الحياة المبكرة والتعليم
ولد أوربانو نافاريتي كورتيس في ليون، إسبانيا. دخل جمعية يسوع (اليسوعيين) في عام 1936، ودرس الفلسفة واللاهوت في إسبانيا وإيطاليا. حصل على درجة الدكتوراه في القانون الكنسي من الجامعة البابوية الغريغورية في روما.
الخدمة الكهنوتية والمسيرة المهنية
تم ترسيمه كاهنًا في 30 مايو 1953. بعد حصوله على الدكتوراه، بدأ نافاريتي كورتيس مسيرته المهنية في التدريس. شغل منصب أستاذ قانون الكنيسة في الجامعة البابوية الغريغورية في روما، حيث تخصص في قانون الكنيسة والقانون الروماني. كان يعتبر خبيرًا رائدًا في مجال القانون الكنسي، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية حول هذا الموضوع.
من عام 1965 إلى عام 1975، عمل نافاريتي كورتيس كمستشار للجنة البابوية لتفسير القوانين. كما شغل منصبًا في المحكمة العليا لجمعية علمانية (الروتا الرومانية) من عام 1975 إلى عام 1993. خلال هذه الفترة، شارك في صياغة العديد من الوثائق القانونية للكنيسة الكاثوليكية.
كان لنافاريتي كورتيس دور فعال في تطوير قانون الكنيسة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني. وشارك في مراجعة قانون القانون الكنسي لعام 1917، والذي تم استبداله بقانون جديد للقانون الكنسي في عام 1983. وقد لعب دورًا مهمًا في تفسير وتنفيذ قوانين الكنيسة الجديدة.
العمل الأكاديمي والمؤلفات
بالإضافة إلى عمله في التدريس والخدمة القانونية، كان نافاريتي كورتيس مؤلفًا غزير الإنتاج. كتب العديد من الكتب والمقالات حول مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بقانون الكنيسة، بما في ذلك الزواج، والعلاقات بين الكنيسة والدولة، وحقوق الإنسان. تشمل بعض أعماله البارزة:
- Compendio di Diritto Canonico (موجز في القانون الكنسي)
- Il Matrimonio Canonico (الزواج الكنسي)
- Diritto Amministrativo Canonico (القانون الإداري الكنسي)
كانت كتاباته واضحة وشاملة، وحظيت باحترام كبير بين اللاهوتيين وعلماء القانون على حد سواء. ساهمت أعماله بشكل كبير في فهم وتطبيق قانون الكنيسة.
الترشيح للكاردينالية
في 21 أكتوبر 1994، عينه البابا يوحنا بولس الثاني كاردينالاً شماسًا في سان جيوفاني ديلا باجيلا في روما. كان هذا التعيين اعترافًا بمساهمات نافاريتي كورتيس البارزة في مجال القانون الكنسي وخدمته المخلصة للكنيسة.
السنوات الأخيرة والوفاة
بعد تعيينه كاردينال، واصل نافاريتي كورتيس عمله في روما، وشارك في العديد من الأحداث الهامة للكنيسة. في السنوات الأخيرة من حياته، عانى من بعض المشاكل الصحية، ولكنه استمر في المشاركة في الحياة الكنسية قدر الإمكان.
توفي الكاردينال نافاريتي كورتيس في 22 نوفمبر 2010، في روما. ترك إرثًا دائمًا كعالم قانوني بارز، ومدرس ملتزم، وكاردينال مخلص للكنيسة الكاثوليكية.
الإرث والتأثير
يُذكر نافاريتي كورتيس كشخصية بارزة في مجال القانون الكنسي في القرن العشرين. ساهمت كتاباته وتعليمه في تطوير فهم أعمق لقانون الكنيسة وتطبيقه. كما ترك تأثيرًا دائمًا على العديد من الطلاب والباحثين الذين درسوا معه.
كانت مساهماته في المجمع الفاتيكاني الثاني وفي صياغة قانون القانون الكنسي الجديد ذات أهمية خاصة. عمله في المحكمة الرومانية ساعد في تطبيق العدالة في العديد من القضايا الكنسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تفانيه في البحث والتعليم قد عزز بشكل كبير فهم قانون الكنيسة وتقديره.
خاتمة
كان أوربانو نافاريتي كورتيس شخصية محترمة في الكنيسة الكاثوليكية. كعالم قانوني بارز، وأستاذ متفانٍ، وكاردينال مخلص، ترك إرثًا دائمًا. مساهماته في مجال القانون الكنسي، وكتاباته، وخدمته للكنيسة، جعلت منه شخصية محورية في تاريخ الكنيسة الحديث.