الحياة المبكرة والتعليم
ولدت ماري ماكسويل في سياتل، واشنطن، وكانت الابنة الوحيدة لوالدها جيمس دبليو ماكسويل، وهو محامٍ ورجل أعمال، ولوالدتها أديلايد إيفانز ماكسويل. التحقت ماري بمدرسة بريسبيترين، وهي مدرسة خاصة للبنات، وتفوقت أكاديميًا. ثم التحقت بجامعة واشنطن، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في التعليم في عام 1950. خلال دراستها الجامعية، كانت ناشطة في العديد من الأنشطة اللامنهجية، بما في ذلك جمعية الشرف Phi Beta Kappa ونادي التحدث والمناقشة.
الحياة المهنية
بدأت ماري حياتها المهنية كمعلمة في مدرسة ثانوية في سياتل. ومع ذلك، سرعان ما تركت التدريس للتركيز على العمل في مجال الأعمال والأنشطة المجتمعية. في عام 1951، تزوجت ويليام هنري غيتس الأب، وهو محامٍ بارز في سياتل. كان لديهما ثلاثة أطفال: بيل، وكريستي، وليبي.
كانت ماري نشطة للغاية في مجتمع سياتل، وشغلت مناصب قيادية في العديد من المنظمات المدنية والخيرية. شغلت منصب رئيسة مجلس إدارة صندوق سياتل المجتمعي، وهي مؤسسة خيرية تقدم المنح للمنظمات غير الربحية في منطقة سياتل. كما شغلت منصب عضو في مجلس إدارة جامعة واشنطن، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في تطوير الحرم الجامعي.
بالإضافة إلى عملها التطوعي، عملت ماري في القطاع المصرفي. شغلت منصب عضو في مجلس إدارة بنك الأمريكتين، وهو بنك كبير في منطقة المحيط الهادئ الشمالي الغربي. كما كانت أول امرأة تشغل منصب رئيسة مجلس إدارة في البنك.
العلاقة مع بيل غيتس ومايكروسوفت
كانت ماري شخصية مؤثرة في حياة ابنها بيل غيتس. شجعته على تطوير اهتمامه بالكمبيوتر والبرمجة، وساعدته في تأسيس شركة مايكروسوفت. لعبت دورًا حاسمًا في مساعدة مايكروسوفت في الحصول على عقد مربح مع شركة آي بي إم في عام 1980. كانت ماري على علاقات جيدة مع قيادة آي بي إم، واستغلت هذه العلاقات لدعم مشروع ابنها الناشئ.
دعمت ماري أيضًا بيل خلال المراحل المبكرة من تطور مايكروسوفت. قدمت له المشورة والإرشاد، واستخدمت شبكتها الواسعة من العلاقات لفتح الأبواب أمام الشركة. كانت تؤمن بشدة بقدرة ابنها على تحقيق النجاح، ولم تتردد في تقديم الدعم اللازم له.
خلال فترة صعود مايكروسوفت، حافظت ماري على دورها في المجتمع. كانت تمثل الشركة في المناسبات العامة، وتستخدم نفوذها لدعم القضايا الاجتماعية. كانت مثالًا على كيفية تحقيق التوازن بين النجاح الشخصي والمسؤولية الاجتماعية.
النشاط المجتمعي والخيري
كانت ماري غيتس ملتزمة بشدة بخدمة المجتمع. بصفتها ناشطة مدنية بارزة، شاركت في العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة في ولاية واشنطن. شغلت مناصب قيادية في العديد من المنظمات غير الربحية، بما في ذلك صندوق سياتل المجتمعي، كما ذكرنا سابقًا.
بالإضافة إلى عملها في مجال التعليم والمصارف، كانت ماري ناشطة في مجال الصحة والرعاية الاجتماعية. دعمت العديد من المشاريع التي تهدف إلى تحسين الرعاية الصحية للأطفال والمسنين. كما كانت مؤيدة قوية للتعليم، وقدمت الدعم المالي للعديد من المدارس والجامعات.
عملت ماري على نطاق واسع لتحسين حياة الآخرين، سواء من خلال عملها المهني أو من خلال مساهماتها المجتمعية. ساعدت في تأسيس مركز واشنطن للفنون المسرحية في سياتل، وقدمت الدعم المالي للعديد من المنظمات الفنية والثقافية. كان تفانيها في خدمة المجتمع مصدر إلهام للعديد من الأشخاص الذين عرفوها.
الإرث
تركت ماري غيتس إرثًا دائمًا كشخصية مؤثرة في المجتمع، وكرائدة أعمال، وكمدافعة عن القضايا الاجتماعية. يُنظر إليها على أنها نموذج يحتذى به للمرأة العاملة، والتي تمكنت من تحقيق النجاح في كل من حياتها المهنية وشؤونها المجتمعية. ساهمت في تغيير المشهد المجتمعي والاقتصادي لولاية واشنطن، وساعدت في تمهيد الطريق للعديد من النساء الأخريات لتحقيق طموحاتهن.
تذكر مساهمات ماري في تطوير جامعة واشنطن ومساعدتها في جعلها مؤسسة تعليمية رائدة. كما يُذكر دورها في دعم ابنها بيل غيتس في تأسيس شركة مايكروسوفت، والذي أثر بشكل كبير على صناعة التكنولوجيا العالمية. ترك إرثها تأثيرًا إيجابيًا على مجتمعها والعالم بأسره.
الموت
توفيت ماري غيتس في 10 يونيو 1994، عن عمر يناهز 64 عامًا، بعد صراع مع مرض سرطان الثدي. على الرغم من وفاتها المبكرة، إلا أن إرثها مستمر من خلال الأعمال الخيرية التي دعمتها، والمنظمات التي أسستها، والإلهام الذي قدمته للآخرين. كان رحيلها خسارة كبيرة للمجتمع الذي خدمته بكل تفانٍ وإخلاص.
تأثيرها على بيل غيتس
كانت ماري غيتس لها تأثير كبير على ابنها بيل غيتس، ليس فقط في حياته المهنية ولكن أيضًا في قيمه وشخصيته. علمته أهمية العمل الجاد، والإخلاص للمجتمع، والمساهمة في تحسين العالم. بعد وفاتها، أطلق بيل وزوجته ميليندا مؤسسة بيل وميليندا غيتس، وهي أكبر مؤسسة خيرية خاصة في العالم، والتي تهدف إلى معالجة بعض من أكبر التحديات العالمية، مثل الصحة والتعليم والفقر. يمثل هذا العمل الخيري استمرارًا لإرث ماري غيتس في خدمة المجتمع.
التكريم والتقدير
حصلت ماري غيتس على العديد من التكريمات والتقديرات خلال حياتها المهنية. تم الاعتراف بها لقيادتها في مجال الأعمال والمساهمات المجتمعية. تم تكريمها من قبل العديد من المنظمات والمؤسسات لدورها في خدمة المجتمع.
بعد وفاتها، استمرت في الحصول على التقدير. يتم الاحتفال بها كرمز للمرأة القيادية، وكمثال للمواطنة الفعالة. يخلد إرثها من خلال أعمال مؤسسة بيل وميليندا غيتس، والتي تواصل العمل على القضايا التي كانت قريبة من قلبها.
خاتمة
كانت ماري ماكسويل غيتس شخصية استثنائية تركت بصمة واضحة في المجتمع. من خلال عملها كمصرفية، وناشطة مدنية، ومديرة تنفيذية لمنظمة غير ربحية، ومعلمة، ساهمت في تحسين حياة الآخرين. علاوة على ذلك، كان لها دور محوري في دعم ابنها بيل غيتس، مما ساعد في تأسيس شركة مايكروسوفت. إرثها في الخدمة العامة، والقيادة، والعمل الخيري لا يزال يلهم الكثيرين حتى يومنا هذا.
المراجع
- ويكيبيديا – ماري ماكسويل غيتس
- موقع جيتس نوتس – ماري غيتس
- نيويورك تايمز – نعي ماري غيتس
- موسوعة بريتانيكا – ماري ماكسويل غيتس
“`