التصميم والبناء
تم بناء إتش إم إس لياندر في حوض بناء السفن الملكي في ديفونبورت. تميز تصميمها بالابتكار في ذلك الوقت، حيث استخدمت دروعًا فولاذية لحماية أجزائها الحيوية، مما جعلها سفينة أكثر قدرة على البقاء في القتال مقارنة بالسفن الخشبية السابقة. كان طول السفينة حوالي 300 قدم، وعرضها 46 قدمًا، وكانت تزن حوالي 4000 طن. كانت مدفوعة بمحركات بخارية تعمل بالفحم، مما يمنحها سرعة قصوى تبلغ حوالي 18 عقدة.
تضمنت تسليح السفينة ستة مدافع سريعة الإطلاق عيار 6 بوصات، والتي كانت فعالة للغاية في ذلك الوقت. كما حملت السفينة مدافع أصغر حجمًا، بالإضافة إلى أنابيب طوربيد، مما زاد من قدراتها الهجومية. كان طاقم السفينة يتكون من حوالي 300 ضابط وبحار.
الخدمة المبكرة
بدأت إتش إم إس لياندر خدمتها في عام 1884. تم تخصيصها في البداية لأسطول المحيط الأطلسي. شهدت السفينة الخدمة في مجموعة متنوعة من المناطق، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط وشرق آسيا. خلال هذه الفترة، قامت السفينة بمهام متنوعة، بما في ذلك حماية المصالح البريطانية، وعرض القوة، والمشاركة في التدريبات البحرية.
في عام 1900، خلال ثورة في بنما، لعبت “لياندر” دورًا في حماية المصالح البريطانية. كانت السفينة موجودة في المنطقة وقدمت الدعم للمواطنين البريطانيين. كما شاركت في عمليات إنقاذ. كان وجودها بمثابة قوة استقرار في منطقة تشهد اضطرابات.
التعديلات والتحسينات
خضعت إتش إم إس لياندر لعدة تعديلات وتحسينات على مدار خدمتها. تم تحديث تسليحها عدة مرات، وتمت إضافة معدات جديدة لتحسين أدائها. في أوائل القرن العشرين، أصبحت السفينة أقدم من أن تكون فعالة في الخطوط الأمامية للقتال، لكنها استمرت في أداء مهام أخرى.
أحد التعديلات البارزة كان استبدال مدافعها الرئيسية بمدافع أكثر حداثة. كما تمت إضافة أنظمة اتصالات جديدة. هذه التعديلات ساعدت في الحفاظ على السفينة ذات صلة حتى مع تقدم التقنيات البحرية.
الحرب العالمية الأولى والتقاعد
خلال الحرب العالمية الأولى، تم استخدام إتش إم إس لياندر في المقام الأول لأغراض التدريب ومهام الحراسة. لم تشارك في القتال المباشر. مع ذلك، فقد ساهمت في المجهود الحربي من خلال توفير التدريب للبحارة الجدد. كما خدمت في حماية القوافل التجارية.
بعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت إتش إم إس لياندر قديمة. تم بيع السفينة للتقطيع في عام 1920. كان نهاية خدمتها بمثابة نهاية حقبة في تاريخ البحرية الملكية البريطانية.
الإرث
تركت إتش إم إس لياندر إرثًا دائمًا. كانت رائدة في تصميم الطرادات المحمية، ومهدت الطريق للسفن الأكثر تطوراً التي تبعتها. خدمتها في مناطق مختلفة من العالم، ومشاركتها في الأحداث التاريخية، جعلت منها سفينة مهمة في تاريخ البحرية الملكية البريطانية. تعد قصتها بمثابة شهادة على التطور المستمر للتكنولوجيا البحرية ودور البحرية في تشكيل الأحداث العالمية.
تعتبر “لياندر” مثالاً على التحول الذي شهدته البحرية البريطانية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. إنها تذكرنا بأهمية قوة البحر في الحفاظ على السلام والاستقرار، وحماية المصالح الوطنية.
التفاصيل التقنية
- النوع: طراد من الدرجة الثانية
- الوزن: 4000 طن
- الطول: 300 قدم
- العرض: 46 قدم
- السرعة: 18 عقدة
- التسليح: ستة مدافع 6 بوصات، مدافع أصغر، أنابيب طوربيد
- الطاقم: حوالي 300
- تم الإطلاق: 1882
- التقاعد: 1920
خاتمة
كانت إتش إم إس لياندر طرادًا مهمًا في تاريخ البحرية الملكية البريطانية. لعبت دورًا حيويًا في حماية المصالح البريطانية في جميع أنحاء العالم، وشهدت الخدمة في العديد من المناطق المضطربة. تصميمها المبتكر، وقدراتها القتالية، وخدمتها الطويلة، جعلت منها سفينة جديرة بالذكر. على الرغم من تقاعدها منذ فترة طويلة، إلا أن إرثها مستمر في تاريخ البحرية البريطانية.