خلفية المعركة
بدأت حرب النيوز بيرس بسبب انتهاكات متكررة للمعاهدات من قبل الحكومة الأمريكية. في عام 1863، أُجبر النيوز بيرس على التنازل عن معظم أراضيهم، مع الاحتفاظ بمحمية أصغر. ومع ذلك، استمر المستوطنون في التعدي على أراضيهم، وتجاهلت الحكومة الأمريكية هذه الانتهاكات. في عام 1877، أصدرت الحكومة أمرًا للنيوز بيرس بالانتقال إلى محمية في غضون فترة زمنية قصيرة، مما أثار غضبهم.
بدأت المقاومة في يونيو 1877، عندما هاجم بعض شباب النيوز بيرس المستوطنين رداً على هجمات سابقة. رد الجيش الأمريكي على الفور، مما أدى إلى سلسلة من المعارك. على الرغم من أنهم لم يكونوا مدربين تدريباً عسكرياً، فقد أظهر النيوز بيرس مهارات قتالية استثنائية وتكتيكات حرب فعالة. قاد الزعيم جوزيف، المعروف بحكمته وشجاعته، قبيلته في رحلة طويلة عبر الجبال، هربًا من ملاحقة الجيش الأمريكي.
مسار المعركة
في أوائل سبتمبر 1877، وصل النيوز بيرس إلى منطقة تسمى كانيون كريك، على بعد حوالي 40 ميلاً جنوب شرق بيزون. أرسل العقيد نيلسون مايلز، قائد القوات الأمريكية، قوة لملاحقتهم. كان مايلز قد تلقى أوامر بالقبض على النيوز بيرس بأي ثمن، وقام بتعبئة قوة كبيرة بما في ذلك الجنود والمخبرين. وصلت القوة الأمريكية إلى المنطقة في 30 سبتمبر 1877.
في صباح يوم 30 سبتمبر، نصب الأمريكيون كمينًا للنّيوز بيرس في كانيون كريك. فوجئ النيوز بيرس في البداية، ولكنهم سرعان ما نظموا دفاعًا. دارت معركة ضارية، حيث قاتل النيوز بيرس ببسالة، مستخدمين التضاريس لصالحهم. اندلعت معركة عنيفة حيث تبادل الجانبان إطلاق النار من مواقع مختلفة.
استمر القتال لساعات. أظهر الجنود الأمريكيون تفوقًا في الأسلحة والعتاد، لكن النيوز بيرس تمسكوا بمواقعهم بشجاعة. كان أحد العوامل الحاسمة في المعركة هو الكمين الذي نصبه النيوز بيرس لوحدة من الجنود الأمريكيين الذين كانوا يحاولون قطع طريق هروبهم. أدى هذا الكمين إلى إرباك الأمريكيين وأجبرهم على التراجع.
مع حلول المساء، بدأ النيوز بيرس في الانسحاب، مع العلم بأنهم لم يتمكنوا من البقاء في المنطقة إلى الأبد. تمكنوا من الفرار من الجيش الأمريكي، لكنهم تكبدوا خسائر فادحة. قُتل عدد كبير من المقاتلين، من بينهم نساء وأطفال، وأُسر عدد آخر. في اليوم التالي، بدأ النيوز بيرس في التوجه نحو الشمال، على أمل الوصول إلى كندا.
نتائج المعركة
على الرغم من أن معركة كانيون كريك لم تكن انتصارًا حاسمًا لأي من الجانبين، إلا أنها كانت ذات أهمية كبيرة. بالنسبة للجيش الأمريكي، كانت المعركة بمثابة تذكير بمدى صعوبة مهمتهم. أظهر النيوز بيرس مرة أخرى قدرتهم على القتال والدفاع عن أنفسهم، وعلى الرغم من نقص عددهم وتجهيزاتهم. أدرك الجيش الأمريكي أن القبض على النيوز بيرس سيكون تحديًا صعبًا.
بالنسبة للنيوز بيرس، كانت المعركة بمثابة تذكير بضرورة المضي قدمًا. فقدوا العديد من المقاتلين، وأدركوا أنهم لن يتمكنوا من الهروب إلى كندا إلى الأبد. في النهاية، استسلم الزعيم جوزيف وقبيلته للجيش الأمريكي على بعد بضعة أميال من الحدود الكندية في أكتوبر 1877. انتهت حرب النيوز بيرس.
بعد الاستسلام، تم نقل النيوز بيرس إلى محميات مختلفة. سُمح للعديد منهم في النهاية بالعودة إلى أراضيهم الأصلية، لكن الضرر كان قد لحق بالفعل. فقدت قبيلة النيوز بيرس الكثير من أراضيها وحريتها وثقافتها. معركة كانيون كريك هي بمثابة شهادة على صراعهم من أجل البقاء، وهي تذكير بالظلم الذي عانوا منه.
أهمية معركة كانيون كريك
تعتبر معركة كانيون كريك حدثًا مهمًا في تاريخ حرب النيوز بيرس. أظهرت المعركة القدرة القتالية والبراعة التكتيكية لقبيلة النيوز بيرس، الذين تمكنوا من صد قوة متفوقة من الجنود الأمريكيين. كما أظهرت المعركة صمود وشجاعة شعب النيوز بيرس في مواجهة الشدائد.
بالإضافة إلى ذلك، ساعدت معركة كانيون كريك في تسليط الضوء على الظلم والمعاناة التي عانى منها النيوز بيرس على أيدي الحكومة الأمريكية. أدى رفض الحكومة احترام معاهداتها والتعدي المستمر على أراضيها إلى نشوب الحرب، وتسببت في خسارة العديد من الأرواح والمعاناة الهائلة.
تعتبر معركة كانيون كريك اليوم تذكيرًا مهمًا بتاريخ النيوز بيرس وكفاحهم من أجل الحفاظ على ثقافتهم وأسلوب حياتهم. وهي أيضًا بمثابة دعوة للعدالة والمساواة لجميع الناس.
الخسائر
خلال معركة كانيون كريك، تكبد كلا الجانبين خسائر فادحة. قُتل ما بين 11 إلى 14 جنديًا أمريكيًا، وأصيب حوالي 40. وكانت خسائر النيوز بيرس أعلى بكثير. قُتل ما بين 15 إلى 30 مقاتلاً من النيوز بيرس، وأُسر عدد غير معروف.
بالإضافة إلى الخسائر في الأرواح، تكبد كلا الجانبين أيضًا خسائر في المعدات والإمدادات. فقد الجيش الأمريكي كمية كبيرة من الذخيرة والأسلحة، بينما فقد النيوز بيرس عددًا من خيولهم وممتلكاتهم.
خاتمة
كانت معركة كانيون كريك اشتباكًا حاسمًا في حرب النيوز بيرس. على الرغم من أن النيوز بيرس لم يتمكنوا من تحقيق انتصار عسكري حاسم، إلا أنهم أثبتوا قدرتهم على القتال ضد قوة متفوقة، وأظهروا صمودهم وشجاعتهم. ساعدت المعركة في تسليط الضوء على الظلم والمعاناة التي عانى منها النيوز بيرس على أيدي الحكومة الأمريكية، وهي بمثابة تذكير مهم بتاريخهم وكفاحهم من أجل البقاء.