التصنيف والتطور
يُصنف دالبيازيا ضمن عائلة السكليرورينشيد (Sclerorhynchidae)، وهي مجموعة من أسماك المنشار التي تتميز بشكلها الفريد. السكليرورينشيد بشكل عام، هي مجموعة فرعية من مجموعة أكبر من الأسماك الغضروفية تسمى الراي (Rajiformes)، والتي تشمل أيضًا أسماك المنشار الحديثة. ومع ذلك، فإن السكليرورينشيد، بما في ذلك دالبيازيا، تتميز ببعض الخصائص التي تميزها عن أسماك المنشار الحديثة، بما في ذلك الشكل العام للجسم والأسنان الموجودة على الخطم.
يعتبر دالبيازيا من بين أقدم أفراد عائلة السكليرورينشيد المعروفة، حيث تساعد دراسة حفرياتها في فهم تطور هذه المجموعة من الأسماك. تشير الدراسات إلى أن السكليرورينشيد قد تطورت في المياه الضحلة، وربما في مناطق مصبات الأنهار، حيث استخدمت خطمها الطويل والمسنن للبحث عن الطعام في قاع البحر. التطور الإضافي لهذه المجموعة أدى إلى ظهور أسماك المنشار الحديثة، والتي تطورت لاحقًا لتشمل تكيفات أكثر تخصصًا للعيش في مجموعة متنوعة من البيئات المائية.
الوصف المورفولوجي
تتميز دالبيازيا بالعديد من الخصائص المورفولوجية التي تميزها عن الأنواع الأخرى من أسماك المنشار. كان لديها خطم طويل ومسطح، مزود بأسنان حادة على الجانبين. على عكس أسماك المنشار الحديثة، كانت أسنان دالبيازيا أكثر تباعدًا، وأقل عددًا. يعتقد أن هذا الترتيب للأسنان كان فعالًا في التقاط الفريسة الصغيرة من قاع البحر.
بالإضافة إلى ذلك، كان جسم دالبيازيا مضغوطًا نسبيًا، مما يعني أنه كان مسطحًا من الأعلى إلى الأسفل. كانت الزعانف الصدرية كبيرة وواسعة، مما ساعدها على المناورة في الماء. لم يكن لديها الزعانف الظهرية والشرجية المتطورة مثل أسماك المنشار الحديثة، مما يوحي بأنها كانت تعتمد على حركات الجسم من أجل السباحة.
تختلف أحجام دالبيازيا بين الأنواع المختلفة، ولكن بشكل عام، كانت أصغر من أسماك المنشار الحديثة. يعتقد أن طولها كان يتراوح بين 1 إلى 2 متر. يعتبر هذا الحجم مناسبًا للبيئة التي عاشت فيها دالبيازيا، حيث كانت تتغذى على الكائنات الصغيرة والقشريات الموجودة في قاع البحر.
الاكتشاف والحفريات
تم اكتشاف حفريات دالبيازيا في مواقع مختلفة حول العالم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا الشمالية. تعد الحفريات الأكثر شيوعًا هي الأسنان، والتي غالبًا ما تكون محفوظة جيدًا في الصخور. كما تم العثور على بعض العظام الأخرى، مثل الفقرات وأجزاء من الزعانف. تشير هذه الحفريات إلى أن دالبيازيا كانت منتشرة على نطاق واسع خلال العصر الطباشيري المتأخر.
يساعد تحليل الحفريات في تحديد الأنواع المختلفة من دالبيازيا، وتحديد العلاقات التطورية بينها. يدرس الباحثون أيضًا البيئة التي عاشت فيها دالبيازيا من خلال تحليل الرواسب المحيطة بالحفريات، والتي يمكن أن توفر معلومات حول درجة حرارة المياه، وملوحة المياه، وأنواع الكائنات الحية الأخرى التي كانت تعيش في نفس المنطقة.
السلوك والنظام الغذائي
بناءً على شكلها وخصائص أسنانها، يعتقد أن دالبيازيا كانت تتغذى على الكائنات الصغيرة والقشريات التي تعيش في قاع البحر. كانت تستخدم خطمها الطويل والمسنن للبحث عن الطعام في الرواسب. عند العثور على الفريسة، كانت تستخدم أسنانها الحادة لقطعها واستهلاكها. من المحتمل أيضًا أنها كانت تتغذى على الأسماك الصغيرة واللافقاريات الأخرى.
من المحتمل أن دالبيازيا كانت تعيش في مجموعات، خاصة في المناطق التي كانت فيها مصادر الغذاء وفيرة. كانت تستخدم الزعانف الصدرية الكبيرة للمناورة في الماء والتحرك بسرعة. كان لديها أيضًا القدرة على التخفي، حيث كانت ألوانها تتناسب مع البيئة المحيطة بها. هذا التكيف ساعدها على تجنب الحيوانات المفترسة والتقاط الفريسة.
البيئة والانتشار الجغرافي
عاشت دالبيازيا في بيئات بحرية ضحلة، وربما في مناطق مصبات الأنهار. كانت هذه البيئات غنية بالكائنات الحية، مما وفر لها مصدرًا وفيرًا للغذاء. كانت تعيش جنبًا إلى جنب مع أنواع أخرى من الأسماك، والزواحف البحرية، واللافقاريات. كانت هذه البيئات متنوعة، مما يوفر مجموعة واسعة من الفرص لدالبيازيا.
تم العثور على حفريات دالبيازيا في جميع أنحاء العالم، مما يشير إلى أنها كانت منتشرة على نطاق واسع خلال العصر الطباشيري المتأخر. يعتقد أنها كانت تعيش في مناطق دافئة، مثل أوروبا وأمريكا الشمالية. ساهمت هذه البيئات الدافئة في ازدهار التنوع البيولوجي، مما سمح لدالبيازيا بالازدهار.
الانقراض
انقرضت دالبيازيا في نهاية العصر الطباشيري، جنبًا إلى جنب مع العديد من الأنواع الأخرى من الديناصورات والحيوانات الأخرى. هناك العديد من النظريات حول سبب انقراضها. أحد الاحتمالات هو أن الانقراض الجماعي الذي حدث في نهاية العصر الطباشيري أثر على البيئة التي كانت تعيش فيها دالبيازيا. قد يكون التغير المناخي، وتدهور البيئة، وتناقص مصادر الغذاء، قد ساهم في انقراضها. الاحتمال الآخر هو أن دالبيازيا لم تكن قادرة على التنافس مع أسماك المنشار الأخرى التي تطورت في وقت لاحق.
خاتمة
دالبيازيا هي جنس منقرض من أسماك المنشار السكليرورينشيد، والتي عاشت خلال العصر الطباشيري المتأخر. تتميز بشكلها الفريد، بما في ذلك الخطم الطويل والمسنن، والأسنان المتباعدة. يعتقد أنها كانت تتغذى على الكائنات الصغيرة والقشريات التي تعيش في قاع البحر. تم العثور على حفريات دالبيازيا في مواقع مختلفة حول العالم، مما يشير إلى أنها كانت منتشرة على نطاق واسع. انقرضت دالبيازيا في نهاية العصر الطباشيري، جنبًا إلى جنب مع العديد من الأنواع الأخرى. دراسة حفريات دالبيازيا تساعد في فهم تطور أسماك المنشار وتاريخ الحياة على الأرض.
المراجع
- A new sclerorhynchid sawfish from the Maastrichtian of the Netherlands and its palaeobiogeographical implications
- Cranial anatomy of the Late Cretaceous sawfish *Onchopristis* (Chondrichthyes, Sclerorhynchidae)
- Sclerorhynchidae (Chondrichthyes, Pristiformes) from the Maastrichtian of The Netherlands and Belgium