الحياة المبكرة والتعليم
ولدت سيغريد راوسينغ في السويد، وهي ابنة لورينز راوسينغ، أحد ورثة شركة تصنيع عبوات التعبئة والتغليف Tetra Pak، وإليزابيث راوسينغ. تلقت تعليمها في بريطانيا، حيث درست الأنثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة أكسفورد، وحصلت على درجة الدكتوراه من نفس الجامعة. ركزت أبحاثها الأنثروبولوجية على قضايا مثل الهوية والثقافة والسياسة في منطقة البلطيق.
العمل الخيري
تعتبر سيغريد راوسينغ من أبرز الفاعلين في مجال العمل الخيري على مستوى العالم. أسست مؤسسة أركاديا الخيرية، التي تدعم المشاريع والمنظمات غير الربحية في جميع أنحاء العالم. تهدف المؤسسة إلى معالجة القضايا العالمية الملحة، بما في ذلك تغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتعزيز حقوق الإنسان، ودعم التعليم والثقافة. تلتزم المؤسسة بتقديم منح كبيرة ومستدامة، مما يسمح للمنظمات الشريكة بتحقيق تأثير دائم.
بالإضافة إلى مؤسسة أركاديا، تشارك سيغريد راوسينغ في العديد من المبادرات الخيرية الأخرى. على سبيل المثال، ساهمت في دعم مؤسسة Open Society Foundations، التي أسسها جورج سوروس. كما قدمت الدعم لمنظمات تعمل في مجال حقوق الإنسان، مثل منظمة العفو الدولية.
النشر
بالإضافة إلى عملها الخيري، سيغريد راوسينغ ناشرة. وهي الرئيس التنفيذي لدار النشر Granta Publications، التي تنشر مجلة Granta الأدبية الشهيرة، والتي تأسست في عام 1889. تهتم المجلة بنشر الأدب الجديد والمقالات والتقارير الصحفية. كما تنشر Granta Books الكتب الخيالية وغير الخيالية، بما في ذلك أعمال الكتاب المشهورين عالمياً. تعتبر سيغريد راوسينغ شخصية مؤثرة في عالم النشر، وهي ملتزمة بدعم الكتاب وصناع الرأي.
تحت قيادة راوسينغ، وسعت Granta نطاق نشرها وتركيزها. وقد لعبت دوراً حاسماً في نشر أصوات جديدة من جميع أنحاء العالم. كما أنها تدعم الكتاب الذين غالبًا ما يتم تهميشهم أو تجاهلهم من قبل المؤسسات الأدبية التقليدية.
النشاط البيئي
تشارك سيغريد راوسينغ بنشاط في قضايا البيئة. من خلال مؤسسة أركاديا، تدعم العديد من المنظمات التي تعمل على حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي. كما أنها تدافع عن سياسات صديقة للبيئة وتشجع على اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تغير المناخ. تؤمن راوسينغ بأهمية الحفاظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة.
تعتبر سيغريد راوسينغ من المؤيدين البارزين للحفاظ على المحيطات. تدعم المؤسسات التي تعمل على مكافحة التلوث البلاستيكي، وحماية الحياة البحرية، وتعزيز الممارسات المستدامة في مجال صيد الأسماك. كما أنها تدعم جهود الحفاظ على الغابات، ووقف إزالة الغابات، وتعزيز الزراعة المستدامة.
الجوائز والتكريمات
حصلت سيغريد راوسينغ على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لعملها الخيري وإسهاماتها في مجال النشر. على سبيل المثال، حصلت على جائزة “المرأة الرائدة” من مؤسسة حقوق المرأة في عام 2014. كما تم اختيارها كعضو في الجمعية الملكية للأدب في عام 2017.
يشير الاعتراف بها إلى تأثيرها الكبير في مجالات عملها المتنوعة، وإلى التزامها بالقضايا التي تدافع عنها. يعكس هذا التقدير التزامها المستمر بإحداث تغيير إيجابي في العالم.
الحياة الشخصية
سيغريد راوسينغ متزوجة من عالم الأنثروبولوجيا إريك أندرسون. يعيش الزوجان في لندن ولديهما أربعة أطفال. تحافظ على خصوصيتها بشكل كبير، على الرغم من نشاطها العام.
خاتمة
تعتبر سيغريد راوسينغ شخصية بارزة في مجالات العمل الخيري، والأنثروبولوجيا، والنشر. من خلال مؤسسة أركاديا وغيرها من المبادرات، قدمت مساهمات كبيرة في معالجة القضايا العالمية الملحة، مثل حقوق الإنسان، وحماية البيئة، والتعليم. بالإضافة إلى ذلك، فقد تركت بصمة في عالم النشر من خلال عملها مع مجلة Granta و Granta Books. إن تفانيها في إحداث تغيير إيجابي في العالم يجعلها شخصية محترمة ومؤثرة على نطاق واسع.