الحياة المبكرة والتعليم
ولدت مارجوري كوربيت آشبي في 19 أبريل 1882 في ليستر، إنجلترا. كانت الابنة الثانية لجون إيفانز كوربيت، وهو مهندس معماري وسياسي ليبرالي، وإيرين هينريتا كوينتن. تلقت تعليمها في المنزل، ثم التحقت بكلية ليدز الجامعية، حيث درست العلوم السياسية والفلسفة والاقتصاد. أصبحت مهتمة بحقوق المرأة في وقت مبكر من حياتها، وتأثرت بأفكار الناشطات النسويات في ذلك الوقت.
النشاط في حركة المطالبة بحق المرأة في التصويت
بدأت مارجوري كوربيت آشبي نشاطها في حركة المطالبة بحق المرأة في التصويت في بداية القرن العشرين. انضمت إلى الاتحاد الوطني لجمعيات حق المرأة في التصويت (NUWSS)، الذي كان يركز على استخدام الأساليب السلمية لتحقيق أهدافه. شغلت منصب السكرتيرة الفخرية للاتحاد من 1919 إلى 1924. لعبت دورًا نشطًا في تنظيم الحملات والمظاهرات والاجتماعات العامة. كانت من المؤيدين المتحمسين لمنح المرأة حق التصويت، وعملت بجد لإقناع الجمهور والسياسيين بأهمية هذه القضية. شاركت في العديد من الحملات والفعاليات، بما في ذلك تنظيم المسيرات والمظاهرات، وكتابة المقالات والمنشورات، والتحدث في الاجتماعات العامة. كانت تهدف إلى زيادة الوعي العام حول قضية حق المرأة في التصويت وتأثيرها على المجتمع.
عُرفت مارجوري بأساليبها الدبلوماسية الهادئة، على عكس بعض الناشطات الأكثر تشددًا في حركة المطالبة بحق المرأة في التصويت. ومع ذلك، كانت ملتزمة بشدة بقضيتها وعملت بلا كلل لتحقيق هدفها. ساهمت جهودها في النهاية في تحقيق النصر، عندما مُنحت المرأة البريطانية التي تبلغ من العمر 30 عامًا أو أكثر حق التصويت في عام 1918، ثم في عام 1928، مُنحت المرأة نفس الحقوق الانتخابية مثل الرجال، بغض النظر عن العمر.
الحياة السياسية
بعد حصول المرأة على حق التصويت، دخلت مارجوري كوربيت آشبي في المعترك السياسي. ترشحت للبرلمان عدة مرات، لكنها لم تفز بمقعد. ومع ذلك، شغلت مناصب مختلفة في الحكومة المحلية. كانت عضوًا في مجلس مقاطعة ساسكس، وعملت في لجان مختلفة معنية بالتعليم والصحة والرفاهية الاجتماعية. استخدمت منصبها للتأثير على السياسات وتحسين حياة المرأة والأطفال.
في عام 1946، تم تعيينها في لجنة الأمم المتحدة لوضع المرأة. شغلت منصب رئيسة اللجنة من 1947 إلى 1950. قادت جهودًا لتعزيز حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم. ركزت على قضايا مثل المساواة في الأجور، والحصول على التعليم، والمشاركة السياسية. كانت تسعى جاهدة لجعل صوت المرأة مسموعًا على الساحة الدولية.
العمل النسوي الدولي
كانت مارجوري كوربيت آشبي ناشطة دولية في مجال حقوق المرأة. شغلت منصب رئيسة الاتحاد الدولي للمرأة (ICW) من 1926 إلى 1930. في هذا المنصب، عملت على تعزيز التعاون الدولي بين المنظمات النسائية، ودافعت عن قضايا مثل السلام والتعليم وحقوق المرأة. سافرت على نطاق واسع، والتقت بقادة وناشطين من جميع أنحاء العالم، وساهمت في بناء شبكة عالمية من أجل حقوق المرأة. كان لها دور كبير في تعزيز التفاهم الدولي والتعاون في مجال حقوق المرأة.
شاركت مارجوري في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الدولية، حيث قدمت مساهمات قيمة ودافعت عن حقوق المرأة. كانت من بين أولئك الذين أدركوا أهمية العمل الدولي في تحقيق المساواة بين الجنسين. من خلال عملها الدؤوب، ساعدت في وضع الأساس للمنظمات والمواثيق الدولية التي تدعم حقوق المرأة اليوم.
الإرث والتأثير
تركت مارجوري كوربيت آشبي إرثًا دائمًا في مجال حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. ألهمت أجيالًا من النساء والرجال للعمل من أجل عالم أكثر عدلاً وإنصافًا. تم تكريمها على عملها من خلال العديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك لقب “سيدة” في عام 1966. يُذكر عملها في حركة المطالبة بحق المرأة في التصويت، ونشاطها السياسي، وعملها الدولي. كانت مثالاً يحتذى به للتفاني والشجاعة والقيادة.
استمرت في دعم القضايا التي آمنت بها طوال حياتها. شاركت في منظمات مختلفة، وكتبت مقالات ومنشورات، وشاركت في المناقشات العامة. ظلت صوتًا مهمًا في مجال حقوق المرأة حتى وفاتها في عام 1981. إن إرثها كمدافعة عن حقوق المرأة، وسياسية، وناشطة دولية، لا يزال حيًا ويلهم الكثيرين حتى اليوم.
أعمالها ومنشوراتها
- Woman’s Fight for the Vote (1910): كتاب يوضح أهمية حق المرأة في التصويت.
- The Story of the Suffragettes (1926): سرد لتاريخ حركة المطالبة بحق المرأة في التصويت.
- My Political Life (1978): سيرة ذاتية تتضمن مسيرتها السياسية ونشاطها النسوي.
خاتمة
كانت ديمة مارجوري كوربيت آشبي شخصية بارزة في تاريخ حركة حقوق المرأة. من خلال عملها الدؤوب وتفانيها، ساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات الهامة في مجال حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. تركت إرثًا دائمًا يلهم الأجيال القادمة للعمل من أجل عالم أكثر عدلاً وإنصافًا. تعتبر مارجوري نموذجًا للمرأة القوية والمثابرة التي كرست حياتها لتحقيق التغيير الاجتماعي والسياسي.