الأعمال مستوى عالٍ من الوحشية والتواطؤ في جرائم الحرب. يعتبر فويكوفيتش من بين الشخصيات الأكثر إدانة في تاريخ الحرب العالمية الثانية في يوغوسلافيا.
محاكمته وإعدامه
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تم القبض على سفيتوزار فويكوفيتش ومحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. قدمت المحكمة أدلة دامغة على دوره في جرائم معسكر بانجيتسا. وشهد العديد من الناجين من المعسكر ضد فويكوفيتش، وقدموا شهادات مروعة عن التعذيب والقتل الذي شهدوه. في عام 1949، أدين فويكوفيتش وحُكم عليه بالإعدام.
أُعدم فويكوفيتش في عام 1949، وانتهت بذلك حياته وشخصيته المثيرة للجدل. يعتبر إعدامه بمثابة نهاية لفصل مظلم في تاريخ يوغوسلافيا، وتأكيد على محاسبة مرتكبي جرائم الحرب.
إرثه
يُعتبر سفيتوزار فويكوفيتش رمزًا للقسوة والوحشية في الحرب العالمية الثانية. تذكّر قيادته لمعسكر بانجيتسا كواحدة من أفظع الفصول في تاريخ يوغوسلافيا خلال الحرب. أصبح اسمه مرادفًا للمعاناة والمعاناة التي عانى منها الآلاف من الأشخاص الذين احتُجزوا في المعسكر. لم يقتصر إرثه على ذكرى جرائمه فحسب، بل شمل أيضًا أهمية العدالة والمساءلة عن جرائم الحرب. أُعيدت دراسة دوره في المعسكر وتقييمه من قبل المؤرخين والباحثين، مما يهدف إلى فهم تعقيدات الحرب والإنسانية.
خاتمة
سفيتوزار فويكوفيتش كان ضابط شرطة صربيًا لعب دورًا رئيسيًا في معسكر اعتقال بانجيتسا خلال الحرب العالمية الثانية. كان مسؤولاً عن إدارة المعسكر والإشراف على عمليات الاعتقال والتعذيب والإعدام. أدين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأُعدم في عام 1949. يُعتبر إرثه رمزًا للقسوة والوحشية، وتذكرة بأهمية العدالة والمساءلة عن جرائم الحرب.