التصميم والبناء
تم بناء “ليفي وودبوري” في حوض بناء السفن في مدينة نيويورك من قبل شركة سيمونز وبوريس. تم إطلاقها في عام 1863. كان تصميم السفينة مميزًا في وقته، حيث جمع بين قدرة المحركات البخارية ذات المسمار مع هيكل من الخشب الصلب. بلغ طولها حوالي 200 قدم، وعرضها 30 قدمًا، وغاطسها 12 قدمًا. تم تجهيزها بمحرك بخاري ينتج قوة حصانية قادرة على دفعها بسرعة تصل إلى 12 عقدة. تم تسليح “ليفي وودبوري” بمدفعية متنوعة، بما في ذلك مدافع بحرية ومدافع هاوتزر، مما يجعلها قادرة على الاشتباك مع السفن الحربية أو مهاجمة أهداف ساحلية.
الخدمة في الحرب الأهلية
بدأت “ليفي وودبوري” خدمتها النشطة في خضم الحرب الأهلية، حيث انضمت إلى أسطول الاتحاد. تم تكليفها بمجموعة واسعة من المهام، وأبرزها المشاركة في الحصار البحري للولايات الكونفدرالية. خلال الحصار، قامت “ليفي وودبوري” بدوريات في المياه الساحلية، واعترضت السفن التي حاولت تهريب البضائع إلى داخل أو خارج المناطق التي يسيطر عليها الكونفدراليون. هذه العمليات كانت حاسمة في خنق اقتصاد الكونفدرالية وتقويض قدرتها على مواصلة الحرب.
بالإضافة إلى مهام الحصار، شاركت “ليفي وودبوري” في عمليات الإنقاذ والبحث عن السفن المحتاجة. قامت بإنقاذ البحارة من السفن الغارقة، وقدمت الإغاثة للسفن المتضررة من العواصف أو الهجمات. هذه الأعمال البطولية أظهرت تفاني طاقم “ليفي وودبوري” في خدمة الآخرين.
كما لعبت “ليفي وودبوري” دورًا في مطاردة المهربين. في المناطق الساحلية المزدحمة، كان المهربون يحاولون استغلال الفوضى الناجمة عن الحرب للتهريب والاتجار غير المشروع. قامت “ليفي وودبوري” بمطاردة هؤلاء المهربين، ومصادرة البضائع المهربة، والقبض على المجرمين. هذه الجهود ساهمت في الحفاظ على القانون والنظام في المياه الإقليمية.
بعد الحرب الأهلية
بعد انتهاء الحرب الأهلية، استمرت “ليفي وودبوري” في الخدمة مع خدمة قواطع الإيرادات. تم تكليفها بمجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك دوريات السلامة، وإنفاذ قوانين الجمارك، وتقديم المساعدة في حالات الكوارث. ظلت السفينة جزءًا قيمًا من الأسطول الأمريكي لسنوات عديدة.
في السنوات التي تلت الحرب، شاركت “ليفي وودبوري” في العديد من المهام الإنسانية. قدمت المساعدة للسفن التي تعرضت لعواصف، وأرسلت فرق إنقاذ إلى حطام السفن، وساعدت في جهود الإغاثة بعد الكوارث الطبيعية. هذا العمل يدل على التزام السفينة بالخدمة العامة والمسؤولية تجاه المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، قامت “ليفي وودبوري” بدوريات في المياه الأمريكية لحماية الحدود ومنع التهريب. كانت السفينة مجهزة جيدًا لتنفيذ هذه المهام، بفضل سرعتها ومدفعيتها، مما مكنها من اعتراض السفن المخالفة وتطبيق القانون.
التفكيك والميراث
تم سحب “ليفي وودبوري” من الخدمة في عام 1889، بعد سنوات عديدة من الخدمة المتميزة. تم تفكيكها في وقت لاحق. على الرغم من انتهاء خدمتها، إلا أن إرث “ليفي وودبوري” استمر. كانت السفينة مثالًا على الابتكار الهندسي والشجاعة والالتزام بالواجب. ساهمت في الأمن القومي، وتطبيق القانون، والإغاثة الإنسانية على حد سواء.
تظل “ليفي وودبوري” رمزًا مهمًا في تاريخ الولايات المتحدة، وشاهدًا على الدور الحاسم الذي لعبته خدمة قواطع الإيرادات في تشكيل الأمة. ساعدت في حماية المصالح الأمريكية، وساعدت في تخفيف معاناة المحتاجين، وحمت أمن المواطنين. إن عملها وجهود طاقمها يستحق التقدير والذكرى.
خاتمة
كانت “يو إس آر سي ليفي وودبوري” سفينة ذات أهمية كبيرة في تاريخ الولايات المتحدة، خاصة خلال الحرب الأهلية. من خلال تصميمها المبتكر، وخدمتها في الحصار، وعمليات الإنقاذ، ساهمت بشكل كبير في انتصار الاتحاد. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت السفينة قيمتها بعد الحرب من خلال مهمات إنفاذ القانون والعمل الإنساني. إن إرث “ليفي وودبوري” يمثل الشجاعة والابتكار والالتزام بالواجب، مما يجعلها جزءًا مهمًا من التراث البحري الأمريكي.