نشأته وبداياته الإجرامية
ولد جون دي روس في حي بروكلين بمدينة نيويورك. نشأ في بيئة فقيرة، مما عرضه للعديد من التحديات في حياته المبكرة. ومع ذلك، فقد تمكن من بناء سمعة سيئة مبكرة في الشوارع. بدأ دي روس مسيرته الإجرامية في سن مبكرة، حيث انخرط في أعمال صغيرة مثل السرقة والابتزاز. مع مرور الوقت، أثبت دي روس نفسه كشخص يمكن الاعتماد عليه داخل عالم الجريمة، مما أدى إلى صعوده في صفوف عائلة كولومبو.
الصعود في عائلة كولومبو
انضم دي روس إلى عائلة كولومبو في الستينيات، وسرعان ما أظهر مهاراته القيادية وقدرته على إدارة الأعمال الإجرامية. بدأ العمل تحت قيادة قادة العائلة، وتعلم أسرار عمل العصابات من ذوي الخبرة. مع مرور الوقت، اكتسب دي روس احترام زملائه، وتدرج في الرتب وصولاً إلى منصب رئيس العصابة. كان دوره في العائلة يشمل مجموعة واسعة من الأنشطة الإجرامية، بما في ذلك:
- الابتزاز: كان دي روس مسؤولاً عن جمع الأموال من الشركات المحلية والمنظمات النقابية من خلال التهديد والترهيب.
- القمار: كان يدير شبكات قمار غير قانونية في جميع أنحاء مدينة نيويورك، مما يدر أرباحًا طائلة للعائلة.
- القتل: شارك دي روس في التخطيط لعمليات قتل وتنفيذها ضد أعداء العائلة وأولئك الذين يمثلون تهديدًا لأعمالهم.
- تجارة المخدرات: كان ضالعًا في توزيع المخدرات، وخاصة الهيروين والكوكايين، في الأحياء المختلفة في المدينة.
بصفته رئيس عصابة، لعب دي روس دورًا محوريًا في عمليات عائلة كولومبو. كان مسؤولاً عن اتخاذ القرارات الرئيسية، وتوزيع المهام، وحماية مصالح العائلة. وقد تميز دي روس بذكائه، وحنكته السياسية، وقدرته على التفاوض مع منافسيه والتعامل مع السلطات.
علاقته بجوني كوتش
كان جون دي روس مقربًا جدًا من رئيس عائلة كولومبو، جون فرانكو “جوني كوتش” (John Franco “Johnny Doc”). عمل الاثنان معًا لسنوات عديدة، وشكلا تحالفًا قويًا داخل العائلة. ساعد دي روس كوتش في الحفاظ على سلطته ونفوذه، بينما قدم كوتش الدعم والحماية لدي روس في المقابل. لعبت هذه العلاقة دورًا كبيرًا في صعود دي روس إلى منصب رئيس العصابة.
الاعتقال والمحاكمة
في أوائل الثمانينيات، بدأت السلطات في التحقيق في أنشطة عائلة كولومبو الإجرامية. كان دي روس من بين العديد من قادة العصابات الذين استُهدفوا في هذه التحقيقات. في عام 1984، تم اعتقال دي روس بتهم تتعلق بالابتزاز والقتل والتآمر. بدأت محاكمته بعد ذلك، حيث قدمت النيابة العامة أدلة دامغة على تورطه في الأنشطة الإجرامية للعائلة.
خلال المحاكمة، قدم الشهود شهادات تفصيلية عن جرائم دي روس. وصفوا دوره في عمليات الابتزاز، وتجارة المخدرات، والقتل. كما قدمت النيابة تسجيلات سرية لمحادثات بين دي روس وأفراد آخرين في العائلة، والتي أثبتت تورطه في أنشطة إجرامية.
الإدانة والسجن
بعد محاكمة مطولة، أدين جون دي روس في جميع التهم الموجهة إليه. حُكم عليه بالسجن لفترة طويلة. قضى دي روس سنوات عديدة في السجن، خلالها فقد الكثير من نفوذه وسلطته. على الرغم من سجنه، ظل دي روس شخصية محترمة داخل عالم الجريمة المنظمة. لقد ترك إرثًا كشخصية قوية وقادرة على تحقيق أهدافها، حتى في مواجهة الشدائد.
الإفراج والسنوات اللاحقة
أُطلق سراح جون دي روس من السجن في عام 2008 بعد قضائه فترة طويلة في السجن. بعد الإفراج عنه، ابتعد دي روس عن الأنشطة الإجرامية. اختار أن يعيش حياة هادئة، بعيدًا عن الأضواء ووسائل الإعلام. لم يدلِ بأي مقابلات علنية أو يشارك في أي أنشطة يمكن أن تجذب الانتباه إليه أو إلى ماضيه. على الرغم من ذلك، ظل اسمه مرتبطًا بعالم الجريمة المنظمة، واعتبره الكثيرون رمزًا لعصر الجريمة في مدينة نيويورك.
إرثه
يعتبر جون دي روس شخصية مؤثرة في تاريخ عائلة كولومبو الإجرامية. لقد ترك إرثًا كزعيم عصابة ماهر وقوي، تمكن من الصعود في صفوف الجريمة المنظمة من خلال العمل الجاد والذكاء والوحشية. ساهم دي روس في بناء سمعة سيئة للعائلة، وجعلها واحدة من أقوى العائلات الإجرامية في مدينة نيويورك. على الرغم من سجنه وتقاعده، ظل اسمه مرتبطًا بعالم الجريمة المنظمة، وذكراه محفوظة في سجلات التاريخ.
خاتمة
جون دي روس، المعروف أيضًا باسم جاكي أو جاكي زامبوكا، كان شخصية بارزة في عائلة كولومبو الإجرامية. لعب دورًا محوريًا في الأنشطة الإجرامية للعائلة لسنوات عديدة. لقد صعد في صفوف الجريمة المنظمة بفضل ذكائه ووحشيته، وأصبح رئيس عصابة مؤثرًا. بعد اعتقاله وإدانته، قضى دي روس سنوات عديدة في السجن، قبل أن يتم إطلاق سراحه ويعيش حياة هادئة. يبقى دي روس رمزًا لعصر الجريمة المنظمة في مدينة نيويورك، وإرثه محفور في تاريخ الجريمة.